مرض السمنة من أكثر الأمراض المنتشرة في العصر الحديث ، وهي من أخطر الأمراض العالمية ليس لأنها تصحبها الكثير من الأمراض المزمنة مثل مرض زيادة ضغط الدم والسكري ، كما أن مريض السمنة يكون أكثر عرضة للإصابة بالجلطات والسكتة القلبية .وقصة تلك السيدة تعطينا درسًا أن الحياة لا يمكن أن تتوقف ولا يوجد شيء مستحيل وأن الإنسان يستطيع تغيير مصيره إذا أراد ذلك ، وامتلك الإرادة الكافية ، هذه قصة السيدة تيكسان مايرا روزاليس التي كانت محط أنظار الرأي العام الأمريكي ، حيث استطاعت خلال ثلاثة أعوام أن تخفض وزنها من 453 كيلو جرام إلى 91 كيلو جرام بعد خضوعها لأحد عشر عملية شفط دهون وعمليات لشد الجسم .كانت مايرا تبلغ من العمر 34 عامًا وقد كانت مايرا مصدر أخبار للصحافة الأمريكية بصفتها أسمن إمرأة في العالم بوزنها الذي يبلغ 453 كيلو جرامات ، ولكن هذه المرة كانت مايرا مصدر لنوع مختلف من الأخبار فقد اتهمت بقتل ابن شقيقتها بالخطأ بعدما سحقته بوزنها أثناء التقلب لتحصل على لقب جديد وهو القاتلة ذات النصف طن .وتبدأ القصة في مارس 2008م حين دخل الطفل أليسكو والذي يبلغ من العمر عامين وهو يعاني من صعوبات في التنفس وإصابة أخرى في الرأس أدت إلى وفاته ، وقد اعترفت مايرا أنها هي من قتلته حين كان نائمًا بجوارها على السرير ، وأنها قد نامت فوقه دون أن تراه بسبب وزنها وقد تمنت أن تحصل على إعدام في تلك القضية لأنها لم تعد تستطيع العيش بتلك الطريقة حيث أنها كانت لا تستطيع أن تبرح مكانها.قام الطبيب الشرعي بتشريح جثة الطفل لكنه اكتشف أن سبب وفاة الطفل هو خبطة بالرأس بشيء حاد ، وقد كذب أقوال مايرا ، ولذلك اضطرت إلى الاعتراف بالحقيقة أمام المحكمة ، وهي أن شقيقتها هي من قتلت الطفل ، بعد أن وجهت له عدة ضربات بالفرشاة على يديه وساقيه ورأسه ، لأنه رفض تناول الطعام ، مما أدي إلى وفاته ، وقد أخبرت مايرا القاضي أنها أضطرت إلى قول الحقيقة ، بعد رأت أختها تضرب أطفالها الأخرين فخشيت مايرا أن يلقوا نفس مصير أخيهم ، تمت تبرئة مايرا في يناير عام 2011م.اعترفت الأخت جايمي روزاليس بقتلها للطفل ، تم الحكم على الأخت بالحبس خمسة عشر عامًا وتركت رعاية الأطفال الآخرين ، وهنا تغيرت حياة مايرا للأبد حيث قررت أن تخضع لعملية تخفيض الوزن حتى تعود للمعدلات البشرية الطبيعية ، من أجل أن تستطيع رعاية أبناء أختها الصغار الذين لم يعد لهم سواها .تبني حالتها الطبيب يونان روزاردن وهو من الأطباء البارزين في هذا المجال ، وقد تطلب نقل مايرا من منزلها عشرة رجال أقوياء البنية ، كما قاموا بهدم جدار منزلها يستطيعوا إخراجها من المنزل حيث أن الباب كان صغيرًا جدًا بالنسبة لمايرا كما قام المسئولين بالمستشفي بهدم جزء من فتحة الباب بغرفة العمليات ، كانت مايرا تستهلك حوالي 18 ألف سعر يوميًا كما أنها كانت تتناول 4 قوالب حلوى بعد انتهائها من وجباتها الأساسية.خضعت مايرا لعدة عمليات شفط دهون ، وبعد تمارين رياضية مكثفة أنخفض وزنها إلى 250 كيلو جرام مما مكنها من الحركة مجددًا ، وواصلت مايرا جهودها لنحو ثلاثة أعوام حتى فقدت ما يعادل 470 كيلو جرام من وزنها ، وبعد أن أصبح وزنها تسعين كيلوجرامًا خضعت لعدة عمليات لإزالة الجلد الزائد من ساقيها ، ليبلغ مجموع العمليات الجراحية التي خضعت لها مايرا إحدى عشرة عملية ، وفي مفاجأة للأمريكيين تظهر مجددًا على شاشات التلفاز بعد أن أصبح وزنها 90 كيلو جرام لتصبح مايرا مصدر إلهام لكثير من مرضى السمنة على مستوى العالم .