قصة النصيحة المدمرة

منذ #قصص اجتماعية

السطور القادمة ترويها امرأة تعيش أسوء لحظات عمرها ، تدفع ثمن كل خطأ فعلته في حياتها ، كل ظلم ظلمته وكل كلمة سوء قالتها ، سأدعها تروي لكم قصتها بنفسها لعلنا جميعًا نتعظ .حين كنت أدرس في الجامعة تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين ، وسيم والديه توفيا وهو صغير ، رباه عمه وحين قرر أن يهاجر حمله معه ، أكمل دراسته في الخارج وتخرج ليعمل في وظيفة مرموقة لكنه حين قرر الزواج ، قرر أن يعود لوطنه ليتزوج من أبناء جلدته .فكان يبحث عن فتاة مقبولة تحمل نفس صفاته الشرقية ، متحفظة متدينة حتى تحافظ عليه في مجتمع الغرب المنفتح ، كنت ما أزال طالبه فأقنعني أن أكمل دراستي في الخارج ، وافقت وتم الزواج ، وسافرت معه .فكنت أدرس في الجامعة وأذهب إلى أحد معاهد اللغة لكي أتعلم لغة الدولة التي نسكن فيها ، وهناك تعرفت على فتاة كانت في مثل عمري أو أكبر قليلًا من نفس بلدي ، اتخذتها صديقة وصرت أتبعها في كل مكان .وبعد 10 شهور فقط من الزواج أنجبت ابنتي البكر ، وبعدها بأربعة أعوام أنجبت ابني ، كانت حياتي مستقرة ، حصلت على الجنسية بعد خمسة سنوات من الإقامة ، وصرت أشعر بالحرية ، انبهرت بالانفتاح الذي لم يكن موجودًا في وطني .صرت أذهب إلى النوادي والمحاضرات وأعمل وأذهب مع أطفالي للتنزه ، وانشغلت كثيرًا عن زوجي ، ولا أنكر أني كنت مقصرة في شئون المنزل ، وكان زوجي يعترض من وقت لآخر ، ولكنه كان طيب لا يشتكي أو يغضب .ولكن بعد 16 عامًا من الزواج صار زوجي يعلن عن اعتراضه بوضوح ، حينها ذهبت لصديقتي أشكي لها همي ، فنصحتني أن أطلقه ، ماذا إن طلقته سيقسم المنزل بالنصف بيني وبينه على حسب قانون الدولة .ففكرت في خطة شيطانية وهي أن أستفزه لكي يضربني ومن ثم سأحصل على المنزل لي ولأولادي ، بدأت أنفذ الخطة بدقة ، وبدأت أتحدث مع أولادي عن والدهم بالسوء ، وبدؤوا يبتعدوا عن والدهم ويقتربون مني أكثر ، فقد كنت أحل لهم كل ما يرفضه والدهم .في أحد الأيام عادت ابنتي إلى المنزل برفقة صديق لها ، سألها والدها من هذا فأجابت صديق ، فقال لها صديق داخل المدرسة وليس بالمنزل ، احتدم النقاش وارتفع صوت زوجي ، فبدأت بالصراخ أنا وأبنائي ، كانت الخطة تسير على ما يرام .رفعت قضية الطلاق وشهد أبنائي معي أمام القاضي ، الذي حكم بالطلاق وبأن تكون حضانة الأولاد معي ، حينها كانت الفتاة في السادسة عشر والصبي في الثانية عشر من عمره ، مرت الأعوام ولم أتزوج .فقد أصبحت مطمع لمن يريد إقامة وجنسية الدولة ، أو لكبار السن ، ولا يمكن أن يطلبني شاب للزواج ، من سيتزوج من مطلقة معها شابان في المنزل ، خمسة أعوام كاملة أصبحت ابنتي في الحادية والعشرين من عمرها وابني في السابعة عشر من عمره .أكملت ابنتي الدراسة الجامعية ، وابني أيضًا كان يدرس ويعمل في ورشة للسيارات ، اختفى أثر زوجي تمامًا فقد كان كلما أتى للزيارة نقابله بطريقة سيئة جعلته يبتعد عنا بدون أثر .وفي أحد الأيام عادت ابنتي إلى المنزل فرحة وأخبرتني بأن هناك شاب عربي تحبه ويريد أن يتقدم لخطبتها ، وافقت على الفور وأتت والدة الشاب لتتعرف علينا بالمنزل ، أخبرتني أن والد الشاب يريد أن يقابل والد الفتاة ، أخبرتها بأننا منفصلين منذ أعوام وأننا لا نعلم عنه أي شيء .كان والد الشاب مصرًا على رأيه فما كان مني إلا أن أبحث عنه في كل مكان ، تحدثت إلى أحد معارفي ورجوتها أن تبحث عنه ، بالفعل أحضرت لي العنوان وذهبت أنا وابنتي إليه ، كان مازال كما هو لا يبدو عليه العمر أبدًا على عكسي تمامًا ، بل كان يبدو أصغر مما تركنا .روينا له القصة ووافق على أن يأتي ، بالفعل جاء اليوم المشهود مع أهل الشاب لخطبة ابنتي ، جاء والدها وزوجته فقد دعوتها ذوقيًا ، وجاءت صديقتي صاحبة النصيحة القديمة ، بعد أن تم الاتفاق على كل شيء وكان الجميع سعداء قالت صديقتي لابنتي ، لا أصدق بالأمس كنتِ تشهدين ضد والدك أمام القاضي ، واليوم تجلسين بجواره ليزوجك .صعق الجميع وبدأت أشهر أن العالم ينهار من حولي ، خاصة بعد أن بدأت صديقتي تروي كل ما حدث لأهل الشاب عن خطتها ، وكيف أنها جعلتني وجعلت الأولاد يطلبون الشرطة لوالدهم ويقفون ويشهدون ضده أمام القاضي ، بدأت أسبها وألعنها وطردتها من منزلي ، ولكن والد الشاب قال نحن آسفون لن نزوج ابننا لفتاة طلبت الشرطة لأبيها .كيف يأمن ابني على نفسه مع فتاة شهدت بالكذب ضد والدها بالمحكمة ، وغادر الأهل على الفور ، وبدأت ابنتي تسبني بكل الشتائم وتتهمني أني دمرت حياتها ، غادرت ابنتي المنزل وصعد ابني غرفته رافضًا أن يتحدث معي .فثلاثة أيام كاملة لا استطيع أن اصل إلى ابنتي لا ترد على هاتفها ، حتى كلمني والدها وأخبرني أنها عنده وان آتي لكي أطمئن عليها ، ذهبت إليها فطردتني وأخبرتني أنها تريد أن تبقى مع والدها ، تستمتع بحنانه الذي حرمتها منه.وبعد أسبوع واحد تعرض ابني لحادث في عمله وقطعت أصابع يده ، كان حزينًا وغاضبًا ، واتهمني بأنني سبب كل شيء سيء يحدث معه ومع شقيقته ، تركني أولادي ، وصرت وحيدة وصار المنزل الذي حاربت من أجله ، ووضعت أبنائي أمام والدهم من أجله فارغًا خاويًا إلا مني .أشعر بندم شديد وبألم أكبر ، أشعر أنني لم أكن أفكر ، كيف صدقت هذه الحية التي سممت حياتي ودمرت أسرتي ، لكني لا ألومها وحدها ، فأنا أيضًا أحمل الوزر ، أنا أيضًا أستحق العقاب ، أدعو الله ليل نهار أن يسامحني وأن يرد لي أولادي ، وأن يسامحوني ويسامحني طليقي على ما فعلته به وعلى ما جعلته يعانيه .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك