كثيرون لا يعرفون ما هو التفكير الكارثي وكيف يمكن أن يدمر حياتك كليًا ، التفكير الكارثي طريقة يفكر بها ملايين الأشخاص حول العالم ، وهذا التفكير يعني أن تبني في عقلك العديد من الأفكار السلبية والسيناريوهات المظلمة ، وتبدأ في بناء سلسلة من الأحداث بناء على تلك الأفكار وهذه السيناريوهات .هذا التفكير الكارثي يسيطر عليها طوال الوقت فإن تأخر والدها خمسة دقائق تبدأ في الاعتقاد أنه تم الاعتداء عليه من قبل مجموعة لصوص ، أو أن والدها قد أصيب في حادث وقتل ، وإن لم يجيب خطيبها على الهاتف من أول ثانية تفكر أنه زهدها وكرهها ، وأنه قرر أن يتركها ويغادرها ، وعلى الرغم من أن هذه الأفكار والسيناريوهات غير صحيحة بالمرة إلا أنها تسيطر عليها .ليس فقط تسيطر على تفكيرها بل كذالك تسيطر على سلوكها وتصرفاتها ، وتبدأ في الجزع وتفلت أعصابها ، وتتوتر بشدة ، حتى أن الأمر في بعض الأحيان يصل إلى آثارًا جسدية عليها من ارتفاع ضغط الدماء ، ومن تغيرات هرمونية بسبب القلق والتوتر .كان والدها دائمًا يخبرها أن تتوقف عن التفكير بهذه الطريقة لكي لا تضر بنفسها ، وتضر بكل من حولها ، فبناء على تفكيرها الكارثي تبدأ في التعامل بعنف مع الجميع ، من دافع القلق ، بالطبع من حولها يستوعب هذا ولكن بالرغم من ذلك يحزنون لأنها في كثير من الأحيان تتصرف بعصبية كبيرة وعنف شديد .بعد أن تزوجت زاد لديها التفكير الكارثي بشكل كبير ، وزادت نتائج هذا التفكير السلبية حتى أن حياتها صارت تتمحور تمامًا حول هذا التفكير ، في أحد الأيام كانت نائمة في منزلها بعد أن نزل زوجها إلى العمل ، حلمت بكابوس مفزع ، فقد رأت زوجها يخونها مع أحد زملاءه في العمل ، الأمر الذي جعلها تفزع من نومها .قامت مسرعة من سريرها وأمسكت هاتفها وحاولت أن تتصل بزوجها ، إلا أن زوجها لم يرد عليها سريعًا مثل عادته ، فبدأ تفكيرها يعصف بها بقوة ، صارت تفكر في زوجها وزميلته ، وكيف يخونها معها ، كيف تجلس أمامه زميلته ، وكيف تنظر إليه ، وكيف يمسك هو بيدها ويتحدث إليها .حاولت أن تهدأ وأن تتوقف عن التفكير في الأمر لكن بلا نتيجة ، حاولت أن تتصل بزوجها مجددًا ولكن لم يجيبها أيضًا ، لم تكن تدري كيف تتصرف أو ماذا تفعل ، كان تفكيرها أقوى منها كثيرًا ، حينها قررت أن تنزل على الفور لترى خيانة زوجها بنفسها ، حتى لا يتمكن من الإنكار أبدًا .حين وصلت إلى العمل ودخلت إلى مكتب زوجها وزميلته لم تجد كلاهما ، بدأت في البحث عنهم في كل مكان ، وعلى مسافة بعيدة رأت زوجها يمشي إلى جوار زميلته ، لم تدر بنفسها إلا وقد أمسكت سكين الورق من مكتب زوجها وتوجهت مباشرة إلى زميلته وقامت بضربها في رقبتها مباشرة .كانت ضربتها قوية وقاتلة وسط أنظار الجميع في الشركة ، حينها فزع الجميع ، أمسك أمن الشركة بها واحتجزها في حجرة الاجتماعات ، حيث أنها كانت الأقرب لمكان الجريمة ، حين وصلت الشرطة أمسكت بها ، وفي التحقيقات تحدثت عن أسباب الجريمة ، وأن السبب فيها خيانة زوجها وزميلته .أمرت النيابة بتحويلها إلى الطبيب النفسي ، وعند الطبيب النفسي كتب التقرير أنها مريضة أوهام ، حكم عليها بالسجن في مستشفى الأمراض العقلية ، قضت هناك أكثر من ثلاثة أعوام ، يحاول فيها الأطباء أن يقنعوها أن جريمتها كان سببها فقط أفكارها الكارثية ، لكنها أبدًا لم تقتنع .ولم تتوقف أفكارها الكارثية عند هذا الحد ، فقد بدأت تقنع نفسها أن ما حدث كله بتدبير من زوجها ، الذي يخونها مع سيدة أخرى ، وبدأت تفكر كيف تتخلص مما هي فيه ، قررت في النهاية أن تنتحر لأنها كانت تعتقد أنها ستقضي عمرها كله في المستشفى ، على الرغم من أن مدتها كان تبقى منها فقط ثلاثة أشهر وتحصل على الإفراج .