بعد علاقة استمرت عاماً كاملاً ، تزوج الشاب توفيق من فتاة في العشرين من عمرها ، تدعى فاتن وكان توفيق يعمل في إحدى المؤسسات ، الموجودة داخل بلدته التي نمى وترعرع بها ، ولكن والدي توفيق عارضًا منذ البداية هذا الزواج ، وكان لديهما من الأسباب ما يراه كافياً لرفض ذلك الزواج .كان توفيق يعلم ماضيها وعلاقاتها السابقة ، مع شبان آخرين ومنهم من كان من دائرة أصدقائه المقربين ، ولكن يذكر توفيق يوم أن أقسمت له بأنها ، لن تعود إلى أي من تلك العلاقات السابقة ، وأنها ستخلص له زوجة ولكن فاتن ، ما لبثت أن استنتجت إصرار والدة توفيق ، علي تطليقها وإنهاء تلك العلاقة الزوجية .سعت فاتن للاحتفاظ بزوجها عن طريق انجاب ولداً منه ، لتجعله يتمسك بها زوجة وأماً لولده أو بنته ، ولكن الشهور مرت ولم يتحقق الحمل ، وكانت تعلم إلحاح والدة توفيق بتطليقها ، كما خيره والده بين الحفاظ على صلته به ، أو يتمسك بتلك التي يصفها (اللعينة) ، ثم عاينت أن والده يأس من أن يطلقها منه ، فمنع توفيق من أن يدخل بيت العائلة .رأت فاتن نفسها في سباق مع الزمن ، وكانت قد رافقت زوجها إلى طبيب متخصص ، أكد لهما بعد الفحص والتحاليل ، أنه لا يوجد أمر يحول دون الانجاب ، وأن الامر متعلق بظروف نفسية سيتمكنان من تخطيها مع الوقت .ولكن فاتن ليست مستعدة للانتظار ، وهكذا سعت لإحياء علاقاتها السابقة ، بعد أن استنفذت كل المحاولات ، وطرقت أبواب الأطباء والعرافين وكانت غايتها أن تحمل من عشيق سابق ، وأن تنسب الحمل إلى توفيق .سارت فاتن تنتقل إلى عشيقها السابق في مدينة أخرى ، مستعملة سيارة زوجها وكانت تدعى بالخروج لزيارة أقرباء لها ، وتكررت زياراتها إليه ولما لم تحمل منه ، صارت من حين لآخر تلتقي بخلان سابقين مثله .وكان كل ما يهمها هو أن تحمل ، لتحتفظ بتوفيق زوجاً وفي المؤسسة ، التي كان يعمل بها توفيق كان أحد الأعوان ، ممن يحومون حول فاتن وقد اتخذته عينًا لها ، يخبرها بكل ما يدور حول زوجها توفيق.وذات يوم ابلغها ذلك الشخص عن زيارة والدة توفيق له ، في العمل واصرارها على تطليقه لفاتن ، بل وأخبرته إنها عادت لماضيها وعادت تلتقي بعشاقها السابقين ، ولكن توفيق لم يكلف نفسه بعناء التدقيق ، حول ما تحمله والدته من أخبار .بل لم يكلف نفسه مرة ، على إلقاء نظرة على عداد الكيلو مترات في سيارته ، ليعلم أن فاتن لم تكن تستعمل السيارة داخل المدينة ، فحسب بل كانت تقطع مسافات أبعد بكثير من ذلك .كان توفيق مجتهداً في عمله ، وقد نال مكافئة نهاية السنة ففكر في توظيف ذلك المبلغ في شراء سيارة جديدة ، وقام بعرض سيارته للبيع عن طريق بعض السماسرة ، بل وكتب ورقة ذكر فيها عبارة (معروض للبيع) .وكتب بها رقم جواله ولصقها على الزجاج الخلفي للسيارة ، ولم تلتفت زوجته لذلك الاعلان من قبل ، وواصلت فاتن التردد على شقة عشيقها السابق ، وكلفت والدة توفيق أحداً بمراقبة فاتن ، والتقاط بعض الصور لها في تلك المدينة المجاورة وعندما تكون مع عشيقها.وجاءته والدته ذات مساء بصورها يومها كاد يغمى عليه ولم يقوى على الوقوف ، وتم نقله على عجلة إلى المستشفى ، وقد علم أن فاتن نقضت عهد زواجها به ، فعزم على الرد بأقوى ما يستطيع ، وتقدم إلى المحكمة لرفع دعوة طلاق ، وسجل شكاية ضد زوجته الخائنة وأصدر أمر بتتبع فاتن للقبض عليها ، في حالة خيانة زوجية حتى تنال عقابها ، ومرت عشرة أيام على تعليق تلك الورقة على السيارة ، وكانت فاتن تواصل استعمالها .وذات يوم وبينما توفيق في عمله رن جواله ، وكان المتصل يريد شراء السيارة وكان يريد مقابلته في أسرع وقت ، حتى أذ ما أتفق معه على الثمن تعاقد ، قبل أن تغلق المصالح الإدارية أبوابها .وطلب توفيق من الرجل أن يلتقي به في مقر عمله ، لكن علم من الرجل أنه ليس من مدينته ، بل من مدينة مجاورة له حيث توجد السيارة ، واقفة أمامه الآن ، وأصاب توفيق الذهول من كلام ذلك الرجل .وأيقن أن زوجته التي أخذت سيارته ، هي الآن في منزل عشيقها السابق ، فأنهى مكالمته مع الزبون ثم أبلغ الشرطة بالعنوان ، وكانت الشرطة تعلم السرعة التي يجب أن تتحرك بها ، فأبلغ الشرطة في تلك المدينة للتوجه نحو العنوان المذكور .بسرعة صعد توفيق برفقة الشرطي ، وبعد ثوان فتح العشيق الباب واقتحمت الشرطة المنزل ، ووجدت فاتن بداخل إحدى الغرف فقبضت الشرطة على فاتن ، وعشيقها وتوجها إلى مركز الشرطة ، ولم يخطر ببال فاتن أبداً أن ذاك الإعلان عن بيع السيارة ، حيث رقم هاتف زوجها سيجعلها تنكشف في منزل عشيقها .