كنا مقيمين في أحد المدن النائية وكنت أشعر بالإعياء الشديد ، طلبت من زوجي أن يأخذنني للطبيب في المدينة المجاورة ، انطلقنا على الطريق وأثناء سيرنا بالسيارة أنفجر إطار السيارة الأمامي وفقد زوجي السيطرة على السيارة .توقفنا بأعجوبة دون أن نصاب بأى ، وأخرج زوجي الإطار الإضافي وشرع في تغييره ، ولكن للأسف كان الإطار الإضافي فارغ من الهواء ، وكان زوجي مجبر على تركي على الطريق وحدي ، أغلقت السيارة حتى أشعر بالآمان ، غفوت لأقل من خمسة دقائق تقريباً وحين أفقت وجدت سيدة غجرية عجوز تطرق على زجاج السيارة .كنت أشعر بالمفاجأة ولكنني تخيلت أنها شحاذة فتحت زجاج السيارة حتى أعطيها بعض المال ، لكنها ردت يدي ولم ترد أن تأخذ شيء ، قالت لي شيء واحد تحملين بداخلك من سيقضي عليكي .لم أفهم ما تقول ولم أستطيع أن أسألها فقد ابتعدت مسرعة ، تخيلت أنها سيدة عجوز خرفه تقول أي شيء ، فلم أهتم بما تقول ، في نفس الوقت وصل زوجي فلم أرد أن أشعر باله ولم أخبره بأي شيء.وذهبت للطبيب وهناك عرفت أنني حامل ، كانت مفاجأة لي ليس لأني سأنجب أول طفل لي ، ولكن لأن حديث الغجرية طرق أبواب عقلي وجعلني أشعر بالخوف ، قررت أن أتجاهل الأمر و استمتع بالحمل ، أكملت شهور الحمل بسلاسة وعرفت أنني أحمل في رحمي جنين صبي ، بدأت أشتري ملابس لاستقبال الطفل ، وكنت سعيدة بكل التفاصيل ، لكن ما اقلق نومي كانت كوابيس لي أرى فيها العجوز تخبرني أنني سأنجب من يقضي علي .أنجبت طفلي ومرت الأعوام حتى صار في العام الجامعي الأخير ، وكان زوجي حينها وصل منصب يقترب من الوزارة ، وكان ابننا هو مثال للولد الجيد البار الذي تتمناه أي أسرة ، ولكن كل هذا تغير في شهر واحد ، حين آتى ابني ليخبرني بأنه قرر أن يرتبط بأحد زميلاته ، كنت أرفض أن يرتبط أثناء الجامعة لكنني وافقت حتى لا يحزن ابني ، حين ذهبنا إلى منزل أسرة الفتاة شعرنا بالصعقة.فقد كان منزل الفتاة متواضع للغاية ولكن لم يكن هذا سبب رفضنا الارتباط ، فحين بحث زوجي عن أسرتها وجد أن أحد أشقاءها كان متهم بقضية تعاطي مخدرات ، ثار ابننا على قرار الرفض وحاول أن يقنعنا بشتى الطرق ، وفي أحد الأيام عاد منهار باكي بطريقة لم أراه بها من قبل ، حين حاولت أن أفهم ما حدث أخبرني أن صديقته انتحرت حين أخبرها برفضنا .وظل وحيدًا في غرفته أسبوع كامل لا يأكل إلا ما يسمح له بالبقاء على الحياة ، وبعدها خرج من غرفته وقضى ثلاثة أيام لا نعلم عنه شيء ، وعاد إلى المنزل بعدها ولم يتحدث إلي أي شخص بالمنزل ، وحاولنا أكثر من مرة ولكن دون جدوى ، بدأ يتغير ولم نعرف السبب ولم نعي الأمر أهمية ، ولكن صدمنا حين رأيناه ذات مرة تناول جرعة من المخدر أمامنا .حاولنا أن نضعه في مصحة أكثر من مرة ، حاولنا أن نقنعه بالرجوع عما يقوم به ولكنه رفض وهددنا أن يترك المنزل ، ترجيت زوجي ألا يضغط عليه وأن يتركه أمام أعيننا وياليتني لم أفعل ، فقد بدأ يتهمني أنني ووالده السبب في موت من يحب ، وكنت أشعر أن نظراته مليئة بالكره والحقد وكنت أبكي من الألم .والآن أيضاً أبكي من الألم ولكن ليس الألم النفسي بل الألم الجسدي ، فقد استيقظت أنا وزوجي على حريق هائل في الشقة أشعله ابني انتقام مني ومن والده ، زوجي لم ينجو من الحريق ومات من الاختناق ، أما أنا فقد أصيبت بجروح في حوالي ٤٠٪ من جسدي مازلت أعاني ، وحتى الآن لا أعرف مكان ابني ، ولكني صدقت ما قالته الغجرية العجوز صدقت أني أنجبت من قضى علي وعلى حياتي ..!!