وصلت رسالة من زوج المرأة ، وكان قد كرهها ، وهجرها منذ عامين ، وجاءت الرسالة من أرض نائية ، لا تدعي الطفلة تلعب بالكرة المطاطية ، فبمقدوري سماع الصوت ، وهو يطعن فؤادي ! انتزعت المرأة الكرة المطاطية من ابنتها ، التي كانت في التاسعة من عمرها …نبذة عن المؤلف :
قصة للأديب والروائي ياسوناري كاواباتا ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ، ولد كاواباتا في أوساكا- اليابان في 14 يونيو عام 1899م ، بداية كتاباته أثناء دراسته الجامعية ، في جامعة طوكيو الإمبراطورية ، من أهم مؤلفاته : بلد الثلج ، طيور الكركي الألف ، ويعد كاواباتا هو الأديب الياباني الذي ترجم له أكبر عدد من الأعمال الياباني إلى اللغة العربية ، وتوفيّ في 16 ابريل عام 1972م .رسالة أخرى غريبة :
وصلت رسالة ، مرة أخرى من زوجها ، وجاءت من مكتب بريد يختلف عن ذلك الذي جاءت منه الرسالة الأولى ، لا ترسلي الطفلة إلى المدرسة منتعلة حذاء ، فبمقدوري سماع الصوت ، يدهس فؤادي ! قدمت لابنتها مكان الحذاء نعلين من اللباد ، فبكت الطفلة وأبت الذهاب إلى المدرسة .رجل أوغل في العمر :
من جديد جاءت رسالة من زوجها ، ولم تبعث بالبريد ، إلا بعد شهر واحد من إرسال الرسالة التي سبقتها ، ولكن خطه بدا ،على نحو مفاجئ ، شبيها بخط رجل أوغل في العمر ، لا تدعي الطفلة تتناول طعامها من طبق خزفي ، فبمقدوري سماع الصوت ، وهو يحطم فؤادي !تنفيذ الأمر وتحطم الفؤاد :
أطعمت المرأة الطفلة بعوديهما المخصصين لتناول الطعام ، كأنها طفلة في الثالثة من عمرها حقا ، وكان زوجها يمضي أياما تدخل البهجة على النفوس إلى جانبها ، مضت الطفلة إلى خزانة الآنية من تلقاء نفسها ، وأخرجت طبقها ، انتزعته المرأة مسرعة منها ، وهشمته على صخرة في الحديقة ، فدوى صوت تحطم فؤاد زوجها .كأنها رمح وتهاوت :
ورفعت المرأة ، فجأة حاجبيها وهشمت طبقها على صخرة ، ألم يكن هذا هو دوي تحطم فؤاد زوجها ؟ ألقت بمائدة الطعام في الحديقة ! ماذا عن هذا الصوت ؟ ألقت ببدنها كله على الحائط ، ومضت تلطمه بقبضتيها ، دفعت نفسها بقوة ، عبر حاجز تقسيم الغرف الورقي ، كأنها رمح وتهاوت على الجانب الآخر منه ، وماذا عن هذا الصوت؟بكاء وصفع :
أماه ، أماه ، أماه ، أماه ، أماه..اندفعت الطفلة نحوها ، باكية فصفعتها المرأة ، أو أصغ لهذا الصوت ! مثل صدى الصوت ، جاءت رسالة أخرى من زوج المرأة ، وقد أسلت من مكتب بريد آخر من أرض نائية أخرى!كفتا للأبد عن إصدار أدنى صوت :
لا تحدثي أي صوت آخر على الإطلاق ، لا تفتحي الأبواب ولا الفواصل ولا المنزلقة ولا تغلقيهما ! وأنهلت دموعها ، ولم تحدثا أي صوت ، كفتا للأبد عن إصدار أدنى صوت ، وبتعبير آخر ماتت الأم والابنة ، ورقد زوج المرأة ، ويا للغرابة ..إلى جوارهما ومات بدوره .