كان هناك متجر للعاديات ، في أحد أركان المدينة ، وبين الطريق وواجهة المتجر انتصب تمثال خزفي للربة البوذية كانون ، وكان التمثال بحجم فتاة في الثامنة عشرة من عمرها .نبذة عن المؤلف :
قصة من روائع الأدب الياباني ، للأديب ياسوناري كاواباتا ، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ، ولد كاواباتا في أوساكا في اليابان في 14 يونيو عام 1899م ، بداية كتاباته أثناء دراسته الجامعية ، في جامعة طوكيو الإمبراطورية ، من أهم مؤلفاته : بلد الثلج ، طيور الكركي الألف ، ويعد كاواباتا هو الأديب الياباني الذي ترجم له أكبر عدد من الأعمال الياباني إلى اللغة العربية ، وتوفيّ في 16 ابريل عام 1972م .وعندما كان القطار ينطلق ، غير بعيد ، كانت بشرة كانون الخزفية تبدو كما لو كانت ترتعش قليلاً ، مع باب المتجر الزجاجي ! وفي كل مرة أمر بالمتجر ، يساورني القلق من أن التمثال ، قد يسقط في الطريق ، ومن هنا فإن هذا هو الحلم الذي تراءى لي .رهبة الذراع الساكتة :
بدا جسم كانون وكأنه يتهاوى علىّ مباشرة ، فجأة رفعت كانون ذراعها البيضاء ، الطويلة الوافرة ، ولفتها حول عنقي قفزت متراجعا من جراء رهبة الذراع الساكتة ، التي بدت فيها الحياة ، واللمسة الباردة للبشرة الخزفية .استيقظت من نومي :
من دون أن يند عنها صوت ، تهشمت كانون متحولة إلى قطع متناثرة ، بجوار الطريق مضت الفتاة تلتقط بعض من هذه القطع ، انحنت قليلا وجمعت النثار الخزفي المتباعد ، المتألق مسرعة ، أذهلني أن أراها تظهر على هذا النحو ، وعندما فتحت فمي ، لأقدم عذرًا استيقظت من نومي .الوعاء الأضعف :
بدا الأمر كله كأنما وقع في لحظة واحدة ، بعد سقوط كانون ، حاولت تفسير الحلم ، غالبًا كانت ترد في ذهني الوصية التي تتحدث عن تكريم الزوجة ، بحسبانها الوعاء الأضعف ، وقد ربطت على الدوام كلمتي الوعاء الأضعف بالوعاء الخزفي ، ومضيت قدما ، فربطتهما بالفتاة ، التي تراءت لي في الحلم .الحب ذاته ، هو سقوط للفتاة :
الفتاة في مقتبل الشباب تسقط بسهولة ، وبمعنى من المعاني فإن الحب ذاته ، هو سقوط للفتاة ، هذا هو ما حدثت نفسي به ، وهكذا ألا يمكن أن تكون الفتاة ، التي مضت تجمع النثار مسرعة ، عاكفة على جمع نثار سقطتها ! .