أقيم حفل زفافنا في قاعة بأحد الفنادق وسط عزف ناي خيزراني على الطراز القديم ، كان ذلك في أوائل الخريف ، عندما عادت الفتيات من البحر ، ومضين يتهادين في أرجاء المدينة ، كمهرات كستنائية .نبذة عن المؤلف :
الأديب الياباني الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ياسوناري كاواباتا ، ولد في أوساكا – اليابان في 14 يونيو عام 1899م ، كانت بداية كتاباته أثناء دراسته الجامعية في جامعة طوكيو الإمبراطورية ، ففيها نشر قصته القصيرة الأولى مشهد من جلسة أرواح ، من أهم كتاباته : بلد الثلج ، طيور الكركي الألف ، توفي كواباتا في 16 ابريل عام 1972م .فجأة ! التمع البرق من النافذة ، وقصف الرعد ، كما لو كان سينفض جمع الحفل ، اربد وجه عروسي ، ذات السبعة عشر ربيعًا ، مكتسيًا بلون الرماد ، فأغمضت عينيها ، وشرعت في الانحناء كأنها علم مبتل! أغلقوا النافذة .. أسدلوا الستار !قصة الابن البار :
بعد انتهاء الاحتفال ، تحدث حماي : ربما كان خوف الفتاة من الرعد لعنة قديمة ، ثم روى هذه القصة التي تتحدث عن ابن بار من مقاطعة تامبا القديمة… كان يوشيدا شيتشيزايمون من قرية هاجي في منطقة أماندا ، بمقاطعة تامبا ، شديد البر بوالديه إلى حد أن حاكم المنطقة أشاد به ، لبره بأبويه ، وأعفاه من دفع الضرائب المقررة على الأرض ، على أي حال ، فإن أم شيتشيزايمون ، كانت تعاني من خوف بالغ من الرعد ، إلى حد أنها كان يغمي عليها حتى لدى سماع قرع الطبول .الشاهد وقصف الرعد :
هكذا فإنه عندما يدمدم الرعد ، فإن شيتشيزايمون ، كان يقبل إلى الدار مسابقا الريح ، بغض النظر عن الموضع الذي كان فيه ، أو ما كان عاكفًا على القيام به ، وفي الصيف لم يكن يمضي حتى إلى القرية المجاورة ، ولم يكن ذلك كل ما هنالك ، وحتى بعد أن ماتت أمه ، فإنه كان يعدو إلى المقبرة ، ويلف ذراعيه حول شاهد قبرها ، عندما يسمع قصف الرعد .موت الابن البار بصاعقة :
ذات ليلة وبينما شيتشيزايمون ، متهالكًا على شاهد قبر أمه ، معانقا إياه خلال عاصفة ، انقضت عليه صاعقة ، فمات من جرائها ، وصباح اليوم التالي بدت السماء صافية جميلة ، ولكن عندما حاول أحد القرويين رفع ذراع شيتشيزايمون ، عن الحجر ، تهشمت متناثرة قطعا !الجسد المتفحم الهش :
كان جسمه الأسود المتفحم كيانا من رماد يتهاوى متهشما إلى قطع صغيرة ، حينما يتعرض للمس ، وكان من الخطأ بالفعل محاولة إبعاد شيتشيزايمون البار عن شاهد قبر أمه ، والتقطت امرأة عجوز إصبعا كان قد سقط إلى الأرض ، ودسته في ردن ردائها ، وانحنت عميقا ، وهي تقول : لسوف أطعم هذا الإصبع لإبني المهمل الذي لا يرعاني !الكنز العائلي :
وبد قرويون آخرون في التقاط قطع من الجثمان ، وتم تمرير بعض هذا الرماد عبر الأجيال باعتباره كنزًا عائليًا ، وعندما كنت طفلًا ، أطعمتني أمي منه ، وأتساءل عما إذا كان هذا السر في أنني وهذه الفتاة أيضًا ، نخاف الرعد ، أشرت إلى زوجتي الجديدة بالأسلوب الذي اعتمده أبوها : هذه الفتاة أيضًا … هل أعطيتها بعضا منه بدورها ؟رعد في الخريف :
لا ، لقد أهملت القيام بذلك ، على نحو من الأنحاء ، ولكن إذا ما أراد أبوك أن يعطيها بعضه ، فسأرسل قليلا منه في لفافة ، في دارنا الجديدة بضواحي المدينة ، وثبت أربعة جنادب من وراء مكتب عروسي الجديدة ، ولم يكن الغطاء الأبيض قد أزيل بعد ، وكانت عروسي الجديدة تحظى بتألق باقة من ليلك الصيف الباكر ، ثم من جديد دوى قصف الرعد! كأنما الصيف سيقضي على نفسه .فراش الزواج والاحتضار :
وبينما أمسكت بعروسي الصغيرة التي استبد بها الخوف ، كان أول ما أحسست به عبر بشرتها هو أن هناك شيئًا كامنًا فيها لا يعدو أن يكون أما ، من ذا الذي يستطيع القول إنني لن أصبح جثة متفحمة عندما أعانق القبر الدافئ اللدن هذا ؟.. لمع البرق ودمدم فوق السقف رعد ، بدا أنه يحول فراش زوجنا إلى فراش احتضار ! .. أغلقوا النافذة .. أسدلوا الستار !