القصة التي سنقصها تتكون في الحقيقة من جزأين ، بالإمكان الاستغناء عن الجزء الأول منها ، ولكنه يدلي بمعلومات هي أيضا مفيدة .نبذة عن المؤلف :
قصة من روائع الأدب الدنماركي ، للشاعر والمؤلف هانس كريستيان أندرسن ، ولد هناس في أودنسه في الدنمارك في 2 ابريل عام 1805م ، ويعد من أكبر شعراء الدنمارك ، وقد أطلق عليه شاعر الدنمارك الوطني ، كتب روايات ومسرحيات وأعمال شعرية ، لكن اسهاماته الكبرى في الأدب العالمي كانت هي الحكايات الخرافية توفي هانس أندرسن في 4 أغسطس عام 1875م عن عمر يناهز 70 عام .العزبة وسيدة المدينة :
لقد أقمنا في الريف في عزبة ، وتصادف أن السيد قد سافر لمدة يوم بعيدا عن العزبة ، حينها وصلت إلى هناك سيدة المدينة القريبة ، كانت تصحب كلبتها من نوع البج معها وقد جاءت من أجل أن تبيع أسهما في معمل الدباغة الذي تملكه ، كما قالت : كانت أوراقها معها وقد اقترحت عليها ، أن تضعها في ظرف تكتب عليه عنوان مالك ، العزبة : الجنرال المشير ، الفاس .. إلخ ..لا يجب وضعها على الأرض :
وقد استمعت إلى كلامنا ، تناولت قلما ، توقفت وترجتنا كي نعيد عليها العنوان ولكن ببطء ، فعلنا ذلك وأخذت هي تكتب ، ولكن في منتصف الجنرال بقيت يدها في مكانها ، تنهدت وقالت : لا اقدر على كتابة ذلك ، لست سوى أرملة بسيطة ، وضعت الكلبة على الأرض بينما كانت تكتب فأخذت الكلبة تهر ، فقد جلبتها السيدة معها من أجل صحتها ولتسليتها ولذا لا يجب وضعها على الأرض .الكلبة العروس :
كانت كلبة فطساء مترهلة ، إنها لا تعض قالت السيدة ، ليس لديها أسنان ، أنها عضو من العائلة ، مخلصة يسهل إثارة غضبها ، ولكن ذلك كان من جراء استثارة أحفادي لها ، كانوا يلعبون لعبة الزفاف وجعلوها عروسًا وذلك ما أتعبها ، المسكينة سلمت أوراقها وحملت الكلبة بين ذراعيها ، هذا كان الجزء الأول والذي كان بالإمكان الاستغناء عنه ! .. ماتت الكلبة هو الجزء الثاني .الجزء الثاني :
كان ذلك بعد مضي أسبوع ، وصلنا إلى المدينة وأقمنا في فندق صغير ، كانت نوافذنا مطلة على الفناء الذي قسم بسياج خشبي إلى قسمين ، في الأول منه نشرت الجلود المسلوخة والمدبوغة ، كل المواد التي تستخدم في المدبغ كانت هناك وذلك يعود إلى الأرملة ، ماتت الكلبة هذا الصباح ودفنت في الفناء ، أحفاد الأرملة ، أي صاحبة معمل الدباغة وليس الكلبة لأن الكلبة لم تتزوج يومًا ، قاموا بتجهيز القبر وقد كان قبرًا جميلًا ، الاستلقاء فيه سعادة .مقبرة الكلبة والرقص :
كان القبر مسورًا بكسر خزف الأصص ، مرشوشا بالرمل ، وضعوا أعلاه نصف زجاجة بيرة ، عنقها إلى الأعلى ، ولم يكن ذلك رمزًا لشيء إطلاقًا .. رقص الأولاد حول المقبرة وكان أكبرهم سنًا ولد شاطر عمره سبع سنوات ، اقترح بأن يجعلوا من القبر معرضًا يكون للجميع في الزقاق ، وللدخول يتوجب دفع زر حمالة بنطلون ، وكل الأولاد كان يملك ذلك وهو ما سيملكه الولد الشاطر ليعطيه للفتيات الصغيرات ، وقد تم التصويت على الاقتراح بالإجماع .الفتاة الصغيرة والمقبرة :
جاء كل الأولاد الساكنين في الزقاق والزقاق الخلفي وسلّموا أزرارهم ، كان العديد في ذلك العصر من الذين مشوا بحمالة بنطلون واحدة ، وبهذا تمكن الأولاد من زيارة قبر الكلبة ، وزيارته كانت تستحق من دون شك … ولكن خارج الفناء معمل الدباغة وقفت هناك بنت صغيرة مهلهلة الثياب ، مخلوقة بغاية من الرقة ، بأجمل شعر مجعد وعينين زرقاوتين صافيتين .كان النظر إليهما متعة كبيرة ، لم تقل ولو كلمة واحدة ، ولم تبك كذلك ، كانت تنظر بعيدًا إلى المكان قدر الإمكان في كل مرة تفتح البوابة ، كانت تعرف أنها لا تملك زرًا لذلك فقد بقيت خارج البوابة يتملكها الحزن لذلك .جرح القلب :
ظلت واقفة حتى انتهى الجميع من زيارة القبر وغادروا المكان ، عندها جلست في مكانها على الأرض ، وضعت يديها السمراويتين الصغيرتين على عينيها وانفجرت بالبكاء ، إنها الوحيدة التي لم تتمكن من رؤية القبر ، كان ذلك جرحًا كبيرًا في القلب ، كالذي يصيب الكبار مرارًا … رأينا ذلك من بعيد عندما يري من بعيد ، هذا الجرح وجروح عديدة أخرى تصيبنا وتصيب الآخرين يكون بالإمكان الضحك عليها ، ها هي لقصة والذي لم يفهمها يمكنه شراء أسهم في معمل الدباغة للأرملة .