قصة الكذبات الإيجابية

منذ #قصص عالمية

الكذبة الإيجابية هي مصطلح عُرف أثناء اندلاع الثورة بنهاية عام 2008م بسبب تورط أفراد بالجيش الكولومبي في اغتيال المدنيين الأبرياء ؛ والذي يُعرف في القانون الإنساني الدولي على أنها عمليات إعدام خارج نطاق القضاء .نبذة عن المؤلف :
الكاتب هو ألفارو لوزانو Álvaro Lozano Gutierrez ، حاصل على ليسانس حقوق ودكتوراه في التاريخ ، وخاض العمل في السلك الدبلوماسي خلال عام 2001م ، ثم عمل في السفارة الإسبانية الموجودة في بوليفيا وتركيا ، اشتهر بكتابة الروايات التاريخية والقصص القصيرة ، ومن أبرز قصصه القصيرة قصة “كذبات إيجابية” والتي حصلت على الجائزة الثانية خلال عام 2016م .القصة :
فتح الصباح عيونه على يوم جديد من النضال ، يسير المنزل ببطء حيث يتم استهدافه دون وعي في كل اتجاه ؛ في فتحات الجدران وبين الشقوق المفتوحة بمرور الزمن ؛ وفي كل صورة تستحضر الماضي ؛ مداعبةً كل شيء من خلال نظراتها وهي تسترجع ذكريات الماضي قائلةً : انظر إلى هذه القهوة التي تروق لك ؛ إنها ذات طعم مر بعض الشيء ولكنك تحبها هكذا؛ هل تتذكر ؟تعرفت يداها على الأوراق التي تبحث عن تلك الصورة المفقودة ، لقد تكررت الطقوس ألف مرة لتنظيم الحياة في إطار الذكريات ، دون بكاء ؛ دون كلام ؛ مشيرةً فقط إلى أن روح ابنها لم تُفقد إلى الأبد ، لقد وجدوا بالأمس صديقه غونزالو في مقبرة من المقابر المركزية ؛ حيث قتلوه هو الآخر من الخلف ، كانت الأم ديانا تعاني من مشاكل مع العسكريين ولم تسمح له تقريبًا بالخروج .قبل خمسة أعوام حينما اتخذ أنطونيو طريقه الخاص ، كان عقله أكثر جوعًا من شعوره بالوهم ، كان ذلك الألم يصحبه منذ أن كان طفلًا ، الإحباط هو الذي كان يحرك مشاعره ويُخرس الأفكار بداخله ؛ إنه وباء المدانين في الأرض ، ذهب لالتقاط قهوته ، كان يبحث في تلك الجبال البعيدة عن القليل من الكرامة ، الآن فإن الشيء الوحيد الذي تبقى لماريا كان ظلها الذي يحاصر الأشياء ، إنها بقايا حياة أنهكتها حرب والتي لم تقرر أبدًا أن تخوضها .قالت ماريا : سأنهي اليوم عملي في وقت متأخر ، انظر لقد وصل بعض الزملاء من بعيد ، في ذلك اليوم كانت الساحة ممتلئة ، وكانت هناك نساء لا تُحصى عددهن حيث حملن صور أبنائهن القتلى ، بدا المشهد بلا حدود ، ولكن مع ذلك كانت كل واحدة منهن تحمل رقمًا دقيقًا وهو “3.765” والذي يعبر عن عدد المدنيين الأبرياء الذين تم خداعهم في مناطق القتال وقُتلوا بدم بارد وتم تقديمهم كضحايا للعدو وغنائم حرب .كلهم كانوا من الفقراء وكانوا جميعًا قد أخذوا وعدًا بالحصول على فرصة عمل ، كما تم إعدامهم جميعًا والإعلان عنهم بأنهم مقاتلين ، الآن لقد امتلأت الساحة بعد ظهر يوم الخميس ، كانت صورهم تذكر العالم أنهم في حرب بلا مشاعر قد تضاعف الألم في أجساد أولئك الذين لا يحملون السلاح .تحدثت ماريا قائلة : بالنسبة لي ؛ تركني ابني منذ خمس سنوات ، لقد قتلوه ثم وضعوا السلاح في يده ، ثم تم تكريمهم ، كانت ماريا تتحدث إلى مجموعة من الوافدات حديثًا واللاتي طبعن الفزع على وجوههن والذي يوضح الاندهاش أمام مدينة لا ينتمين إليها ، الآن كانت قوية ، لقد تعلمت أن تقول الحقيقة في كل الأيام .احتضنتهن ماريا جميعًا ، كان عناقًا يبرز مدى الألم الذي تشعرن به ، أصبحن جمعيهن شخص واحد ، كان يجمعهما ماضي مشترك والذي منحهن لقب أمهات الكذبات الإيجابية.القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : Los falsos positivos

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك