قصة في الساحة

منذ #قصص عالمية

الكاتبة هي كارمن رودريجز Carmen Rodríguez التي وُلدت عام 1948م في تشيلي ، قد اشتهرت بأنها كاتبة أدبية وشاعرة كما أنها ناشطة سياسية ، ولها العديد من القصص القصيرة ، ومن قصصها الشهيرة قصة “في الساحة”.القصة :
خرج جابرييل وآنا من المصنع بعد يوم من العمل القاسي ، وبينما كانا في الشارع ؛ كان هناك إضراب لوسائل للنقل العام ، لذلك بعد دقيقة لم يكن بإمكانهما العودة إلى منزلهما ، وفي الوقت الذي كان يتم فيه البحث عن حلول لذلك الموقف ؛ قرر الاثنان مثل غيرهم من الكثيرين من الناس أن يجلسوا في ساحة صغيرة قريبة .كانت آنا بعكس جابرييل حيث لم تكن تهتم كثيرًا بعملها ، لذلك لم تكن تفهم الأمور بالعمل أو لم تأخذ شكاوي صديقها المستمرة على محمل الجد ؛ الذي ما يلبث أن يسألها دائمًا لماذا؟ كان مجبرًا على أن يوافق على العمل في هذه الوظيفة التي لا يرغب بها والتي لا تبدو أنها تناسبه على الإطلاق ، والتي كانت كثيرًا ما تجعل الكرامة والبساطة تغرقان ، إذا كانت هذه الكلمات بالفعل تعبر عن جزء من الحقيقة والتي تخطت كونها دعوة للأمل أو الاستحالة .كانت الحياة بالنسبة لجابرييل عبارة عن مفارقة كبيرة ، نفعل ما لا نريده من أجل ضروريات الحياة ؛ من أجل أن نوفر المال إلى المنزل ، ولكن الحياة بالنسبة لآنا هي التنازلات التي تسبب حالة من الحزن ؛ حيث تتم المقايضة من أجل استبدال الراحة بالمال حيث يستنفذون طاقتهم ؛ روحهم ، وذلك لأنهم يقومون بإيداع أمنياتهم الحقيقية داخل صندوق صعب المنال ، وذلك لأن جابرييل وآنا لم يكن لديهما الملجأ ، كما لم يكن لهما علاقات جيدة مع أشخاص مهمين ولا يمتلكون أي فرصة ولا أي شيء مختلف عن احتياجاتهما الدائمة والسريعة للمال .لم تكن آنا تفهم جابرييل لذلك لم تقدم له حتى أي اقتراحات ، وفي كل مرة كان يبدأ فيها صديقها بالتعبير عن أفكاره أو شعوره بالغضب ، كانت تقوم آنا في تلك اللحظة بمحاولة لفت انتباهه إلى شيء آخر ، لذلك كان يفضل أن يرى حوله تلك الوقفات المتكررة لهيئة النقل العام في الساحة ، كان يضحك في صمت على هؤلاء الأشخاص الذين يرتدون ملابس غريبة الشكل أو يُعجب بشخص يحمل أحمال جيدة .كان جابرييل ينظر إلى الرجال الذين يغرقون داخل القمامة بحثًا عن علب تم رميها في كيس كبير ، وعلى السيدات اللاتي تحملن حقائب من الشراب ، والسكارى والعاهرات.. في هذه الوقفات الأخيرة المتكررة كان يقضي وقتًا جيدًا ، فقال جابرييل وهو يشير بخبث ويضحك برقة : انظري إلى هؤلاء النساء ، أنت تلاحظين أنهن أتين من الحياة السيئة ، وتعلمين أنهن يبيعن أجسادهن ، إنني متأكد من أنهن تمشين هاهنا للبحث عن الشخص الذي سيطلب خدماتهن ، ومتأكد أيضًا من أنهن ستجدن أي شخص من هنا ، شخص لا يستطيع أن يعود إلى منزله .فقالت آنا في تلك اللحظة : من أي شيء تفزع؟ على الأقل أعتقد أنني مثلهن ، لقد ظللتُ لأعوام أبيع حتى روحي ، لم تكن آنا تفهم صديقها ، ثم فكرت للحظات بعد ذلك وتذكرت كيف كان جابرييل يمارس الدعارة ، ولاحظت تلك النظرة الحساسة من عينيه والتي جعلت منه فارسًا تمر به في حياتها ، فابتسمت وأجابته ؛ حيث كان لازال يتمتع بالمشاعر الصامتة التي شعر بها للتو : أنت تقول أشياء غريبة.القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : En la plaza

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك