كانت تمشي فتاة في الشارع في ليلة كان يهطل فيها المطر والجو بارد جداً ، في شهر يناير من سنة 2018. كان الظلام يملأ كل المكان. وعلى مرمى النظر فتاة أنارت ما حولها بجمالها الخيالي. وحبيبات المطر تسقط على وجهها وزادتها جمال على جمالها الخيالي وكأنها ورده بيضاء مبللة بندى المطر. كانت أشبه بشيء خيالي ساحر، وسواد شعرها الذى يصعب التفريق بينه وبين سواد الليل. فهو كسواد ليلة تفتقر فيها إلى القمر لقد أصبح متجانسا مع الظلام من حوله. أما عن نعومته فهو كالحرير. كانت تمشي في الشارع ومن ورائها شعرها الطويل المتطاير مع حركة الرياح .
حتى توقفت فجأة كادت أن تصطدم بها سياره تقف امامها. قامت بالأقتراب من السيارة ثم اخرج سائق السيارة رأسه ينظر إليها من نافذتها وإذا بنور السياره كان مسلطا عليها. مما جعلها تبدو وكأنها نجمة من نجوم العالم لسينما.
تتقدم لتعلو فوق خشبة المسرح وجميع أضواء المسرح مسلطة
عليها. ياالله خلقت وأبدعت، الوجه الصافي و عليه بعض قطرات المطر والانف الصغير والعينان الزرقتين. وكأنهما يشعان الضوء، فاحتار بينهما أيهما ضوءه أقوى، عيانها ام ضوء السياره.ثم قالت له بصوتها الحنون. كلماتها وهي تقول موجهة كلامها إليه: اسفه انا لم انتبه لسيارة. كان صوتها رنان في الظلام جعله يتردد مرات ومرات عديدة وكأن السماء هي الأخرى قد أحبت عذوبته. فجعلته يتكرر كصدى مراراً وتكراراً لحلاوته وجماله.
قام بالرد عليها بصوت عجز عن الارتفاع أمام جمالها فقال: لماذا تمشي في هذا الوقت وفي هذا الجو الممطر والبارد.
ردة عليه قائلة: انت لا يهمك انا لماذا امشي في الشارع في هذا الوقت وفي الجو البارد هذه أنا اعشق المطر. واحب ان امشي تحته.
ثم بعض لحظات من حلمه الذي كان ولهام فيه خطوط من الشمس. تخترق النافذه كقاتل خفي صغير متجه نحو وجهه الشيء الذي جعله يفيق من حلمه ويتذكر الصورة الحالمة التى تراءت له.
و كان يتمنى ياليته ما أفاق و أن يستمر الحلم أوقات وأوقات. كان يتمنى أن يسجن في هذا العالم البعيد حتى وان لم يعد مرة أخرى يكفي أنها هناك. فتاة احلامه الذي لم ترى عينه من قبل مثلها.
.
.
.