يحكى أنه في قديم الزمان كانت توجد جزيرة وهي موطن لتعيش بها المشاعر، إلا أنه في أحد الايام انتشر الخبر بأن الجزيرة بدأت في الغرق ويجب على الجميع مغادرتها، وبالفعل بدأ تجهيز القوارب التي قامت باستقلالها جميع المشاعر وقاموا بمغادرة الجزيرة مباشرةً إلا واحد وكان الحب.
لم يغادر الحب موطنه وظل به في انتظار آخر لحظة من عمر موطنه الذي عاش به وتنعم به، وبالفعل حلت الساعة وغرقت الجزيرة فبدأ الحب في الغرق وبدأ يستنجد بمن ينقذه ويعينه على النجاة، فكان أول من مر به الغني وكان يمتلك مركب كبير وفخم، فسأله المساعدة وأن يأخذه على مركبه فرفض وأخبره أن مركبه ممتلئ بالكنوز من ذهب وفضة ومجوهرات ولا يوجد به مكان لأي أحد وذهب وتركه.
مر الثاني عليه وكان المار هو الغرور فسأله الحب المساعدة والإنقاذ حيث كان يمتلك سفينة جميلة، فرفض الغرور وأخبره أن سفينته جميلة وغالية وأنه مبتل وإذا دخل المركب سيفسدها وتركه وذهب.
مر الثالث وكان الحزن فطلب منه الحب أن يأخذه فرد عليه الحزن بأنه حزين جداً ولا يود أحد معه إذ يجب أن يبقى وحيداً
فهذا هو حال الحزن الوحدة والألم وتركه وذهب.
مر الرابع وكانت السعادة فنادى الحب على السعادة في محاولة للنجاة إلا أنها مع سعادتها وصخبها لم تسمع ندائه ولم تنتبه له وذهبت مبتعدة عنه.
بدأ الحب مع مغادرة السعادة للمكان في سماع صوت يناديه أن تعال معي وكان صاحب الصوت شيخ طاعن في العمر ويتمتع بالتواضع والمحبة فركب معه الحب حتى دون أن يسأله إلى أين يتوجه معه.
ظل الحب مع الشيخ الكبير على مركبه يستكمل رحلته إلى أن وصلوا إلى الأرض ونزلوا واتخذوا طريقهم على اليابسة، فمروا بشيخ آخر وهو المعرفة فسأله الحب من هذا الشيخ الذي ساعدني وأسير معه؟، فأخبره الشيخ أنه الوقت.
سأل الحب المعرفة ولما يساعدني الوقت؟، فما كان من المعرفة إلا أن ابتسم وقال لأن الوقت هو الوحيد الذي يقدر فهم قيمة الحب ويعرف كم هو ثمين في حياتنا.
.
.
.