كان هناك شاب في مقتبل العمر يدعى “احمد” يسكن مع أبيه في قرية نائية عن عمه وأقاربه، وفي يوم من الأيام مناشدة منه أبوه أن يذهب إلى عمه لأجل أن يسامحه قبل وفاته، فذهب احمد مع أبوه إلى منزل عمه، وقد كان عمه رجل ثري لديه منزلاً ضخماً وتجارة واسعة، وعندما دخلا إلى البيت أحس “احمد” أنه غير مرحب بهما، فطلب منه والده أن ينتظره ليحكي مع عمه فانتظر “احمد” في مقر بعيد عنهما ولكنه مرئي.
ورأى أباه يتوسل إلى عمه لأجل أن يسامحه، ولكن عمه كان منزعجاً ولا يقبل أن يسامحه، وقام بطرده من البيت فرأى “احمد” عمه المتعجرف وهو يطرد أبوه بمذلة، فذهب إليه وطلب من أبيه أن كفاهما ذلاً ولا بد لهما أن يذهبا وإذا بصوت بنت ينادى بألم عماه: لا تتركني وتذهب، وتبكي بحرقة وتطلب من عمها بأن يسامح أباها، وهنا تتقابل أعين كل من “احمد” و”ليلى” لأول مرة، ويطلب والدها منها الذهاب إلى غرفتها، وعاد “احمد” ووالده إلى قريتهما مع أماله الضائعة، وهنا سأل “احمد” أبوه لماذا يطلب من عمه السماح؟ فأجابه أبوه لأنه كان يحب أمه ولم تتزوج به.
وبعد أيام ليس بالكثيرة تمكن الداء من والد “احمد” وانتقل إلى رحمة الله،
وإذا بأحمد يحبس ذاته في قاعة بدموع الحزن ويرن التليفون ولم يلزم، وتتكرر نغمة التليفون عدة مرات و في النهاية احمد يعقب على الهاتف ويقول من معي؟ فتقول “ليلى” مجيبة: ابنة عمك لقد قلقت عليك كثيراً، لماذا لم تجب على التليفون؟ فأجاب لقد انتقل عمك إلى رحمة الله، وهنا تبكي “ليلى” مواسية “احمد” في عمها المتوفي، وتوالت المكالمات بين “ليلى” و”احمد”إذ تعلق بها كثيراً، وقد أحبها من النظرة الأولى وقد كان يحلم بها ويفكر فيها، و”ليلى” لم لا تتشابه عنه إذ كانت تحلم به، وتفكر فيه كثيراً.
وذات يوم اعترف بحبه لها، وغلاء شوقه إليها، فقرر أن يذهب إلى أبوها ويطلب يدها منه، ولما ذهب إلى أبيها لم يرحب به، فقال له “احمد” لقد لقي حتفه أخاك، فرأى “احمد” نظرة حزن في الطليعة، ولكنها في أعقاب هذا تحولت إلى نظرة لا مبالاة فقال له “احمد” جئت لأطلب منك شيئاً، فنظر إليه عمه وتحدث له أني أحب التبرعات ماذا ترغب في؟ عربة بيت أموال فقال له “احمد” لا جئت لأطلب منك يد “ليلى” فنظر إليه عمه باحتقار وذله وأهانه وطرده من بيته؛ فرجع “احمد” إلى منزله مع خيبة أمل وإذا بالهاتف يرن، إنها “ليلى” فيجيب “احمد” بحسرة قائلاً: انسيني يا حبيبتي لقد فرقنا والدك، وتقول “ليلى” له: “لقد وعدتني وعاهدتني إنك سوف تفعل المستحيل من أجلي، إنك غير مخلص، هنا تدعي “ليلى”على ذاتها بالموت، وتمر الأيام وإذا بساري تصاب بمرض السرطان، وتتصل بحبيبها وتقول له: إنها فرحة لأن الله استجاب إلى دعائها وأصيبت بالسرطان، وهنا تقع المفردات كالعاصفة على قلب “احمد” حيث لا يمكنه النطق والحركة، ويتساقط التليفون من ضمن يده وتمر الأيام وينصح الأطباء أباها بالسفر إلى الخارج للعلاج، وسافرت “ليلى” مع أبيها للعلاج من مرض السرطان.
أما “احمد” فقد باع كل ما يملك ليسافر مع “ليلى” ليقف بجانبها، فوصل إلى المركز صحي وهو خائف من ردة تصرف عمه عندما يشاهده، فطرق باب القاعة، وإذا بعمه يقف في مواجهته ويقول له تفضل يا بني، لقد كان الحزن مخيم على وجهه، فدخل “احمد” الحجرة لرؤية “ليلى” ويطمئن عليها، وعندما وقعت عيناه في عينيها أخبرها قائلاً: سوف تكونين بخير حبيبتي، ونتزوج وننجب أطفال” ابتسمت “ليلى” وصرح أبوها لكما ما تريدان يا أحباء قلبي،
ويتزوج “احمد” من "ليلى” في المصحة باحتفال الأطباء والممرضات بهما، وتخبر “ليلى” احمد قائلة: “يا ليتني لم ادع بالمرض. وبعد عدة أيام قليلة إذا ليلى تصرخ من شدة الوجع، ويذهب “احمد” مسرعاً إلى الأطباء ليفحصوا “ليلى” ولكن الداء كان متقدماً ولم يستطع الأطباء إنقاذها، وإذا بها تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتطلب من “احمد” أن يتزوج بامرأة أخرى، ويستكمل حياته وإذا رزقه الله بفتاة يسمها “ليلى” إذ أحبته بمقدار حبها للممات في أعقاب فراقه، وتنطق الشهادة وترحل.