قصة المنبوذة الجزء الثالث

منذ #قصص حزينة

حتى جاء ذلك اليوم ففي تلك الفترة ، سافر زوجي إلى احدى الدول الاوربية مع فريق له في العمل طلب مني ان اعود الى وطني وابقى الفترة التي سيكون فيها بالخارج وهي مدة شهرين مع عائلتي ، ولكنني رفضت واخبرته بأنني سأنتظره هنا كنت التحقت بعمل في مركز طبي فتعللت بالعمل رغم انني كنت استطيع ان اخذ اجازة .

ولكن لمن سأعود في الوطن ، فانا اكره كل شيء هناك حتى الهواء الذي اتنفسه والتراب الذي امشي عليه فكل ذكرياتي هناك سيئة ، سافر زوجي وبقيت انا كنت سعيدة جداً بتلك الحرية والبعد عن زوجي ورحيله لن انكر واعيش وحيدة في بلد اخر ولا يوجد اي منغصات تؤرق حياتي وتعذبها انها الحرية .

كنت سأفعل ما اريد بدون تحكم وقيود من احد وفعل ما اريد بدون اجبار من احد ,

في اليوم التالي ذهبت العمل بأجمل الثياب عندي وضعت مساحيق جمال التي لم اضعها يوماً في حياتي وعطرت ثيابي بإحدى العطور القوية كنت مهتمة بنفسي ومظهري بطريقة مبالغ فيها كنت ابتسم للجميع بسعادة لقد كنت حقاً اشعر بالسعادة من داخلي لن انكر هذا..

حتى ان الجميع تعجبوا مني ولم يعرفونني في البداية بعد الانتهاء من العمل ذهبت لتناول الغداء في احد المطاعم وقررت ان اتنزه بعدها والف في الشوارع كما اريد اشاهد المتاجر والناس لا اريد التحدث مع احد ولكني اريد الاستمتاع بوقتي جلست بالمطعم وهنا وجدته يقترب مني انه زميل لي في العمل ولكنه من بلد اخر .

” كلنا بالغربة تائهون نبحث عن الرفيق لنتحدث معه ونقضي على ذلك الفراغ والملل والاشتياق للوطن ” هكذا قال لي يومها طلب مني ان يشاركني المائدة لم ارفض في الحقيقية ووافقت , وجلس معي يتناول طعام غدائه اخذ يتحدث عن نفسه ويتحدث كنت استمع ولا ارد كنت لا اريد ان اتحدث اريد ان استمع فقط لأنني ان تحدثت عن نفسي اعرف بانني لن اتوقف ابداً عن الكلام وربما صرخت وصرخت لأخرج ما بداخلي من مشاعر كثيرة لذلك لا اريد ان اتحدث , سألني لما لا اتحدث وهل ضايقني وجدوده ,

اخبرته بلا ان كان وجودك سيضايقني ما وافقت ان تشاركني المائدة سألني ولما لا تتحدثين

ابتسمت قائلة :لأنني اريد ان استمع ولا اتحدث عن حياتي اليوم اريد ان انسى من اكون نظر لي ولم يرد اكملت طعامي في هدوء حتى سمعت سؤاله هل تزوجت عن حب ؟

وهنا لا ادري وكأنه القى بنكتة سخيفة في وجهي فانفجرت ضاحكة ولم اتمالك نفسي اخذت اضحك بهيستريا حتى انه احمر وجهه خجلاً فلقد اخذ الجميع ينظرون لي بطريقة غريبة حتى شعر هو بالحرج وحاول ان يعتذر ولكنني لم اتوقف عن الضحك حتى قام ورحل وهو غاضب يشعر بالخجل ولم يحاسب حتى على الطعام وبعدها غادرت المطعم وكنت ما زلت اضحك وكان هو ينتظرني بالخارج فاقترب مني ومد يده بنقود الطعام قائلاً اعتذر بانني رحلت هكذا ولكنك احرجتني بشدة نظرت له وانا ابتسم قائلة لن اخذ شيء منك فانا عزمتك على الغداء وعذراً لما حدث ولكن لا اعرف ماذا حدث لي ؟

نظر لي طويلاً ولم يرد استأذنته بالرحيل فقال لي هل ستعودين للمنزل فأخبرته لا سوف اتنزه في الشوارع فطلب مني ان يذهب معي ان كنت لا امانع وقتها لم امانع في الحقيقية وسرنا نشاهد المتاجر لم يجرؤ على سؤالي عن حياتي مرة اخرى بل كنا نتحدث عن اشياء عامة عن البلد والعمل والناس وبلده ولكني لم اخبره شيء عن موطني فلا اريد ان اتذكر شيء عن الماضي

عدت يومها الى المنزل في وقت متأخر من الليل.

عندما وصلت وجدت رسالته على الواتس يطمئن علي هل عدت بسلام اخبرته بنعم اخذنا نتحدث على الواتس كثيراً مرت الايام كنا نتقابل كل يوم لنتغدى معاً ونتنزه وبعدها نعود للمنزل لم يسألني يوماً عن زوجي ولم اتحدث انا ,

مر شهران وكنت عرفت عنه كل شيء تقريباً ولكنه لم يعرف عني شيئاً حتى اتصل بي يومها في وقت متأخر من الليل يقول لي :اريد ان اعرفك اكثر فمن انت ولما لا تتحدثين عن حياتك اخبرته بانني لا اريد الحديث عن نفسي ان كان تريد ان تستمر صداقتنا رد بكلمة واحدة ..صداقتنا

اخبرته نعم صداقتنا وبعدها اغلقت الهاتف انا لم افكر بيه كرجل ابدا فلما يفكر هو بي كأنثى ولكنه كان صديق استمع له كنت كالطبيب النفسي له فقط لا يهم المهم بان علاقتي به لن تتخذ مساراً اخر ابداً لتنحدر اخلاقي ليكون عشيق لي ان فهم هذا فهذا خطأه وحده وليس خطأي انا لم أعده بشيء ابداً فلقد ماتت بداخلي كل المشاعر تقريباً من سنين فأصبحت لا اشعر بأحد ولا ابالي بأحد

تتساءلون لما استمرت علاقتنا واخذت اتحدث معه ولم اقطع العلاقة ؟

عندما تكون تائه وحيداً في تلك الدنيا بعيداً عن وطنك ومن تحب تحتاج من يساندك يقف بجوارك ويستمع لك كنت اشعر بانه يحتاج لأن يتكلم وكنت اريد ان استمع له فقط هذا كل شيء فلم ارى فيه اكثر من انسان يريد التحدث اقسم بالله هذا كل شيء ربما كنت اريد ان اشغل تفكيري بشيء اخر غير حياتي وما انا فيه مع زوج اكرهه كالموت يعاملني بقسوة واهل بلا رحمة ولا قلب اكرههم ايضاً واتمنى موتهم جميعاً .

كنت اريد ان اركز على شيء اخر بالحياة غير معاناتي ربما كنت مخطئه وخنت ثقة زوجي بالتحدث مع غيره لن انكر ولكنني لم اتجاوز حدودي ابداً مع احد لا ادري لماذا تطورت هو علاقته واتخذت اتجاه اخر من ناحيته اخذ يتصل بي ويخبرني بانه يحبني ويريدوني هل تفهمون يريدني وانا امرأة متزوجة وزميلته بالعمل وكان هو ايضاً متزوج في بلده

حقيرون دوماً نحن البشر مهما اختلفت بلداننا وستظل تحركنا غرائزنا .. لمجرد اننا تحدثنا مع امرأة وما اسهل الخيانة عندنا ان سنحت لنا الفرصة وقتها صدمت من كلامه وتصريحه الصريح فنهرته بعنف واخبرته بأنني امرأة متزوجة وليلتزم حدوده بالكلام وهنا ظهر وجهه الاخر وازال القناع عن وجهه وفوجئت بيه يتهمني بانني غير محترمة وخائنة لزوجي فلا ادعي العفة والشرف امامه فكيف سمحت له بان نجلس معاً ونخرج معاً لأوقات متأخرة ونتحدث معاً لساعات بدون علم زوجي وقتها نظرت له بصدمة حقيقية وابتسمت بسخرية وسألته ماذا تريد الآن مني ؟؟

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك