قصة عدوي لكن حبيبي الجزء الرابع

منذ #قصص حزينة

في صباح اليوم التالي كانت الأمور محتدمة، نجلس جميعنا على طاولة الإفطار نتناول طعامنا في صمت ثقيل، حاول العم الأكبر لسهيل أن يتجاذب أطراف الحديث ولكن بلا أمل، حتى حدثت الكارثة التي كنت أتوقعها، قبل أن نغادر المنزل بدقائق هاجمتني والدة سهيل بصراخ هستيري تتهمني أنني حققت ما تحلم به أسرتي، فرقت بين أبناء العائلة، لم يعد سهيل كما هو، لقد فقد عقله بسببي وأنني أزمة وأصيبت بها الأسرة ولن تنصلح الأحوال إلا إن فارقتهم إلى الأبد.

حسنًا؛ لقد توقعت البعض من هذا ولكن ما قالته لي أصابني بشعور كبير بالظلم، فمنذ عدة ساعات مضت كنت أرجو زوجي ألا يترك أسرته وألا يتخلى عن العمل معهم، أخبرته أنني لن أعمل إن كان هذا حلاً للمشكلة وأن الأمر لا يهمني كثيراً ، لقد حاولت ولكنه رفض، وقف سهيل دون أن ينطق بكلمة واحدة، كان موقفه أصعب من أن يتدخل فمن سيختار والدته أم زوجته، لكنه وفور أن انتهت والدته مما قالته صرخ بأعلى صوت باسم مربية طفلنا، وحين وصلت أمامه طلب منها أن تصطحب فريد على الفور وتنتظرنا في السيارة.

توجه بنظره إلى والدته يلومها ويخبرها أنني تحدثت إليه ساعات لكي أقنعه أن يعدل عن رأيه، وكاد أن يفعل هذا ولكن بعد ما حدث لن يقبل أن تربطه بأعمال الأسرة أي علاقة بعد الآن، نادى مجدداً على العاملين في المنزل وأخبرهم أن يجمعوا كل ما يخصنا في حقائب وسوف يرسل السائق الخاص به ليستلمهم،

حاولت أن أتحدث، حاولت أن أقنعه أنني أتفهم موقف والدته وأن قراراه في هذا الوقت خاطئ ولكنه رفض أن يسمعني، فقط أمسك معصمي بقوة وسار بخطوات سريعة إلى الخارج وسط غضب وذهول من الجميع.

لا أنكر أنني غضبت لما قالته والدته ولكني في نفس الوقت لا أعتقد أن ما فعله سهيل صحيحاً كلياً، فمهما حدث هذه أسرته وهذه الشركة تعب وبذل الكثير من الجهد هو وجميع أفراد الأسرة لكي تصل إلى مكانتها الكبيرة في السوق، حاولت أن أتحدث مرة أخرى إليه لكي يرجع عن قراره لكنه رفض تماماً أي أحاديث.

مر أكثر من ساعة ولم نصل إلى المنزل، لقد لاحظت الآن أن الطريق لم يكن هو طريق المنزل، سألته إلى أين سنذهب، فأخبرني أننا سنهرب لبعض الوقت ومن ثم سنعود مجدداً. بعد ساعتين في الطريق وصلنا إلى شاليه رائع الجمال في أحد قرى الساحل الشمالي، يقع على البحر مباشرة، حوله حديقة صغيرة ولكنها جميلة للغاية، لم أصدق أننا في هذا المكان الرائع الجميل، لقد نسيت كل ما حصل بمجرد أن دخلنا إلى هذه القطعة من الجنه.

سألت سهيل ” ما هذا المكان؟ وكيف يكون بكل هذا الجمال؟” أخبرني أنه اشتري هذا المكان من شهر واحد لكي يهديه لي في عيد زواجنا بعد أسبوعين، لكي نقضي فيه شهر العسل الذي فوتناه على أنفسنا في بداية زواجنا، تألم سهيل كثيراً وأخبرني” أنا أعلم أن أسرتي أخطأت في حقك، وأن والدتي تجاوزت كثيراً في كلامها ولكن لا يمكنني أن أبتعد عنهم، لا يمكنني التخلي عنهم، حتى وإن انفصلت عن العمل معهم سأظل دائماً مسانداً لهم” لم يكن في الأمر أي مفاجأة بالنسبة لي ” سهيل، أنا أعلم بمدى حبك لأسرتك، ولا يمكنني أبداً أن أغضب عليك بسبب حرصك وخوفك عليهم، والدتك مثل والدتي تماماً ولا يمكنني أن أكرهها أو أطلب منك أن تبتعد عنها، صدقني أنا صدمت فقط ولكن لا بأس أنا أتفهم سبب خوفها وحزنها”

احتضنني سهيل بقوة وقبل رأسي دون أن ينطق بحرف واحد، وقفنا أمام مشهد البحر العظيم نتأمل هذا الجمال في صمت، إلى أن أخبرني سهيل ” هناك مشكلة واحدة تتعلق بهذا الشاليه!!” رددت” ما هي ؟” أجابني سهيل ” لم يتسنى لي الوقت لكي أفرشه وبالتالي لا يوجد قطعة أثاث واحدة بالداخل” ضحكت على ما قاله وكنت أعتقد أنه يمزح ولكني اكتشفت أن ما قاله حقيقي فأصابتني هستيريا من الضحك لم يكسرها إلى كلمات سهيل” حسنًا؛ لا داعي للهلع سوف نذهب الآن ونشتري كل ما نحتاج، ولكن أولاً يجب أن تشاهديه وتحددي ما تريدين انه منزلك”

كان سهيل يعلم أنني أحلم منذ بداية زواجنا أن أمتلك منزل خاص بنا، أختار ما به من أثاث على ذوقي، فغرفتنا في منزل أسرته لم أختر بها أي شئ، وشقة سهيل أيضاً ، حتى حجرة ابني اختارتها والدة سهيل دون أن تعود لي في أي شئ،

شعرت بسعادة كبيرة وانطلقنا على الفور، كان الشاليه عبارة عن ثلاث غرف وساحة استقبال كبيرة، اشترينا غرفة نوم لنا، وأثاث جميل لغرفة فريد ومربيته، وأخيراً جهزنا غرفة لأي زائر قد يأتي لنا ولو أني أشك في هذا بعد ما حدث من أسرتي وأسرة سهيل.

قبل أن ننام هذا اليوم كان كل شئ معد وفي مكانه، وحضر السائق بملابسنا واحضر معه زوجته للمساعدة في شؤون المنزل، وهذا أمر أخر لم ينساه سهيل فقد كان الشالية مجهز بغرفة صغيرة في المطبخ لكي تقيم فيها المساعدة وبالطبع لم ننسها في شراء ما تحتاج لكي تشعر بالراحة هي وزوجها.

مر يومان في منتهى الهدوء والسعادة علينا إلى أن جاء سهيل وأخبرني أن أحدد وقت للعودة” متى تريدين أن نعود”

شعرت بالأسى لأن هذه الأيام الجميلة ستنتهي” أتصدق ؟ أتمنى أن نعيش هنا طوال الوقت، لا أريد العودة للأعمال والاتهامات والشكوك، اكتفيت من هذه الحياة” لم أصدق حين سمعت رد سهيل” أنا أيضًا اكتفيت، لنبقى” شعرت بالصدمة ولكن في نفس الوقت بالفرحة، لم أصدقه ولكنني لم أستطع التحكم في نفسي، فقد اقتربت منه وارتميت بين أحضانه” سهيل أنت كل ما تمنيت في الحياة، أحبك” ربت على ظهري برقة” وأنا أعشقك”

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك