قصة عدوي لكن حبيبي الجزء الثاني

منذ #قصص حزينة

لم أستطع تحمل السلبية التي تعامل بها رامي ، فقررت أن أنصاع لمصيري وأخبر والدي بموافقتي ، حين صعدت إلى غرفتي لم أستطع البكاء ، كنت أشعر بالغضب من رامي وليس على رامي وحبي له ، يبدو أنني لم أحبه يوماً كي أحزن على فراقه ، أكثر ما كان يسيطر علي في هذا الوقت شعوري بالاشمئزاز والقرف ، فقد عاملني سهيل كبضاعة بالفعل واختارني بالتحديد لأنه يريد أن ينتقم مني على طريقتي معه في كل مرة ألتقينا فيها ، فحتى قبل اجتماع رجال الأعمال ، وزفاف شقيقتي كنت أتجنب الحديث معه لأن سمعته ليست جيدة في السوق ومعروف عنه أنه زير نساء وأن له عشيقة في كل مكان يذهب إليه.

بعد يومين من موافقتي ألتقينا ، لا أنكر أنه كان وسيم ، بشرته بيضاء بذقن خفيفه وابتسامة ثقة لا تغادره ، في الواقع لو لم أكن أشعر تجاهه بالكره لكنت أعجبت به ، فهو وسيم وذكي وناجح وله شخصية كاريزمية وقوية و كل هذه الأمور من الرائع أن تتواجد في شخص واحد ، حين التقيت به جلس أمامي بهدوء ، كان اللقاء في مكتبه بشركته وأنا من قرر أن أزوره هناك ، كان لدي دائماً فضول أن أرى شركة القنصل من الداخل وطريقة العمل بها ، كان مكتبه رائع و مشابه كثيراً لذوقي واختياراتي ، أعجبني اللمسة العصرية فيه واختياراته في الألوان ، لمح في عيني إعجابي بمكتبه فقال ” حسناً ، يمكنك زيارتي كل يوم للاستمتاع بالمكتب ” أجبته ” لم أكن أتخيل أن ذوقك بهذا الرقي ” ،

سألني ” لماذا ” ، قلت بسخرية ” ربما لأن ذوقك في الحديث لم يبشرني بأي خير ” ابتسم بثقة وسألني بشكل مباشر ” لماذا وافقت علي بالرغم من أن هناك علاقة تربطك برامي علوي ؟ ”

تنفست بعمق وأجبته ” ما كان بيني وبين رامي مجرد مشروع ولم يكتمل وأنت تعلم أن هناك دائماً مشروعات لا تكتمل وحين يحدث ذلك لا نتوقف كثيراً عندها بل نكمل الطريق ونشرع في مشروعات جديدة ” أبتسم ولم ينطق فأكملت أنا ” السؤال الآن لك ، لماذا اخترتني بالتحديد؟ ” أجابني وكأنه قرأ ما يدور في رأسي ” أعرف أنك تفكرين أنه ربما اخترتك لكي أنتقم من طريقتك معي وتجاهلك الدائم لي ، والحقيقة أنني فكرت في الانتقام فأنا لم أعتد من فتاة على فعل ذلك ، ولكن في الواقع أنا أعرف أيضاً أنك مميزة ، وتعجبني دائماً أفكارك واختياراتك ، حتى أنني أعرف أن أذواقنا متقاربة “فكرت بداخلي ” يا أللهي ، كم هو مغرور ” أكمل حديثه ” ربما تفكرين الآن أنني مغرور ، ولكن أنا فقط أعرف كيف أحكم على الآخرين و كيف أقيم الأشخاص الذين أتعامل معهم ، انت مختلفة عن كل بنات أسرتك ، الحقيقة مختلفة عن كل الفتيات اللاتي عرفتهن ، والأمر بالنسبة لي تحدي ، وأنا أحب التحديات ”

لم أرد أن أطيل الحديث حول هذا الموضوع وأردت أن أناقشه في أمر أكثر جدية ، قلت ” لدي شرط واحد ” فأجاب بلهفة ” ما هو ؟ ” رددت بحزم ” لا يمكنني أن أتخلى عن عملي ، لقد درست وعملت لكي أصل إلى ما أنا فيه ولا يمكنني أن أتخلى عن كل هذا ” أجاب بسخرية ” لا يمكنك التخلي عن عملك أم عن ابن عمك ؟” غضبت وهببت واقفة ” لا أسمح لك أن تتحدث معي بهذه الطريقة ، وتأكد أنه طالما وافقت على الارتباط بك هذا يعني أنني لا أمتلك ذرة حب واحدة لأي شخص أخر” لم أنتظر جوابه وخرجت مسرعة من المكتب ومن الشركة وتوجهت إلى سيارتي ، قضيت أكثر من ساعة أقود السيارة دون وجهة محددة حين سمعت صوت هاتفي ، وحين أجبت جاء صوت غريب لم أعرفه ” أنا أسف ، لم أقصد أن أضايقك ، أعتذر بشدة عما قلته وأرجو أن تسامحيني ” توقفت جانباً لأدرك ما يحدث ، لقد كان سهيل يعتذر مني عما حدث سابقاً في مكتبه ، لا أدري لماذا ولكنني شعرت أنه صادق في اعتذاره ، فقلت ” حسناً ، لا بأس ولكن لا تكرر هذه الطريقة معي ، فأنا قررت أن أرتبط بك لأني أراك رجلاً قوي يعرف ما يريد ويطالب به ” صمت قليلاً ومن ثم وجدت من يطرق على زجاج سيارتي ، حين نظرت وجدته بجواري ، حسناً لم أستطع أن أكتم ضحكاتي..

أخبرني أنه خرج خلفي مباشرة من الشركة وأنه يسير خلفي من وقتها ، طلب مني أن أترك سيارتي للسائق وسيعيدها إلى المنزل وأن أذهب معه في سيارته ، لا أعلم لماذا وافقت على الأمر ، قضينا يوماً غريباً ملئ بأمور أفعلها لأول مرة ، فأنا كنت دائماً حبيسة مكتبي وشركاتنا وكانت هذه واحدة من المرات القليلة التي أتخلى فيها عن مكتبي من أجل قليلاً من المرح.

أخبرني سهيل بأنه يريد الإسراع في إجراءات الزواج فهو لا ينقصه شئ ولا يحتاج لأي شئ وأنا كذلك ، كنت أشعر بالقلق فعلى الرغم من أنه يبدو جيداً إلا أنني قضيت سنوات كثيرة أعتبره عدوي ولا أتخيله الآن زوجاً أبداً ، لكن يبدو أن سهيل كان قد سبق ورتب كل شئ مع والدي ، بعد أسبوعين فقط تحدد موعد الزواج ، خلال هذا الوقت حددت علاقتي مع رامي تماماً واقتصرت كل حواراتنا على العمل فقط ، في الحقيقة كنت أشعر بغضب نحوه واحتقار من موقفه السلبي ، على الرغم من أنه لم يعد يهمني.

أخبرني سهيل بأنه ليس محبًا للحفلات الكبيرة وأنه يفضل زفاف صغير ، وبالفعل تم الأمر وتزوجنا في حفل بسيط بعد كتب الكتاب ، وانطلقنا على قصر القنصل ، كانت أسرة القنصل تعيش كلها في نفس القصر الذي لا يمكنني أن أصف ضخامته وروعته ،كان الأمر مرعباً بالنسبة لي ، كما لو أنني سأعيش في معسكر الأعداء ، ولم يخب ظني فقد استقبلتني والدة سهيل و زوجة عمه الأخرى ببرود قاتل وبنظرات عدائية وكأنني أجرمت في حقهن ، لاحظ سهيل الأمر وأخبرني أن الأمور ستتحسن ، أكثر شخص رحب بي هو عم سهيل الأكبر و الذي كان دائماً يخبرني أنني بمثابة حمامة السلام بين أسرة علوي وأسرة القنصل.

مر أسبوع كامل على زواجنا وما زلت أشعر بالرعب والخوف من أن يقترب سهيل مني ، في الواقع كان مقدراً لما أشعر به ولكن كانت هناك ضغوط كبيرة عليه من كل اتجاه وخاصة أن الغضب من والدته زاد كثيراً حين بدأت من اليوم الثالث بعد الزفاف أن أنزل إلى عملي ، فكانت ترمقني بنظرات حقد غير طبيعية ، وكنت أتجنب النظر مباشرة إلى عينها ، في اليوم السابع بعد زواجنا بدأت تتهامس هي وزوجة عم سهيل حولي وكنت أتجاهل الأمر وأصعد إلى غرفتي ، كنت أشعر أن الأمر يؤثر على سهيل ويوتره ، في اليوم العاشر لم يستطع تحملهم أكثر فأخبرني بأننا سوف نغادر القصر.

بالفعل غادرنا القصر ولم أكن أعلم إلى أين ، لكنه توجه بنا إلى شقة صغيرة للغاية لكنها حميمية أيضاً ، سألته حين وصلنا ” كم فتاة دخلت إلى هذه الشقة قبلي ” ضحك بشدة ” صدقيني كل ما يقال عني كذب أنا لم أكن أمتلك أي وقت لأضيعه مع الفتيات ، أنت أول فتاة تدخل إلى هذه الشقة ” لم أصدقه ولكن يبدو أن أسلوب تعامله الرقيق معي بدأ يزيل كافة الحواجز بيننا ، بدأت أنجذب إلى رقته وأعتاد على وجوده ، أعتاد على أحاديثنا معاً وعلى ضحكاتنا وعاداتنا الغذائية السيئة للغاية.

لم أكن يوماً أعتقد أنني سوف أقع في غرام عدوي ويتحول إلى حبيبي لكن يبدو أن الدنيا والقدر له أحكام ، عرفت أنني أحببته يوم أخبروني في الشركة أنه تعرض لإطلاق النيران ، لم أتحمل الفكرة وشعرت أن الدماء تغلي في عقلي وقلبي فجريت إلى مقر الشركة ، كدت أن أدهس ثلاثة أشخاص في طريقي ، وحين وصلت وجدت دماء على السلالم المؤدية للشركة فلم تتحمل قدماي وسقطت جالسة في مكاني ، لم أستطع فعل أي شئ ، لم أستطع البكاء ولم أستطع الصراخ ولم أستطع الحركة ، لحسن حظي أن شقيق سهيل كان ينظر من النافذة فرآني ، فأرسل سهيل ليطمئنني.

كنت أجلس بجوار الدماء في حالة من الصدمة وأفكر في كل الاحتمالات السيئة ، حين شعرت بيد تطوقني من الخلف ، وبدأت أستوعب ما يحدث ، انه هو ، رائحته وصوت أنفاسه ، بعد ضمة سريعة وقف أمامي ، لم أصدق ما أرى ، لم أستطع النهوض فاقترب مني وأخذني بين ذراعيه ، ارتميت بين ذراعيه ولأول مرة أتمكن من البكاء ، لم أستطع تركه ولم أستطع فهم ما حدث، أخبرني أنها دماء السائق الذي أصيب في كتفه وتم نقله إلى المستشفى ، وأنه هو لم يصب بأي شئ ، فمن الواضح أنها كانت محاولة لإخافته ليس إلا.

أتت سيارة الشركة بدلاً من سيارته التي تلطخت بالدماء وتهشم زجاجها، وحملتنا إلى منزلنا ، أمسكت به بقوة وكأنني أخشى أن أفلته ، لم أستطع التكلم فقد وضعت رأسي على صدره ومسكت يديه بكلتا يدي ، حين وصلنا إلى منزلنا ذهب ليغير ملابسه ويبدو أن حالة الصدمة كانت تلازمني ، خرج وجلس بجواري، نظرت إليه بعمق وارتميت مرة أخرى بين ذراعيه ، نطقت لأول مرة ” عدني ألا تتركني ، عدني ألا تخيفني هكذا مرة أخرى ” أقترب مني أكثر وكأنه يخترق كل الحواجز التي سبق ووضعتها له ، كانت لمساته حنونة وتشعرني بمحبته وقربه مني ، يومها لم أستطع الابتعاد عنه ، لم أستطع أن أقاومه أكثر أو أن أرفضه أكثر ، أنه زوجي وحبيبي وحان الوقت لكي أبرهن له أنا أيضاً حبي له.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك