قصة قارئة الفنجان

منذ #قصص حزينة

صرخت الفتاة ذات الثانية عشر ربيعاً بأعلى صوتها بعدما رأت نفسها في المرآة عالقة بالنيران وعلى صراخها الذي يملئه الرعب وصارت تجري بلا وعي منها داخل غرفتها تتخبط في كل شيء يصادفها وهي تنظر لأمها التي وقفت تتأمل المشهد في برود متناهي تبتسم بشماتة

وهي تستجديها بألم وصراخ

= انجديني يا أمي اني احترق ألا ترين أني عالقة في النيران

ولكن الأم ظلت مستندة على الجدار

تنظر اليها بعين يملئها الغل والقسوة

وبقت مكانها هكذا حتى احترقت الفتاة تماماً وأصبحت متفحمة

بعدها اسرعت الأم وهي تضحك بفرحة غامرة وسحبت ملاءة السرير

وكفنت به الفتاة وحملتها وخرجت في منتصف الليل وألقتها في البحر

وعادت الأم بكل هدوء للمنزل تنظف بقايا الحريق

وتهتف اخيراً انهيتك بيدي يا فاجرة ثم ذهبت للنوم وهي في قمة سعادتها .....

واستيقظت صباحاً ....لتجد عيناها أطفأت وساد الظلام حياتها للأبد

بدأت القصة حينما اكتشفت هذه المرأة صدفة قدرتها الفائقة على قراءة الفنجان

واشتهرت بين جيرانها وصديقاتها وجنت من وراء هذه المقدرة الشيطانية

اموالاً طائلة وأصبحت من أثرياء البلد

دخلت القصور وجالست الوزراء والملوك

ووصلت لأعلى الرتب في البلد لتقرأ لهم ما احبوا معرفته

واستطاعت تسخير قرينها لمساعدتها في ذلك ومرت السنين وجاء اليوم الذي تجني فيه شوك ما اقترفت وتدفع الثمن غالياً ...فمن يعبث مع الشياطين لابد أن تصيبه نكستهم وإن أخلصوا له

ففي يوم أتت سيدة إلى قارئة الفنجان وطلبت منها أن تقرأ لها فنجانها

وأثناء قراءة القارئة للفنجان رفعت عينيها للسيدة وقد برقت بشر مستطير قائلة لها في غضب شديد

=اخرسي ماذا تفعلين ايتها الحمقاء؟ ثم ألقت الفنجان من يديها وكسر

وطردت السيدة .في الحال

كانت السيدة تتلو آيات قرآنية في قلبها بعدما انتابها خوف من البصارة وبعدها اصبحت قارئة الفنجان في عذاب يتلوه عذاب

وفي كل يوم تجد نفسها أسوأ حالاً من ذي قبل لقد مسها مارد في ذات الوقت الذي تلت فيه السيدة آيات القرآن

وبدأ يوهمها بأمور لا تمت للواقع بصلة وأصبحت ترى أمور على غير حقيقتها

فذات مرة رأت وكأنها تغرق في المحيط في ليلة ظلماء

كانت تصرخ فزعاً آناء الليل عشرات المرات من الكوابيس التي تلاحقها

حتى جاء اليوم الذي ترى فيه المارد في نومها يتوعدها بأنها اصبحت في عداد المغضوب عليهم بعدما احرقت ضيفتها ابنه الذي كان بجانب قرينها يأخذ منه اخبارها وهي تتلو آيات قرآنية وها هو المارد ينتقم منها شر انتقام ومثلما تسببت في قتل ابنه سوف يفعل ذات الأمر معها

وفي نهاية المطاف اوهمها أن ابنتها ماهي الا عدوة لها تريد قتلها

فقامت ليلاً .....

وأحضرت بنزينا......

اشعلت في بدنها النار

وذهب المارد لعالمه بعدما أخذ نور عينيها أثناء نومها

لعن الله كل ساحر ومشعوذ دجال وقارئ لفنجان

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك