أحياناً تتسبب الصدف في وقوع أغرب القصص غير المتوقعة على الإطلاق ، ولكنها تحدث نتيجة لبعض الظروف التي تخلق تلك المصادفات العجيبة ، وقد كانت الصدفة هي السبب وراء علاقة صداقة من أقوى العلاقات التي حدثت بين فتاتين صغيرتين حتى بلغتا الكبر وهما مع بعضهما منذ أول لحظة بدأت فيها تلك الصداقة .
رسالة عبر المحيط الأطلسي : ذات يوم سافرت طفلة أمريكية كانت تُدعى ساندرا موريس والتي كانت تبلغ من العمر ثمانية أعوام آنذاك مع عائلتها لقضاء العطلة في أوروبا خلال عام 1968م ، وبعد انتهاء مدة الإجازة كانت الفتاة مع أسرتها عبر إحدى السفن في المحيط الأطلسي في طريق العودة إلى منزلهم القاطن بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية .
وبينما كانت الفتاة في طريق العودة ؛ قامت بكتابة ورقة تحمل رسالة تتضمن رجاء لمن يجدها أن يقوم لبمراسلتها على العنوان الذي كتبته داخل الرسالة ، ثم وضعت الرسالة في زجاجة نبيذ فارغة وألقت بها في عرض المحيط لعلها تجد من يتلقفها ذات يوم كما كانت تحلم صاحبة الرسالة .
صدفة غريبة : كانت الأمواج تحمل الرسالة داخل الزجاجة طيلة ثلاثة أشهر ، حتى مرت ذات يوم فتاة مع أبيها من أمام شاطئ ويلز بالمملكة المتحدة ، فوجدت الفتاة تلك الزجاجة التي تحمل رسالة ساندرا ، وكانت المفارقة الغربية في الأمر أن هذه الفتاة كانت من نفس عمر ساندرا وكانت تُدعى روزاليندا هاريس .
قامت روزاليندا بمراسلة ساندرا على العنوان المكتوب ، ومنذ ذلك الحين ربطت بينهما علاقة صداقة قوية لم تكن في الحسبان ، كما توطدت تلك العلاقة على مر الزمان ، وقد أكدت روزاليندا على تطور تلك العلاقة حيث قالت :”استمرت علاقة الصداقة بيننا وتوطدت على مر السنين ؛ حيث انتقلت مراسلتنا عبر البحر إلى البريد الإلكتروني مروراً بالبريد الجوي”.
أصبحت علاقة ساندرا بصديقتها الجديدة روزاليندا وطيدة للغاية ، ثم خرجت العلاقة من إطار المراسلات فقط حتى تمكنت الصديقتان من رؤية بعضهما قي أول لقاء بعد مرور ثماني سنوات من تاريخ رسالة المحيط ، وقد كبرت الفتاتان وكل واحدة في بلدها ، إلا أنهما لم تنقطعا عن السؤال عن بعضهما .
وكانت المفارقة الأغرب أيضاً في هذه القصة هي أن الصديقتان قد تزوجتا ، وقد أصبح لكل واحدة منهما نفس الأبناء حيث أنجبت الاثنتان ولد وفتاة ، وبذلك فإن حياتهما مضت بشكل متوازي يثير التعجب والدهشة من كل تلك المصادفات الغريبة ، وكأنه كان عهد خفي يحمل في طياته علاقة صداقة قوية .
لم تنته قصة صديقتي رسالة البحر عند هذا الحد ، ولكنهما كانتا تسعيان لجمع الأسرتين معاً ، وبالفعل حدث أول لقاء بين العائلتين خلال عام 2000م ، حيث ارتبط الأبناء أيضاً بعلاقة صداقة غير عادية ، وفي الذكرى الأربعين لعلاقة الصداقة بين ساندرا روزاليندا ، التقت العائلتان للاحتفال بتلك الذكرى في مدينة ويلز .
قامت الصديقتان بالتقاط الصور التذكارية كي تظل دائماً ذكرى باقية مثل صداقتهما التي جمعتها الصدفة ، والتي دامت حتى الوقت الحالي ولم تتأثر بأي عوائق أو مسافات ، كانت رسالة عبر المحيط الأطلسي أصبحت صداقة يخلدها التاريخ على مر العصور .