قصة قلعة فرانكلين

منذ #قصص رعب

غالبًا ما تحمل القلاع الشامخة بين جدرانها قصصًا وروايات لبطولات الحرب والفرسان ، وأحداث المعاركة التي نشبت في رحابها وأعداد القتلى الذين غادرت أرواحهم إلى السماء بها ، ولكن قلعة كليفلاند تحمل قصة أخرى عن القتلى وأشباحهم السائرة . فالقلعة عبارة عن منزل ضخم تم بناؤه عام 1865م من قبل مهاجر ألماني ومصرفي يدعى هانز تيدمان ، عاش هناك مع زوجته وأولاده وأمه المسنة ، كان هانز تيدمان رجل شرير له تصرفات وحشية ، حيث حكم منزله كالطاغية . فقد شاع عنه أنه اعتدى على زوجته وأطفاله بعنف ، خاصة بعد وفاة أسرته بأكملها في ظل ظروف غامضة في غضون فترة قصيرة من الزمن ، ويعتقد كثير من الناس أن الأمر لم يخرج عن أيدي تيدمان ، أنه قتلهم جميعا . ويقال أيضًا أن عمليات القتل تلك بدأت أولًا مع ابنته الكبرى ايما ، التي توفيت في المنزل في ظروف مريبة أوائل عام 1881م ، وادعت الأسرة حينها أنها كانت من مرضى السكري . وقد قال بعض الناس أن جثة ايما وجدت فعلًا ؛ معلقة على العوارض الخشبية الموجودة أعلى القلعة ، وكان عمرها آنذاك خمسة عشر عامًا فقط ، كما توفيت والدة تيدمان المسنة أيضًا بعد بضعة أسابيع فقط من وفاة الصغيرة ايما . فبدأت الشائعات تنتشر فى المنطقة عن كثرة قتلى عائلة تيدمان ، ولما أراد تيدمان أن يصرف الحزن عن زوجته كما كان يدعي ، قرر عمل بعض التوسعات بالمنزل ، فقد كانت قلعة فرانكلين تتكون من ما يقرب من 30 غرفة وقاعة كبيرة كانت تحوي الطابق الرابع بأكمله . فأضاف تيدمان ميزات أخرى جعلت المنزل أشبه بقلعة ؛ مثل الأبراج والسياج الحديدي الذي طوق المنزل ، كما جعل المواقد والمنحوتات بالمنزل كلها من الرخام ، ولكن ما لم تعرفه السيدة تيدمان هو أن زوجها أضاف أيضًا ممرات خفية وغرف سرية في جميع أنحاء المنزل ! ووفقا للأسطورة قام تيدمان بتصميم تلك الغرف السرية والممرات الخفية حتى يتمكن من ممارسة أفعالة المشينة في الخفاء ، وبعد بناء تلك الممرات توالت وفاة أطفاله الآخرون على مدى السنوات الثلاث التالية على تلك التعديلات ، ودفن تيدمان ثلاثة أبناء له كان عمر واحد منهم فقط أحد عشرا يومًا . تسربت الريبة لنفوس سكان المجتمع المحيطين ، وبدأت الشكوك تزداد بينهم في أمر تيدمان وقلعته المنيفة ، وبدئوا يقولون بأن هناك المزيد من الأطفال الذين قتلوا داخل قلعة فرانكلين ، لكن تيدمان أخفى نبأ موتهم عن الجمهور ، وقام بدفنهم بغرف سرية بالمنزل . كما يقولون أن تيدمان قتل ابنة أخته ، بعد أن قبض عليها تقبل صبى صغير كان خادمًا في القصر ، وعلق جثتها في ممر خفي خارج قاعة الرقص ، وقتل أيضًا فتاة شابة كانت تعمل لديه ، وتدعى راشيل لأنها رفضت تقربه منها عاطفيًا ، وكانت تحب شخصًا أخر . وأنها حين حضرت إلى قلعة تيدمان يوم زفافها ؛ لتخبره بأمر زواجها وأنها لن تستطيع العمل وسوف تغادر المنزل ، صاح غضبًا منها وأخذ فأسًا كان موجودا بجواره ، وقتلها بعنف شديد وعلقها بممر سرى خفي في القلعة هي الأخرى . وقد شاع عن تيدمان غرامياته المتعددة ، حيث كانت تجمعه علاقات بنساء كثيرين ، واستخدم الممرات السرية في قلعته لممارسة علاقاته مع هؤلاء السيدات دون معرفة زوجته ، وحينما كانت تقرر إحدى تلك السيدات تركه كان يقتلها ويخفيها في غرف قلعته الخفية . فعلى ما يبدو أنه لم يكن يتحمل أن يرفضه أحد ، أو يعارضه قريب أو غريب ، فقد كانت شخصية تيدمان سيكوباتية عنيفة متسلطة لا تشعر بالسعادة إلا في قهر الآخرين وقمعهم. وفي عام 1895م توفيت زوجة تيدمان ، الذي أخبر جيرانه أنها توفيت من جراء مرض الكبد ، ولكن العديد منهم كان يشتبه بأنه هو المسئول عن وفاتها أيضًا ، وبعد فترة قصيرة انتقل من قلعة فرانكلين وتزوج من نادلة شابة ، وثم توفي في عام 1908م بسكتة دماغية بعد أن قتل كل أفراد عائلته .

ومع مرور السنوات تم شراء منزل تيدمان وبيعه عدة مرات، وذكر كل قاطنيه أنهم رؤوا أشباح تتجول بالمنزل ، وفى عام 1970م تم تجديد قلعة فرانكلين ، واكتشف أحد الملاك عن طريق الخطأ غرفة صغيرة مخفية تم إغلاقها بإحكام ، وجد فيها مجموعة هياكل عظمية لا يقل عددها عن عشرة أطفال ، يقول البعض أن تلك كانت عظام أطفاله الصغار . هذا بالإضافة إلى أن هناك ممرضة كانت تقيم في إحدى الغرف بمنزل تيدمان ، أبلغت عن شعورها بالرعب ليلًا عند سماع صوت طفل صغير يبكي ، وغادرت المنزل في صباح اليوم التالي وأقسمت أنها لن تضع قدمها هناك مرة أخرى . كما سمع الكثيرون أصوات الأطفال ؛ الذين يذبحون وسمع آخرون أصوات أطفال يصرخون من خلال الجدران ، لاشك أنها الأرواح التي تسكن كل مكان بالقلعة ، ذلك المكان الذي مارس به تيدمان أبشع أنواع القتل . قتل أطفاله وزوجته حتى عشيقاته أذاقهم لذة أخرى هي لذة الموت ، ولهذا لم يتمكن أحد من الاستمرار بالمكوث في القلعة لأكثر من بضعة أشهر ، وأصبح الجميع يعرف أن قلعة فرانكلين مسكونة بالأشباح ، والشر يعيش فيها ويتمكن منها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك