قد يحزن الإنسان لأمر كتبه الله عليه ، أو شيء حرمه الله منه فحكمة الله غلبت كل شيء ورب ضارة تنفع الإنسان أو نفع لا ينتفع به ، فالله سبحانه وتعالى مسير الأمور بالخير والشر ، ولهذا الكلام مختزل في جملة أطلقها العامة وهي رب ضارة نافعة
قصة المثل :
ذات يوم خرجت سفينة تبحر في عباب البحر ، وعلى متنها من البضائع والركاب الكثيرون ، وإذا بريح عاتية وعاصفة شديدة تهب على السفينة فتقلبها رأسًا على عقب ، وقد نجا من الركاب رجلٌ أخذت تتلاعب به الأمواج وتسيره كيف تشاء حتى ألقت به على جزيرة مجهولة ومهجورة لا يوجد بها أحد
وما كاد الرجل يستفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه ؛ حتى جثا على ركبتيه طالبًا من الله عزوجل العون والمساعدة ، وسأله أن ينقذه من الخطر المحدق به ، مرت عدة أيام والرجل يقتات من ثمار الشجر وصيد الأرانب البرية ، ويروي ظمأه من مياه الجداول القريبة ، واستقر به الحال حتى أنه بنى كوخًا صغيرًا من أعواد الشجر ليحتمي به في من برد الليل القارص
وذات يوم وضع الرجل طعامه لينضج على نار أشعلها بأعواد الخشب ، وذهب يتجول حول الكوخ ، ولكنه حينما عاد فوجئ بأن النار أكلت الأخضر واليابسة والتهمت ما حولها حتى الكوخ الذي كان يرقد به احترق ، فأخذ الرجل يندب حظه العاثر ويبكي على ما آل إليه حاله
ويهو قول: كل شيء احترق ، لم يعد لي في هذه الدنيا شيء ، لماذا يارب يحدث معي كل هذا ، ونام على حزنه وهو جائع ، وفي الصباح كانت هناك مفاجأة كبيرة في انتظاه ، حيث وجد سفينة تقترب من الجزيرة التي يمكث بها ، وتنزل قاربًا من قوارب النجاة لإنقاذه ،ففرح الرجل كثيرًا وحمد الله على النجاة
ولما صعد على متن السفينة سألهم كيف وجدوه ؟ فقالوا : لقد رأينا دخانًا كثيفًا منبعث من الجزيرة ، فعرفنا أن هناك شخصًا على قيد الحياة يطلب الإنقاذ ، فتعجب الرجل من رحمة الله به ، وكيف أنه كان ناقم على ما جرى له ، وظنه شرًا ولكنه ما كان إلا خيرًا ، لذا إذا ساءت ظروفك فلا تخف ، فقط ثق بأن الله له حكمة في كل ما يحدث من أمور ، وأحسن الظن بالله