تدور أحداث المثّل ، الحسود لا يسود ، في عهد المعتصم بالله الخليفة العباسي ، بين رجل مقرب من أمير المؤمنين وبين الوزير ، حيث في هذا المثّل حكمة وعبره ، كالتالي ..أمير المؤمنين :
يُروى أنه دخل رجل على المعتصم فقربه وأدناه ، وجعله نديمه ، وصار يدخل على حريمه من غير استئذان ، وكان للمعتصم وزير حاسد ، فغار منه وحسده ، ثم قال في نفسه : إن لم أتحايل على هذا الرجل وأقتله ، فسوف أفقد مركزي ، فصار الوزير يتلطف ويساير الرجل ، حتى أتى به الى منزله
في منزل الوزير :
طبخ الوزير للرجل طعاماً ، وأكثر فيه الثوم ، فلما أكله الرجل ، قال له الوزير : احذر أن تقترب من أمير المؤمنين ، فيشم منك رائحة الثوم ، فيتأذى من ذلك ، فإنه يكره رائحته
الوشاية :
ثم ذهب الوزير إلى أمير المؤمنين ، وقال له : يا أمير المؤمنين ، إن الرجل الذي تتخذه صديقاً لك ، يقول عنك للناس أنك أبخر ، والأبخرة هو الشخص ذو الرائحة الكريهة من الفم ، وإن رائحة فمك قد أهلكته
الشك :
فلما دخل الرجل على أمير المؤمنين جعل كمه على فمه ، مخافة أن يشم منه رائحة الثوم ، فلما رآه أمير المؤمنين وهو يستر فمه بكمه ، قال في نفسه : يبدو أن ما قاله الوزير عن هذا الرجل صحيح !!تصرف الأمير :
فكتب أمير المؤمنين كتاباً إلى أحد عماله ، يقول له فيه : إذا وصل إليك كتابي هذا ، فاضرب رقبة حامله ، ودفع إليه بالكتاب ، وقال له : امضي به إلى فلان ، وائتني بالجواب
تنفيذ الأمر :
فامتثل الرجل لطلب أمير المؤمنين ، وأخذ الكتاب وخرج به من عنده ، وبينما الرجل بالباب ، إذ لقيه الوزير فقال : إلى أين تريد الذهاب ؟ فرد عليه الرجل : أتوجه بكتاب أمير المؤمنين إلى عامله فلان ، فقال الوزير في نفسه : إن هذا الرجل يحصل له من التقليد مالاً جزيلاً ، فقال له : اسمع يا رجل ، ماذا تقول فيمن يريحك من هذا التعب الذي يلحقك في سفرك ، ويعطيك ألفي دينار ؟؟فرد عليه الرجل قائلاً : أنت الكبير ، وأنت لحيكم ، ومهما رأيت من رأي سأفعل ، فقال الوزير : أعطني الكتاب ، فدفعه إليه ، وأعطاه الوزير ألفي دينار
انقلاب السحر على الساحر :
وسار الوزير بالكتاب إلى المكان الذي هو قاصده ، فلما قرأ العامل الكتاب ، أمر بضرب رقبة الوزير فوراً