تعد الأمثال الشعبية العربية من أكثر الحكم المتداولة بين الجمهور العربي ، تناقلتها الأجيال جيلًا بعد جيل ، عبرت تلك الأمثال عن كل جوانب الحياة العربية ، فيهتم الناس بمعرفة أصول بعضهم بعضاً عند التعامل ، فيتعاملون باطمئنان مع ابن الأصول ، المعروف نسبه وأهل بيته الطيبين ، وينهون عن التعامل مع الخسيس ، الذي لا أصل له ، أو مع ابن الحرام الذي لابد سيؤذيهم مهما قدموا له من خير ، وقد عبّر الشاعر عن هذا المعنى بقوله : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .. وإن أنت أكرمت اللئيم تمرد ..قصة المثّل :
وعن هذا المعنى تقول الحكاية ، أن أعرابية وجدت ذئباً حديث الولادة ، ملقى به في الطريق ، فظنت أن أمه تركته وستعود إليه لتأخذه
لكن الأعرابية عادت بعد ساعة إلى نفس المكان ، فوجدت الذئب الصغير يكاد يموت جوعاً فجرى إليها عندما رآها ، وتمسح بها ، فحدثّت نفسها أن تربيه بلا خوف ، لأنه لم يتعود على طباع الذئاب ، فأحضرت أفضل شاة لديها ، وجعلتها ترضع الذئب الصغير ، ومرّت شهور والشاة ترضع الذئب
لكن الأعرابية فوجئت ذات يوم بالذئب ، وهو يهجم على الشاة التي أرضعته ، فيقتلها ويأكلها ، فأنشدت هذه الأبيات بحزن قائلة:بقرت شويهتي وفجعت قلبي .. وأنت لشاتنا ولد ربيب..
غذيت بدرها ونشأت معها .. فمن أنباك أن أباك ذيب ..
إذا كان الطباع طباع سوء .. فلا أدب يفيد ولا أديب ..ثم قالت جملتها الشهيرة ، والتي أصبحت فيما بعد مثلاً صحيح ابن الذيب ميترباش !
وقد تناقلتها الألسن ، وصارت مثلاً حتى وقتنا الحالي