يعد هذا المثل واحدًا من روائع الأمثال الشعبية التي ضُربت عن المكر والحيلة وعدم فهم مجرى الأمور ، وهو كان يضرب في الجاهلية حينما يقول الرجل قولًا ويريد غيره ، وقد أصبح الآن يقال حين يقع أمرًا ولا يفهم أصحابه سببًا لوقوعه
فيضرب كناية عن التعجب أو عدم الفهم والمعرفة أيضًا ، والأخماس هي رعي الإبل وإيرادها لمدة خمسة أيام ، أما الأسداس فيقصد بها رعيها وإيرادها ستة أيام
قصة المثل :
كان هناك رجلًا له إبل يرعاهم وهو وأولاده ، ولما طال بهم الرعي واشتاق أولاده لأهليهم ، حينما عرض عليهم في مرة أن يرعوا الإبل أربعة أيام رعوها في الطريق المؤدي إلى أهليهم ، ولما فرغوا من الرعي عادوا إليه وطلب منه أن يرعوها لمدة خمس أيام ، فوافق على قولهم وقال ارعوها خمسًا ، فزادوا يومًا باتجاه أهلهم
ولما أتموا اليوم الخامس وعادوا ، قالوا له : لو رعيناها ستًا ويقصدوا بذلك لو أداموا الرعي ستة أيام لكي يقتربوا من أهلهم أكثر ويرونهم ، ولكن فطن الأب لما يريدون وقال لهم : ما أنتم إلا ضرب أخماسٍ في أسداسٍ ، ما همكم رعيكم إنما كل ما همكم أهلكم ، ومن وقتها ضرب هذا المثل في المكر والحيلة ، وعنه قال الشاعر :إذا أراد امرؤ مكرًا جنى عللًا وظل يضرب أخماسًا لأسداسويقول أيضًا :
الله يعلم لولا أنني فرق من الأمير لعاتبت ابن نبراس
في موعد قاله لي ثم اخلفني غدا غدا ضرب أخماس لأسداس
حتى إذا نحن ألجانا مواعده إلى الطبيعة في حفز وإبساس
أجلت مخيلته عن لا فقلت له لو ما بدأت بها ما كان من باس
وليس يرجع في لا بعدما سلفت منه نعم طائعا حر من الناس