تعبر الأمثال الشعبية عن كل ما هو منتشر ودارج على ألسنة الناس في المواقف المختلفة ، وحينما يبتعد الناس عن خصلة كالحياء يُضرب هذا المثل فيقال طق شرش الحيا أو خلع برقع الحياء ، وكلاهما يقصد بهما أن الشخص الذي لا يستحي ذو وجه مكشوف يفعل ما يحلو له
قصة المثل :
يُحكى أن شاباً ظريفا وقع في عشق ابنة كبير الشحاذين ، ولما علم أباه بذلك صده عن تلك الزيجة المسمومة ، إلا أنه لم يرتجع وأصر على الزوج منها ، وعندما توجه الشاب مع أهله لخطبة الفتاة ، قال جدها : ان مهر ابنتنا غالٍ وقدره عشر دنانير ، فتبسمت وجوه الحاضرين باستغراب فهو مبلغ زهيد ، ولكن العجوز أضاف شرطًا وهو أن يحصل عليها العريس من التسوّل
فعرضت عليه مئات الدنانير ؛ حتى يرجع عن ذلك الشرط القاسي ، لكنه أصر أن الزيجة لن تتم إلا به ، فلم يجد الشاب بد من الرضوخ لطلب الجد ، فلبس رث الثياب ومرقوعها وأخذ يسوح في البلاد ، وظل هائمًا حتى جمع المبلغ وعلى الفور اتجه للجد
وحينما وضع العشرة دنانير بيد الجد سأله : هل شعرت بشيء غريب يحدث لك في رحلة التسول التي قمت بها ؟ ، فقال الشاب لم أشعر بشيء إلا مع آخر درهم ، فقد قادني حظي العاثر لرجل شحيح لم يستجيب لتوسلاتي ، ولكن لشدة حرصي على الدرهم تبعته ولزقت به كالقرادة
فصدني بكل أشكال الصد وأنواعه ، وحينها أحسست أن شيئاً بين عيني قد انقطع ، كانقطاع وتر مشدود ، وهنا ابتسم العجوز وقال قولته التي صارت مثلاً : ما دام شرش الحيا طق من بين عينيك ، ما في خوف عليك ! لأن معشر الشحاذين لا يأتي رزقهم إلا من قلة الحياء