ليست كل البدايات مؤشراً على شكل الحياة واتجاهها، فكم هناك من أشخاص كانت بداياتهم بالغة السوء ولكن مع محاولات التغيير والتحسين لن تتخيل مدى التغيير الذي يناقض البدايات تماماً، وربما كانت قصة كلايد بيزلي واحدة من القصص الحديثة المعروفة التي تعبر عن ذلك فما هي قصة هذا الفتى المشاغب.
عرف كلايد بيزلي في بداية حياته بأنه شاب طائش ومستهتر وسمعته بالغة السوء حيث بدأ حيات السوء منذ كان في السادسة عشر، فقد بدء في الاتجار بالمخدرات إلى أن تم القبض عليه بتهمة تعاطي وحيازة المخدرات مما ادى إلى دخوله السجن حيث قضى أحد عشر عاماً به.
كانت عقوبة كلايد بيزلي وقضاءه تلك الاعوام بالسجن ربما السبب المباشر إلى ما وصل إليه ويزلي وأصبح عليه الآن، فقد عرف عنه أنه كان من محبي متابعة الرياضة بشكل عام والجولف بشكل خاص، وفي إحدى المرات حيث كان يقوم بمتابعة إحدى بطولات الجولف على التلفاز ومع الأجواء السيئة انقطعت الكهرباء مما اغضبه ولكن هذا الغضب، لم يظهر في شكل ثورة أو تخريب وإنما تحول إلى محاولة لإنتاج فكرة جديدة تخص رياضة الجولف التي يحبها كثيراً.
بدأت الفكرة تتبلور في ذهن كلايد بيزلي والتي كانت عبارة عن انتاج لعبة جولف مصغرة وبالفعل قضى بيزلي سنوات سجنه وهو يعد لهذه الفكرة، حيث قام بعمل رسم مفصل لها ووضع القوانين الخاصة بها.
انهى كلايد بيزلي مدة عقوبتها وخرج حاملاً فكرته التي لم يتقاعس عن البدء في تنفيذها من أول ليلة خرج فيها من محبسه، حيث قام بشراء كل ما يلزمه من خامات وأدوات لإنتاج نموذج أولي لطاولة الجولف المصغرة والذي لم يكلفه إلا مائتي دولار وبعدها بدأ في تجربة النموذج عن طريق دعوة الأصدقاء للعب على الطاولة الجديدة وقد لاقت الفكرة الاعجاب مما دفعه أكثر إلى البدء في تسويق الفكرة ولكن كانت تواجهه مشكلة أساسية ألا وهى التمويل، فهو لا يمتلك المال لإنتاج وتسويق منتجه لذا فقد حاول الحصول على التمويل من بعض الجيران عن طريق عرض الفكرة عليهم وبالفعل جمع ما يلزمه وأنتج الطاولة، وبدأ في التسويق عن طريق عرض المنتج على النوادي وقد نبهه البعض إلى عرض فكرته في معرض البلياردو السنوي، وبالفعل نفذ بيزلي المقترح وعرض طاولته في المعرض عام ٢٠٠٣، وكانت انطلاقة بيزلي حيث نالت الفكرة الاعجاب وقامت إحدى الشركات التي تعمل في تصميم طاولات البلياردو بتبني الفكرة وبدأ ظهور الفكرة وانتشارها وأصبحت حديث وسائل الإعلام وخلال وقت قصير حققت اللعبة انتشاراً كبيرا ففي عام ٢٠٠٥ تخطت مبيعاتها خمسة ملايين دولار.
اصبح الفتى المشاغب الذي بدأ كتاجر مخدرات وسجين مليونيراً من خلال فكرة بسيطة، وأصبح نموذجاً للتحول من الفتى المشاغب إلى رجل الاعمال الناجح الذي يقدم التحفيز والتشجيع من خلال سرد حكايته في محاضرات تحفيزية يصر عليها.