أسس إنغفار كامبراد واحدة من أهم شركات الأثاث والتي نالت شهرة عالمية حيث تقوم الفكرة على توفير أثاث ومفروشات مميزة ولكنها بأسعار منخفضة، وتعتمد على فكرة شراء الأثاث في شكل منفرد، حيث يستطيع اقتنائها أصحاب الدخل العادي فمن هو صاحب هذه الفلسفة؟.
هو إنغفار كامبراد الذي ولد في عام 1926 وقد ولد في إحدى المزارع الصغيرة في السويد والتي كان يمكلها جد إنغفار الذي كان مهاجراً من ألمانيا، وقد كان ميلاده في فترة قاسية على السويد بشكل عام وعلى الأسرة بشكل خاص، حيث ولد بعد انتحار جده بسبب تكاثر الديون عليه، وكان إنغفار أيضاً له وضع خاص إذا كان يعاني من صعوبة في القراءة والتهجي وهو نوع من الأمراض يسمى الدسلكسيا، لم يفت ذلك النوع من المرض في عضد الفتى الذي ظهرت عليه إهتمامته وبراعته في التجارة والتي بدأها بعقد بعض صفقات بيع الكبريت.
كان عمر إنغفار كامبراد لم يتجاوز العاشرة عندما بدأ تجارة أعواد الثقاب ومع توسع رأس ماله أدخل إليها تجارة بيع بذور الأزهار وكروت المعايدة وكذلك الزينة الخاصة بأعياد الميلاد والأسماك وحتى التجارة في أقلام الحبر الجاف، ومع تقدمه في العمر وتوسع أعماله قامت الشركة التي يتعامل معها في تجارة أقلام الحبر الجاف بدعوته إلى باريس وخرج لأول مرة من السويد وكانت الرحلة بداية تفتحه على العالم.
كانت بداية شركة إيكيا في عام 1943 حيث حصل إنغفار كامبراد على مكافأة من والده بسبب حصوله على درجات جيدة في الدراسة وكان هذا هو رأس المال الأولي للشركة، واسم إيكيا يمثل الحروف الأولى من اسم إنغفار واسم المزرعة التي نشأ فيها والقرية، وكان نشاط الشركة محدود على الاشياء البسيطة من الأدوات المنزلية والمكتبية والمجوهرات البسيطة وكان ذلك وهو بعمر السابعة عشر فقط.
استمر نشاط الشركة بهذا الشكل حتى أواخر الأربعينات وبدأ بعدها إنغفار كامبراد في تحديد نشاط الشركة في تجارة الأثاث فقط ولكن بمنظور جديد، حيث يقوم العميل بتجمع أثاثه بنفسه من خلال شراء قطع الاثاث بشكل منفرد وهى الفكرة التي ظلت الشركة قائمة عليها حتى تم تسميتها في بعض الصحف “المصمم الغير مرئي”، وتعرض إنغفار للمحاربة بسبب أنه يوفر المنتجات بأسعار مخفضة، ومع الدخول في الخمسينيات من القرن الماضي انتقلت إيكيا التي توسعت بشكل كبير من مجرد بيع المنتجات المحلية الصنع من الأثاث إلى عملية التصميم .
كان إنغفار كامبراد يعمل دائماً تحت شعار مهم يتبعه في عمله التجاري وفي حياته بشكل عام وهو توفير أفضل سلعة بأقل تكلفة، لذا فحتى في حياته لا يميل إلى البذخ في الإنفاق، وبمرور الوقت ومع هذا الفكر توسعت إيكيا لتخرج خارج نطاق السويد لتصل إلى حوالي 38 دولة موزعة في مختلف قارات العالم، ويصنف كامبراد كأغنى رجل في أوروبا ورابع أغنى رجل في العالم، وترك كامبراد العمل الإداري في الشركة منذ عام 1988 وظل فقط مستشاراً للشركة ومنذ العام 2013 ترك العمل كله ثم رحل وهو في عمر الواحد والتسعين في يناير عام 2018.