يمثل سير ريتشارد نيكولاس برانسون واحداً من الوجوه الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه عدد يتخطى 2 مليون من المتابعين على تلك المواقع، وعلى رأسها موقع الأعمال لينكد إن فما هي قصة نجاح هذا الملياردير؟.
ولد ريتشارد برانسون في مدينة لندن في عام 1950 وهو ينتمي لأسرة قانونية حيث كان والده محامي أما جده فهو السير جورج برانسون وكان يعمل قاضياً في محكمة العدل العليا، وفي طفولته كان برانسون مستواه التعليمي يعتبر سيئ إذ كان يعاني من صعوبة في القراءة، حتى أنه في اختبارات الذكاء كان يحصل على درجات منخفضة وكان ذلك عكس مهاراته الرياضية بشكل عام والسباحة بشكل خاص.
بدأ ريتشارد برانسون مسيرته التجارية منذ سن السادسة عشر حيث قام بتأسيس مجلة الطلبة والتي تفرغ لها وترك الدراسة حتى ثبت أقدامها وأصاب منها النجاح، ثم بعد أربع سنوات افتتح محلاً ليبيع التسجيلات الموسيقية في عام 1972 وكان اسمه فيرجين وقد قدم من خلال المحل خدمة جديد، حيث كان يتم توصيل التسجيلات عن طريق البريد مما ساعده على تحقيق ثراء كبير، ومع الثراء جاءت أفكار التوسع والتجديد فقام في عام 1984 بتأسيس شركة فيرجين أتلانتك وهى شركة للخطوط الجوية التي كان يديرها بفكر وأسلوب مميز ومختلف، ومع أفكاره وطريقته المميزة في إدارة أنشطته التجارية ازداد توسع شركات برانسون لتضم مجموعة فيرجين 300 شركة مع انتشار في أكثر من ثلاثون دولة.
كان ريتشار برانسون في عام 1992 يحاول المحافظة على فيرجين أتلانتك مما اضطره أن يتخلي عن فيرجين الخاصة بالتسجيلات الموسيقية بمبلغ مليار دولار، ولكن برانسون كان يحن إلى العمل بمجال الموسيقى فقام بتأسيس مجموعة تسجيلات V2 ثم باعها إلا أن شركة فيرجن جالاكتيك تعتبر درة التاج لدى برانسون وهى شركة تعمل على توفير رحلات الفضاء للعملاء.
لم تكن حياة ريتشارد برانسون قاصرة على الأعمال وجمع المال وتوسيع إمبراطوريته الاقتصادية بل وسع مجالاته فنجده في الأعمال والمبادرات الإنسانية منذ بدايته، حيث بدأ في المشاركة منذ كان في السابعة عشر من عمره سواء بالمشاركة في الجمعيات أو المبادرات أو تقديم التبرعات مما جعله الآن العضو المؤتمن للعديد من الجمعيات الخيرية الدولية، وتشتمل أعماله الخيرية والمبادرات الإنسانية ليس فقط على ما يخص الأمراض ولكن البيئة والمحافظة عليها، إذ إنه تعهد بتقديم تبرع يصل إلى ثلاثة مليارات من الدولارات لمحاربة التسخين الحراري.
كان من الواضح أن برانسون يهوى أن يكون دائماً متميزاً فكما كان متميزاً في الأعمال كان متميزاً في كسر بعض الأرقام القياسية، ومنها عبوره الأطلسي في عام 1986 محققاً أقل زمن ثم عبوره بمنطاد في العام 1999 وغيرها.
شارك ريتشارد برانسون في العديد من البرامج التليفزيونية وربما كان ذلك أحد العوامل الرئيسية للشهرة الواسعة لبرانسون على مواقع التواصل الاجتماعي، فهو أحد النجوم التليفزيونية ومن البرامج والأعمال التي شارك بها الأصدقاء، بايووتش، تليفزيون الواقع وغيرها العديد من البرامج.
حصل ريتشارد برانسون على بعض التكريم على مدى حياته إذ منح الدكتوراه الفخرية في عام 1993 في التكنولوجيا من جامعة لوبورو، وجائزة توني جانس في عام 2000، وتزوج برانسون من جوان تمبلمان بعد أن انجبا هولي وسام، وفي عام 1998 نشر برانسون سيرته الذاتية في كتاب في عام 199Losing My Virginity وقد كان الأكثر مبيعاً على المستوى الدولي.