يحكي أن في زمان بعيد كان هناك اخوين يعيشان في مزرعة جميلة حياة سعيدة هادئة يملئها الحب والود، يزرعان معاً ويحصدان معاً، ويقومان بكل شئ بشكل مشترك، وفي يوم من الايام نشب خلاف حد بين الاخوين، واحتد النقاش بينهما فقرر كل منهما الابتعاد عن الآخر واستمر الصمت لأسابيع طويلة .
وذات يوم طرق شخص باب الاخ الاكبر باحثاً عن عمل يكسب منه قوت يومه فوافق الاخ الاكبر وطلب من هذا الشخص أن يقوم ببناء سور عال من قطع الحجارة، هذا السور من شأنه أن يقسم المزرعة بدءاً من الترعة المشتركة بين الاخوين وذلك انتقاماً من اخيه الاصغر الذي اساء إليه .
وافق العامل علي اداء هذه المهمة، وبدأ في عمله بعد أن اعطاه الاخ الاكبر كافة الادوات والخامات اللازمة لإتمام السور ثم سافر في رحلة عمل قصيرة تاركاً إياه يعمل لمدة اسبوع كامل، وعند رجوع الاخ الاكبر من سفره وجد مفاجأة عجيبة بانتظاره، حيث قام العمل ببناء جسراً رائع الجمال بدلاً من بناء السور .
في تلك اللحظة خرج الاخ الاصغر مسرعاً يجري في لهفة وشوق تجاه اخيه الاكبر وهو يقول : يا لك من اخ رائع ! ما احن قلبك يا اخي العزيز، تبني جسراً بيننا علي الرغم من كل ما بدر مني .. وهكذا تصالح الاخوان معاً ولم يفصح الاخ الاكبر عن حقيقة الامر خوفاً من حزن اخوه الاصغر .
وبينما كان الاخوان يتحفلان بهذا الصلح، بدأ العامل يجمع ادواته استعداداً للرحيل بعد ان اتم عمله، فطلب منه الاخوان البقاء معهما واقترحا عليه عملاً دائماً لديهما، فقال لهم العامل أنه يريد حقاً البقاء والعمل لديهما ولكن يجب عليه الذهاب لبناء جسور اخري .
العبرة من القصة : علينا ألا ننسي اقامة جسور المحبة ونتجنب بناء الاسوار بين الناس .