ذات يوم سافر زوجان معاً في رحلة بحرية، وامضت السفينة في عرض البحر عدة ايام متتالية، كان الجو في البداية يميل الى الهدوء والصفاء ولكن فجأة ثارت عاصفة كادت أن تغرق السفينة ومن عليها، فالامواج هائجة والرياح مصادة وامتلأت السفينة بالماء .. ظهر الذعر والفزع بين الركاب حتى قائد السفينة شعر بالخوف وانها النهاية .
ايقن الجميع أنهم في خطر محقق وانهم يحتاجون معجزة من الله عز وجل للنجاة من هذا الامر المخيف، لم تتمالك الزوجة اعصابها واخذت تصرخ وتبكي، ذهبت مسرعة الى زوجها علها تجد لديه حل للنجاة من هذه الكارثة، وبينما كان جميع ركاب السفينة في حالة من الفزع والهياج فوجئت الزوجة بزوجها يجلس وحيداً هادئاً مطمئناً في غرفته، فازدادت غضباً واتهمته بالبرود والبلادة .
نظر إليها الزوج في هدوء ثم استل خنجره ووضعه على صدرها وقال لها في لهجة جادة وبصوت حازم : ألا تخافين من الخنجر ؟ قال الزوجة في ثقة : لا ، فقال لها : لماذا ؟ قالت : لأنني اثق بك، وانت الذي يمسك بالخنجر، فكيف اخاف منه، حينها ابتسم الزوج واعاد الخنجر الى مكانه واحتضن زوجته قائلاً : هكذا انا يا عزيزتي، هذه السفينة والامواج والرياح بيد من أثق به واحبه، فكيف يمكنني أن اخاف في هذا الموقف وانا اعلم انه مسيطر على كل الامور .
العبرة من القصة : اذا اتعبتك الحياة وامواجها وعصفت بك الرياح من كل اتجاه، لا تخف فاالله يحبك وهو الذي لديه القدره على كل ريح عاصفه، فإن كنت تحبه وتثق به اترك امورك كلها له فإنه القادر علي كل شئ ..
انا عند حسن ظن عبدي بي ان كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر
فثق بالله كأنك تراه .