أبان الحرب العالمية الأولى، وانشغال الناس بها، كان هنري لاندرو يتصفح يوماً الصحف، وبالتحديد قسم الباحثين عن شريك للحياة بالجريدة، لكي يبحث عن فتاة يرتبط بها، ويكمل معه حياته داخل باريس.
فقد ولد هنري لاندرو في باريس، في أبريل من عام 1869م، وكان فرداً من أفراد أسرة فقيرة، ولما أصبح شاباً انضم لصفوف الجيش الفرنسي في عام 1887 م حتى عام 1891م، وأصبح رقيب، ولكنه ترك الخدمة، وتزوج من ابنة عمه، وأنجب منها طفلاً، ثم طلقها وتزوج بأخرى.
وفي يوم من الأيام قام صاحب العمل الذي كان يعمل به بالنصب والاحتيال عليه، مما عرضه لأزمة نفسية شديدة، وأزمة اقتصادية كبيرة، فحولته لنصاب ومحتال محترف، وكانت فرنسا في هذا الوقت قد خسرت الكثير من أولادها بسبب الحرب العالمية الأولى، فزاد نسبت النساء الأرامل، التي جعلت هنري لاندرو يفكر فيهن كضحايا ملائمين للنصب والاحتيال عليهن.
واستخدم في هذا قسم الباحثين عن شريك للحياة في الصحف، وكان يضع في هذه الصحف إعلان محتواه (أرمل في 43 عام، لديه دخل مناسب، يرغب بالزواج من أرملة)، وكانت أول ضحية له وقعت في الفخ، هي مدام كوشيت، حيث أوهم لاندرو السيدة كويشت أنه اسمه ديارد ويعمل مهندسا، وفي يوم من الأيام قتل لاندرو السيدة وابنها، وقطع جثتهما، وقام بإحراق الجثتين.
تعرف لاندرو على كثير من السيدات الأرامل، وكانت السيدات يحضرن لمنزله الذي أجره، وصل عدد النساء التي قام بخطبتهن 286 سيدة ، كل هذا خلال عام 1914م وحتى عام 1918م، وقتل لاندرو10 سيدات وطفل واحد هو ابن السيدة كوشيت، وكان لاندرو ذكياً جداً حيث استخدم أسماء مستعارة مختلفة، وأستخدم دفتر دون فيه أسماء السيدات، وبجانب كل سيدة كتب اسمه المستعار الذي أخبره لها، وكشفت التحريات أنه كان يقوم بخطبة 3 سيدات في وقت واحد، ويقابلهن في أماكن مختلفة.
ولقد وقع لاندرو في يد العدالة عندما قامت فتاة بإبلاغ عن لاندرو، تتهم مهندس اسمه جورج فريميه (اسم مستعار للاندرو)، بأنه سبب اختفاء أختها مدام بيسون، التي اختفت منذ عامين، وقالت الفتاة في البلاغ أيضاً أن أختها اختفت مباشرة بعد أن خطبت، وأعطت لخطيبها توكيلاً لإستثمار أموالها، وبعدها بفترة خطب صديقتها، التي اختفت أيضاً في ظروف غامضة بعد تحرير توكيل له أيضاً.
وبعد تحريات طويلة، وصلت الشرطة لكل جرائم لاندرو، وعثرت على قائمة النساء التي كان يستخدمها، وبتفتيش منزله عثر على بقايا عظام بشرية متفحمة في فرن منزله، ولقب لندرو بصاحب اللحية زرقاء اللون، وهي نفس اسم أسطورة لكاتب فرنسي اسمه شارل بيرو، أسطورة نشرت 1697 م ، تلك الأسطورة التي تحكي قصة رجل قام بسلسلة جرائم قتل للنساء، وبعد قتلهن، كان يخفي الجثث في أرضية غرفة مظلمة دائمة الإغلاق.
حكم على لاندرو بالإعدام بإلاجماع، في ديسمبر 1921م، ونفذ الحكم في فبراير عام 1922م، واستخدم في إعدامه المقصلة التي تقطع الرأس عن الجسم تماماً ونهائياً.