في عهد الخليفة العباسي المأمون دخل لص منزل امرأة عجوز تعيش بمفردها قاصداً سرقة منزلها، شعرت العجوز بحركة غريبة في بيتها، قالت في نفسها : لابد أنه لص جاء يسرق منزلي، يا إلهي ماذا افعل وانا عجوز ضعيفة اعيش بمفردي، وفجأة خطرت على بالها فكرة ذكية، فقالت العجوز بصوت هامس : الحمد لله الذي ألهمني ارجوا ان تنجح الخطة في التخلص من هذا اللص الغادر .
وخلال تنفيذها للخطة أخذت العجوز تتحدث بصوت عالي كأنها تعاتب نفسها قائلة : ما اغباني، لو كنت تزوجت في شبابي لكان لدي الآن ثلاثة اولاد الكبير بكر والثاني عمر والصغير صقر، ثم تراجعت قائلة : لالا ماذا كنت سأفعل لو مات الاولاد في حياتي، لكنت قضيت بقية عمري ابكي عليهم، يا ويلي يا بكر، يا عمر.. انجدني يا صقر .
وكان للمرأة العجوز ثلاثة جيران بهذا الاسم فعندما سمعوا صراخها هبوا لنجدتها، دخل الجيران منزل العجوز والقوا القبض على اللص واشبعوه ضرباً وتوجهوا به الى قائد الشرطة، قال اللص الغاضب للعجوز قبل أن يلقي في السجن : ليتك سكنت القبر ايتها العجوز ولا ولدت بكراً ولا تكحلت عيناك برؤية عمر ولا أراني الله هذا الصقر، علم الخليفة المأمون بذكاء العجوز وأمر لها بمكافأة مجزية .