وكثير من الأشياء ارتضي قلبها ، أن ينفق عليها من حبه ، لكي تستغيسها من أجله وأن تشاركه كل لحظاته وحالاته .
نبذة عن المؤلف : قصة من روائع الأدب الأوزبيكي ، للمؤلف والشاعر والكاتب المسرحي آيدين حاجييفا ، وهو من أشهر من ساهموا في سنوات الثلاثينيات ، في تطور الفن القصصي الأوزبكي ، ومن أشهر أعماله رمضان ، أمي .
فنجان قهوة : جلست في شرفتها شاردة ، تنظر إلى فنجاني قهوة أمامها وكأنها تحدثهما ، يتردد بصرها بينهما وبين مقعده الشاغر ، يدور بخلدها ذكرياتها الجميلة وقت خطبتها ، وقت أن كانا يزرعان أحلامهما معاً .
نكهة القهوة والولع : ولم تكن لتنسى حتى أصغر الصور التي رسمها ، ولو كانت لاحتساء القهوة ، هي لم تكن تحبها أو تستسيغها ، ولكنه كان مولعاً بنكهتها ، فأحبتها من بعض حبها له ، وكثير من الأشياء ارتضى قلبها أن ينفق عليها من حبه ، كي تستسيغها من أجله وأن تشاركه كل لحظاته وحالاته .
مشاركة الاحتساء : قال لها ذات مرة : أعلم أن القهوة مضرة ، ولكنها مضرة لذيذة أهواها ، فقالت وهي تميل عليه في رقة الزهر ، إذا داعبه النسيم : ولكني سأمنعك من كل ضرر ، لا بل ستشاركينني في احتسائها ! .
فابتسمت قائلة : تريدني أن أشاركك ضررها ، أم لأبق بجوارك وبصحتك ، لا هذا ولا ذاك ، ولكن من لم يحسن تذوقها لن يحسن صنعها ، .
فانكمشت ابتسامتها ، فداعبها واعتذر أنه لم يقصد ما فهمته : حبيبتي … إن كل أحلامي ، أن تشاركينني كل أوقاتي ، ولا أجد نفسي ، لحظة .
بمفردي دونك .
شروق الشمس : فانفرجت شفتاها عن ابتسامة رضا ، وقالت : إذن سأشاركك ، ولكن عليّ أنا أن أضع طقوسها وتنظيم مواعيدها ، بعد الغذاء كل يوم حين تشرق الشمس ، سيكون ذلك أرق وألطف … فقال راضياً : وأنا لن أذوقها في عملي حتى أعود إليك .
فنجان القهوة ومغيب الشمس : فقامت من جلستها ، فقال : إلى أين ؟ سأحضر فنجانين من القهوة ، ألا ترى الشمس قد أشفقت وأذنت بالمغيب ، ثم ابتسمت بسحرها وأردفت ، قائلة : وسيكون هذا أول فنجان قهوة في حياتي احتسيه لأجلك .
المقهى والقهوة والشرود : اتصلت به هاتفياً لتأخر حضوره ، لم تكن لتميز صوته لطرقعات الدومينو بجواره ، فسألته عن تأخره ،فأخبرها أنه بصحبة بعض أصدقائه في مقهى بجوار العمل ، ووصل إلى سمعها أنه يطلب من النادل قهوة ، انتهت المكالمة ، وابتسمت ساخرة من قهوتها ، وقامت إلى مطبخها فأفرغتهما فيه ، ثم رجعت إلى شرفتها تتأمل الطريق في شرود .