في وقت متأخر من صباح يوم 1 يوليو لعام 1874م كان ضوء الشمس خافت والظلام مخيم على سماء كانساس Kansas ، وتبع ذلك صوت طقطق وتبع ذلك صوت طنين ، وظهر شاشة خضراء رمادية متحركة بين السماء والأرض
ثم سقط شيء من السحابة مثل البرد ، فأصابت المنازل والأشجار ، ركض الفلاحين لتغطية الآبار فقد كانت مياه الشرب هي الشيء الوحيد الذي يمكنهم توفيره بينما هبطت أسراب الجراد على الحقول والمنازل والأشجار ، وامتلأت السماء باللون الأسود بعدما حلت ملايين الجراد من الجبال حاجبة أشعة الشمس بسبب كثرتها
وكان الدمار الحقيقي القضاء على المحاصيل الزراعية وأوراق الشجر والعشب حتى صوف الأغنام ، تكاثر الجراد بشكل سريع وحلت تلك الفصيلة من مستقيمات الأجنحة بالمزارع والحقول لتضع كميات هائلة من البيض مما أدى لتدمير المنطقة
مع نفاذ الطعام اتجه الجراد اتجه الجراد الذي واصل تكاثره ليصل لمليارات ليتغذى على ثياب السكان وأخشاب المنازل والتبغ ، عاش الأهالي حالة من الذعر وهاجم الجراد أبواب المنازل والنوافذ والتهم أجزاء كبيرة منها وأيضًا تسللت الحشرات لمخازن لتفسد مخزون الطعام
حول الفلاحون حماية محاصيلهم في محاولة يائسة قاموا بتغطيتها بالقماش ولكن الجراد واصل التخريب والتهمت الحشرات القماش ، قام البعض بإشعال النيران حتى أنهم استخدموا البارود لطرد الجراد ولكن السكان عجزوا عن صد هجمات الجراد ، ولكن الجراد واصل تكاثره بشكل كبير ، وتسبب في كارثة إنسانية وخسائر مادية قدرت بنحو عشرة ملايين دولار ، ولقب عام 1874م بعام الجراد
على إثر تلك الكارثة قامت الإدارة الأمريكية بإنشاء هيئة لمحاربة الكارثة وتم إرسال قوات الجيش الأمريكي لتقديم المساعدات للأهالي ، وفي شتاء عام 1865م تم توزيع الأحذية والثياب على المواطنين والوجبات الغذائية ، وباشرت الحكومة الأمريكية عملية إبادة الجراد وتكفل الأهالي بمهمة القضاء على اليرقات والبيض
وخلال شتاء عام 1876م شهدت المنطقة عاصفة ثلجية ساهمت بشكل قوي في القضاء على أعداد الجراد الهائلة ووفرت السلطات للفلاحين في نفس العام بذور لإعادة زراعة المناطق المتضررة ، ومع مطلع القرن العشرين انخفض أعداد الجراد الجبلي وفي عام 1902م انقرضت تلك الفصيلة تمامًا ولم يعد لها أي وجود الآن