رواية 1984 لجورج أورويل : القسم الاربعين


إنه هو من یعادي الحزب ولست أنا». وتقدم الحارسان نحوه فتعالى صوته حتى صار أشبه بالعویل: «إنكم لم تسمعوا ما قاله، لقد لحق الصمم بشاشة الرصد آنذاك. إنه الرجل الذي یهمكم، خذوه هو، ودعوني أنا!»
انحنى الحارسان لیجراه من ذراعیه، ولكنه كان في تلك اللحظة قد انبطح أرضاً وقبض بیدیه على أحد القوائم الحدیدیة التي یرتكز علیها مقعد الزنزانة وراح یعوي كحیوان. أمسك به الحارسان لفك قبضته عن القائم الحدیدي، لكنه كان یتشبث بقوة مذهلة. أما السجناء الآخرون فكانوا یجلسون في صمت وذعر وقد عقدوا أیدیهم حول ركبهم وهم ینظرون شاخصین أمامهم. وتوقف العواء والعویل، ولم یعد لدیه طاقة إلا على التشبث بالقائم الحدیدي.

وحینئذ دوت صرخة من نوع مختلف، لقد حطمت ضربة من حذاء أحد الحارسین أصابع إحدى یدیه وبعدئذ أوقفاه على قدمیه وراحا یجرجرانه إلى الخارج.
فقال الضابط: «إلى الغرفة 101».
وسار الرجل معهم وهو یترنح منكفئ الرأس ویمسك بیده المسحوقة وقد خارت جمیع قواه.
مر وقت طویل، فاذا كان الوقت لیلاً حینما أخذوا صاحب الوجه الأشبه بالجمجمة، فقد غدا الوقت صباحاً، ولو أنه كان صباحاً،

لأضحى ظهراً. وبات ونستون وحیداً لساعات بعدما كان جمیع السجناء قد غادروا الزنزانة. وكان الجلوس على المقعد الضیق یسبب له ألماً فكان ینهض من مكانه فیروح ویجيء في الزنزانة دون أن یسمع نهیاً عن ذلك من الشاشة.

وكانت كسرة الخبز ما زالت حیث رمى بها الرجل ذو الأوداج المنتفخة. في البدایة راودته نفسه أن یلتقطها لكنه كان یقاوم ذلك،

أما الأن فقد عافها بعد أن اشتد علیه العطش وصار فمه لزجاً ونتن الرائحة. وكان صوت الطنین المستمر والضوء الأبیض الذي لا ینطفئ قد أصاباه بدوار نجم عن إحساسه بأن رأسه قد أصبح مجوفاً. وكان ینهض على قدمیه كلما اشتد علیه ألم عظامه ثم لا یلبث أن یعاود الجلوس في الحال لأن الدوار كان یجعله غیر واثق مما إذا كانت قدماه ستحملانه أم لا. وكان الذعر یستحوذ علیه كلما أمكنه السیطرة على إحساساته الجسدیة، أما حینما یفكر في أوبراین وفي شفرة الحلاقة فكان یداعبه بصیص من الأمل. كان یعتقد أن الشفرة ربما تهرب إلیه مخبأة في الطعام إن كانوا سیقدمون له طعاماً. ولم یكن یفكر في جولیا إلا عرضاً، فلا بد أنها تتعذب في مكان ما، وربما كان عذابها یفوق عذابه، بل لعلها تصرخ من الألم المبرح الذي یحیق بها في هذه اللحظة. وقال في نفسه: ترى لو أن مضاعفة ألمي كان فیها إنقاذا لجولیا، هل كنت أقبل بذلك؟ أجل كنت أقبل. لكن ذلك كان مجرد قرار صوري اتخذه لعلمه أن علیه أن یتخذه. لكنه لم یكن یحس به في قرارة نفسه. ففي هذا المقام لا یملك المرء أن یشعر بشيء سوى الألم أو انتظار الألم. ثم هل من الممكن حینما یكون المرء یتعذب فعلا أن یرغب، لأي سبب من الأسباب، في أن یزاد له في ألمه؟ لكنه لم یكن قد توصل إلى إجابة عن هذا السؤال بعد.
ومرة أخرى تناهت إلى سمعه وقع أقدام الحرس تقترب من الزنزانة. وفتح الباب، ودخل أوبراین.
وما إن رآه ونستون حتى هب واقفاً على قدمیه. وكان وقع المفاجأة شدیداً حتى أنه نسي كل حذر من شاشة الرصد بل نسي وجودها بالمرة وصاح:
- حتى أنت وقعت في قبضتهم أیضاً!
فقال أوبراین بشيء من التهكم: «لقد وقعت في قبضتهم منذ أمد طویل». وانتحى جانباً لیظهر خلفه حارس عریض المنكبین یمسك بهراوة طویلة سوداء في یده.
وقال أوبراین: «لقد كنت تعرف ما سیؤول إلیه أمرك، فلا تخدع نفسك. لقد كنت دائماً تعرف ذلك».
لقد أدرك ونستون كل شيء الآن. لكن لم یعد ثمة فائدة ترجى من التفكیر في ذلك. وفي هذه اللحظات لم یكن یرى من العالم إلا الهراوة التي بید الحارس الذي قد یهوي بها على أي مكان في جسمه، على رأسه، أو صوان أذنه، أو على ذراعه، أو على مرفقه.
لكنه هوى بها على المرفق! فخر ونستون أرضاً على ركبتیه وكاد یفقد صوابه، وقد أمسك مرفقه بیده الأخرى، وتحول كل شيء في عینیه إلى اللون الأصفر. ولم یصدق أن ضربة واحدة یمكن أن تسبب له كل هذا الألم المبرح. أفاق قلیلاً من الضربة فلاحظ أن الرجلین ینظران إلیه بازدراء، وكان الحارس یضحك من جسده المتلوي. وهنا حضره الجواب عن ذلك السؤال وهو أن المرء لا یمكن أبداً ومهما كانت الأسباب أن یرغب في زیادة ألمه. فإزاء الألم لا یمكن للإنسان إلا أن یرغب في توقفه. فلیس في العالم ما هو أسوأ من الألم الجسدي، وحیال الألم لیس هناك أبطال، لیس هناك أبطال. وظلت هذه الفكرة تدور في رأسه بینما كان یسقط أرضاً وهو یتلوى ألماً ویشد على ذراعه الیسرى التي جعلتها

الضربة عاجزة.

وجد ونستون نفسه ممدداً فوق سریر یشبه أسرة المعسكرات، عدا أنه كان أكثر ارتفاعاً عن الأرض وكان مقیّد الأطراف بحیث لا یستطیع حراكاً، والضوء الأكثر سطوعاً من المعتاد یسقط على وجهه ّمباشرة. وكان أوبراین یقف إلى جانبه متفرساً في وجهه،

وإلى الجانب الآخر كان یقف رجل یرتدي معطفاً أبیض اللون ویحمل في یده محقنة.
وحتى بعد أن فتح ونستون عینیه لم یعي ما حوله إلا تدریجیاً. كان یحس وكأنه یسبح صاعداً إلى فضاء هذه الغرفة قادماً من عالم آخر، من أعماق میاه سحیقة تحتها، أما كم من الوقت مر علیه فذلك أمر یجهله تماماً، فمذ ألقوا القبض علیه لم یعد یرى ظلمة اللیل ولا ضوء النهار. وفوق ذلك كله كان انسیاب ذاكرته متقطعاً،

فقد مرت علیه أوقات كان وعیه یصاب بالشلل التام، بما في ذلك الوعي الذي قد ینتاب المرء في نومه، ثم یدب فیه الوعي من جدید بعد فاصل زمني ما. ولكن هل كان هذا الفاصل یمتد لأیام أم

لأسابیع أم لمجرد ثوان فهذا أمر لم یكن من سبیل لمعرفته.
كانت تلك الضربة التي تلقاها فوق مرفقه إیذاناً ببدایة الكابوس الذي سیخوض غماره، وقد أدرك فیما بعد أن كل ما مر به حتى تلك الضربة لم یكن إلا استجواباً اعتیادیاً وتمهیدیاً یخضع له كل السجناء تقریباً، إذ هنالك سلسلة طویلة من جرائم التجسس والتخریب وما شاكلها لا یمكن لأحد إلا أن یعترف بها كأمر واقع.

ورغم أن هذه الاعترافات لم تكن إلا إجراء شكلیاً، فإن التعذیب الذي كان یترافق معها كان أمراً لا یدمنه، ولم یكن ونستون بمقدوره أن یتذكر كم مرة تعرض للضرب ولا كم من الزمن استغرقت هذه العملیة، فكل ما یذكره هو أنه كان هنالك دائماً خمسة أو ستة رجال یلبسون زیاً أسود اللون ویحیطون به. أحیانا

ینهالون علیه ضرباً بقبضات أیدیهم أو بهراوات غلیظة وأحیاناً أخرى بعصي فولاذیة أو ركلاً بأحذیتهم الثقیلة.
وكانت تمر علیه أوقات یتدحرج فیها على الأرض وكأنه حیوان مخز، یتلوى بجسده محاولاً دون جدوى تجنّب الضربات، لكن ذلك كان یدفعهم لمزید من الضرب على ضلوعه وبطنه ومرفقیه وساقیه وخصیتیه وعموده الفقري، وفي بعض الأحیان كانت هذه العملیة تتواصل حتى یخیل إلیه أن ما یؤلمه لیس ضربات الحراس وإنما عجزه عن أن یفقد وعیه. أما في أحیان أخرى فكانت شجاعته تخذله فینخرط في البكاء طالباً الرحمة، حتى قبل أن یبدأ الضرب، حیث كانت مجرد رؤیته لقبضة أحد الحراس وهي تتأهب للكمه كفیلة بأن تجعله یعترف بجرائم حقیقیة وأخرى خیالیة، كما مرت علیه أوقات كان یعقد العزم على عدم الاعتراف بشيء، وحینئذ كانت كل كلمة تنتزع منه ممزوجة بالألم والضنى،

وفي أوقات أخرى كان یتخلى تحت تأثیر الضربات عن عزمه ذلك وهو یقول في نفسه: لسوف أعترف ولكن لیس الأن، یجب أن أصمد في وجه الألم حتى یبلغ درجة لا تطاق، ثلاث ضربات أخرى، ضربتان أخریان وسوف أعترف لهم بكل ما یریدون.

وأحیاناً كان یُضرب حتى تعجز ساقاه عن حمله، فیرتمي فوق أرضیة الزنزانة ككیس من البطاطس، ثم یُترك لبضع ساعات حتى یتعافى من آثار الضرب، لیعودوا إلى تعذیبه من جدید. وكان هنالك أیضاً فترات نقاهة أطول، لكنه لم یكن یذكرها إلا على نحو غامض لأنه كان یمضي جلها إما نائماً وإما فاقداً للوعي، فهو یذكر زنزانة لا تضم سوى سریر خشبي ورف بارز من أحد حوائطها وحوض غسیل من القصدیر ووجبات من الحساء والخبز مصحوبة أحیاناً بالقهوة، ویذكر أن حلاقاً فظاً قد جيء به لیحلق له شعره ودقنه، وأن رجالاً ٍبثیاب بیض غلاظ القلوب كانوا یجسون نبضه ویفحصون أعصابه ویفتحون عینیه ویمررون أصابعهم الخشنة فوق جسده بحثا عن كسور في عظامه ثم یغرزون بعض الإبر في جلده لینام.
وبعد ذلك قلّت وتیرة عملیات التعذیب التي یخضع لها حتى باتت مصدر تهدید أو رعب یتوعده المحققون بإعادته إلیه في أي لحظة لا تروقهم أجوبته. ولم یعد المحققون هؤلاء الرجال المتوحشین

بثیابهم السوداء، وإنما أصبحوا رجالاً من مثقفي الحزب، وهم رجال ضئیلو الأجسام سریعو الحركة وذوو نظارات لامعة كانوا یتناوبون العمل علیه فیمتد استجوابهم لهم في النوبة الواحدة عشر أو اثنتي عشرة ساعة. وكان هؤلاء المحققون الأخیرون یعرضونه لألم خفیف متواصل لأنهم لم یكونوا یعتمدون الألم وسیلة رئیسیة لانتزاع الاعترافات. فكانوا یصفعونه على وجهه ویلوون أذنیه ویشدون شعره ویرغمونه على الوقوف على ساق واحدة ولا یسمحون له بقضاء حاجته ویسلطون أضواء قویة على عینیه حتى

تجري بالدموع،

لكن هدفهم من كل ذلك لم یكن إلا إذلاله وتحطیم قدرته على الحجاج والجدال. وكان سلاحهم الفعلي الاستجواب المتواصل الذي لا رحمة فیه ولا هوادة حیث كانوا یبدلون أقواله عن مواضعها ویحورونها تحویراً وینصبون له الشراك في كل سؤال ولمسكون علیه كل ما یظهر أنه أكاذیب أو تناقضات في

أقواله حتى أنه كان یجهش بالبكاء من شعوره بالخزي كلما من شعوره بالإجهاد العصبي. وأحیاناً كان یبكي عشرات المرات في جلسة التحقیق الواحدة، وفي معظم الأوقات كانوا یشتمونه بأقذع الكلمات ویهددونه في كل مرة تبدو علیه علامات التلكؤ في الإجابة، بأنهم سیسلمونه إلى الحراس مرة ثانیة، لكنهم كانوا في أحیان أخرى یغیرون لهجتهم فجأة وینادونه بالرفیق ویناشدونه باسم الاشتراكیة الإنجلیزیة والأخ الكبیر ویسألونه والأسف باد على وجوههم عما إذا كان لدیه من الولاء للحزب ما یكفي لجعله یتوب عما بدر عنه من آثام إزاء الحزب. وحینما كانت أعصابه تنهار وتصبح كخرقة بالیة إثر ساعات طویلة من التحقیق، كان مجرد مناشدتهم له بمثل هذه الكلمات تجعله یجهش ببكاء حار تمتزج فیه دموعه بمخاط أنفه. وفي النهایة كانت هذه الأصوات المناكدة تفضي به إلى انهیار تام لا یبلغه تحت تأثیر ركل أحذیة الحراس وقبضاتهم، فكانت تخور كل قواه ویصبح مجرد فم ینطق وید توقّع على أي شيء یطلب منه، وغدا همه الوحید آنذاك أن یكتشف ما یریدون منه أن یعترف به حتى یبادر إلى الاعتراف قبل أن یلجأ المحققون لحمله على ذلك، وقد اعترف باغتیال عدد من أعضاء الحزب البارزین وتوزیع منشورات تحرض على الفتنة واختلاس أموال عامة وبیع أسرار عسكریة واعترف بالاشتراك في عملیات التخریب بشتى أنواعها، وبأنه كان عمیلاً مأجوراً لحكومة إیستاسیا منذ عام 1968، وبأنه كان مؤمناً ومعجباً بالرأسمالیة وبأنه قد انزلق إلى الشذوذ الجنسي، وأقر كذلك بقتل زوجته، بالرغم من أنه یعرف، مثلما یعرف المحققون،

أن زوجته لا تزال على قید الحیاة. واعترف أیضاً بأنه ظل لسنوات على اتصال شخصي مع غولدشتاین وبأنه كان عضواً بمنظمة سریة تضم كل الأشخاص الذین یعرفهم. لقد كان من الأسهل علیه أن یعترف بكل شيء وأن یورط كل شخص یعرفه،

أضف إلى ذلك أن ما قاله كان صحیحاً من زاویة ما، فقد كان معادیاً للحزب ومن وجهة نظر الحزب لا فرق بین التفكیر في الإثم وبین اقترافه.
وكانت لدیه كذلك ذكریات من لون آخر تبرز أمام مخیلته بشكل متقطع كصور یجللها السواد من كل ناحیة، فیذكر أنه كان قابعاً في زنزانة لا یعرف إن كانت مظلمة أو مضیئة لأنه لم یكن یستطیع أن یمیز فیها شیئاً غیر زوجین من العیون وعلى مقربة منه كانت هنالك آلة تدق دقات بطیئة ومنتظمة وكانت العینان تتسعان وتزدادان بریقاً، وفجأة أحس بأنه طار من مقعده وغطس في هاتین العینین اللتین ابتلعتاه.
ثم أحس أنه شد إلى مقعد تحیط به ساعات وتسلط علیه أضواء باهرة تزیغ الأبصار، وإلى جواره كان یقف رجل یرتدي معطفاً أبیض اللون ویقرأ ما تشیر إلیه الساعات، ثم سمع وقع أقدام ثقیلة خارج الغرفة، وفتح الباب لیدخل ممه ضابط ذو وجه كالح یتبعه حارسان.
وقال الضابط: «إلى الغرفة رقم 101».
لم یلتفت الرجل ذو المعطف الأبیض، كما لم یعر ونستون اهتماماً إذ كان كل اهتمامه منصباً على النظر إلى الساعات.
ومن ذكریاته أیضاً أنه كان یتدحرج عبر ممر طویل فسیح تغمره أضواء باهرة وتتعالى فیه الضحكات، وكان أثناء التعذیب یصیح بأعلى صوته معترفاً بكل شيء بما في ذلك الأشیاء التي كان نجح في إخفائها، كما راح یروي قصة حیاته بكاملها أمام مستمعین كانوا یعرفونها بالفعل، وكان یحیط به الحراس والمحققون والرجال ذوو المعاطف البیضاء وأوبراین وجولیا والسید شارنغتون، وجمیعاً یرافقونه عبر الممر وهم یقهقهون. لقد كان ثمة شيء مخیف یحمله له المستقبل، لكن ذلك الشيء لم یعد له وجود ومن ثم لن یحدث، إذ أصبح كل شيء على ما یرام فلم یعد هناك مزید من الألم بعد أن كشف لهم كل تفاصیل ودقائق حیاته التي فهموها فصفحوا عنه.

وكان یحاول النهوض في سریره الخشبي وهو شبه متیقن من أنه سمع صوت أوبراین، ومع أنه لم یر أوبراین مطلقاً طوال عملیة استجوابه فقد كان یشعر أن أوبراین قریب جداً منه وإن كان لا یراه. وبالفعل كان أوبراین هو الذي یوجه كل شيء، كان هو الذي یعین الحراس على ونستون وهو الذي منعهم من قتله، لقد كان هو صاحب الكلمة فیما یتعلق بمتى یجب أن یصرخ ونستون من فرط الألم ومتى یجب أن یمنح فترة راحة، ومتى یجب أن یُقدم له طعام ومتى یجب أن ینام، ومتى یجب أن یُحقن بالعقاقیر المخدرة، كان هو من یوجه له الأسئلة وهو من یوحي له بالإجابات، كان المعذب والحامي والمحقق والصدیق معاً. وذات مرة سمع ونستون صوتاً،

لا یذكر هل كان أتاه تحت تأثیر المخدر أو أثناء نومه الطبیعي أو حتى في لحظة یقظة كاملة، صوتاً یهمس في أذنه قائلاً: لا تخف یا ونستون فأنت تحت رعایتي، منذ سبع سنوات وأنا أحیطك برعایتي، والآن حانت اللحظة الحاسمة، سوف أنقذك وسأجعلك نموذجاً یقتدى به. لم یكن ونستون على یقین من أن صاحب هذا الصوت هو أوبراین، لكن هذا الصوت هو نفسه الذي سمعه في الحلم منذ سبع سنوات یقول له: سوف نلتقي في مكان لا یحل فیه ظلام.

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك