قصة أخيرا سأرحل

منذ #قصص اجتماعية

كان يومًا ثقيلًا ، استيقظت بصعوبة شديدة رغم أنني لم أنم طوال الليل ، توجهت إلى المطبخ لإعداد الفطور ، وكل شيء كنت أمسكه بيدي يسقط فورًا ، حتى تمالكت أعصابي وانتهيت

صمت مرعب :
بعدها جلسنا نتناول الطعام في صمت مرعب ، جلس هو على أريكته المفضلة ليتصفح تلك الجريدة المعتادة ، ويشرب فنجان القهوة المعتاد أيضًا ، ثم لملم أوراقه وابتسم لي ابتسامة عريضة وذهب

سأضع كل شيء :
أغلقت الباب وراءه وتوجهت ببطء شديد إلى غرفتي ، أحضرت حقائبي لأضع فيها ملابسي وأشيائي الشخصية ، وكم أكره تلك اللحظة ، ففي كل مرة كنت أفعل فيها ذلك أنسى أشياء مهمة ، ولكن من الواضح أن هذه المرة لن أنسى شيئًا لأنني ببساطة ، سأضع كل شيء يخصني في هذا المنزل

دقات سريعة و عدم تقاعس :
كنت في كل خطوة أخطوها أشعر ، وكأن قلبي قد توقف عن الخفقان ، ثم يعاود الحياة مرة أخرى ، أسمع دقاته السريعة المتتالية ، وكأنه يريد أن يقفز من بين ضلوعي ، ومع ذلك لم أتقاعس عن وضع الطعام لعصافيري ، ولا عن وضع الورود في تلك المزهرية التي على الطاولة

أحاديث مصحوبة بالصراخ :
وبعد أن تأكدت أنني انتهيت من كل شيء ، جلست على أريكته المفضلة ، وأمسكت بورقة وقلم وكتبت : لن أسألك ثانية لأنني سئمت كل الردود البالية ، والتي حفظتها عن ظهر قلب ، ورغم فضولي الأنثوي الذي يقودني إلى سؤالك ، وتلك الأفكار التي تتناثر داخل عقلي ، لن أفعلها لقد جعلتني أكره أحاديثنا المصحوبة دائمًا ، بصراخك لتلعن أنك الأصح في كل مرة

أودعتها الحياة داخل صندوقها الذهبي :
تعشق أنت لذة الانتصار وتحتكره لنفسك ، وتعلم أنت كم أنا أحبك فتتمادى ، في أخطائك ولا تتعثر بها ، تتكاتف قواك لتحتل روحي ، وتتوغل أنت في كل ركن من أركاني فتستوطن داخل أنفاسي ، ولم تعبأ بامرأة استماتت عزائمها وتوالت هزائمها ، امرأة دهستها الأقدار تحت قدميها ، لتلقي بغبارها على وجه أبى أن ينحني يوما فانحنى ، امرأة أودعتها الحياة داخل صندوقها الذهبي

ورمت بها في محيطات الغد تصارع أمواجًا ، لا تهدأ للحظة واحدة ، امرأة سير مركبها قبطان يستأثر بالتجديف لنفسه حتى لو كلفه ذلك غرقها، وتحملت كل ذلك بلا غضاضة ، لكن أن تطأ قدمك أحاسيسي فيا له من جرم أراهنك أن تتحمل عواقبه ، فأنت أضعف من أن تصطدم بصخور صمتي أو تتغلب على أنياب ثورتي

أخيرا سأرحل :
فالآن والآن فقط سأستجمع تنهيداتي المتقطعة ، لأعزف مقطوعة صراخي ، فوق مسارحك المبهرجة ، سأتوحد مع أجزائي ثانية وأتوازن من جديد ، متحررة من تشريعاتك ، منددة بسقوط إمارتك ، ستسمع هتافاتي ليل نهار إلى أن تصبح يومًا أسطورة ممزقة يتجنبها القراء يلعنون أحداثها ، بينما يتهافتون على قصة امرأة اجتازت حدود الزمن لتصرخ : لا.. أنا حرة !كرهت كل شيء فيك :
سأتركك أخيرا فقد أتعبني قتالي لأجلك ، وأظن أنه قد أتعبك أنت أيضا ، ولم أفهم حتى الآن كيف لم تمل تلك الحيل الصبيانية ، لتبرر أفعالك المراهقة الحمقاء ، صدقني كرهت كل شيء فيك ، إلا قلبك الذي أحبني يوما ، أحبك !الرسالة :
هكذا كانت رسالتي له ، وضعتها بجانب فنجان قهوته ، ورحلت أنا أسير ببطء لم أعهد عليه من قبل ، وفي طريقي إلى السيارة ، تذكرت أنني نسيت شيئًا وبرغم أن أمامي الوقت الكافي لإحضاره ، لكنني لم أفعل .. وسأرحل

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك