مقدمة رواية عروس الثأر - للكاتبة سارة علي


كانت تسير مندفعة بخطوات سريعة خلال احد الحقول الزراعية المؤدية الى اسطبل الخيل الخاص بعائلتها...
وجدت في طريقها احد الفلاحين يتقدم منها مسرعا وهو يقول بلهجة مستعجلة:
اسرعي يا انسة فرح، عزيزة وضعها سيء للغاية...
ازدادت خطواتها سرعة وهي تتجه نحو الاسطبل الذي باتت تشعر بأنه يبعد الكثير على غير العادة...
كادت ان تتعثر بخطواتها عدة مرات وهي تركض نحوه...

وصلت اخيرا الى الاسطبل لتدلف بسرعة الى الداخل، كان المكان واسع للغاية مكون من ممر طويل يحيط به على طوله من الجانبين حظائر صغيرة متسلسلة جدرانها عبارة عن الواح خشبية متراصة مع باب خشبية مفتوحة في مقدمة الحظيرة الصغيرة تستخدم لتهوية الاحصنة حيث تخرج منها رؤوس الاحصنة الضخمة المختلفة الاصناف والالوان...

اتجهت فرح نحو عزيزة التي كانت ممددة على اكوام من القش تتوسط الاسطبل تأن الما بشكل واضح بينما الطبيب البيطري الخاص بها منحني بجانبها يساعدها في ولادتها الصعبة...
انحنت فرح نحوها واخذت تتأملها بملامح مشفقة قبل ان تسأل الطبيب بقلق من بين انفاسها اللاهثة:
كيف حالها؟! هل وضعها سيء للغاية؟!
اومأ الطبيب برأسه دون ان يرد بينما كانت يده تحاول ان تسحب المهر من الخلف...

اخذ الطبيب يتصبب عرقا وهو يجاهد لفعل هذه العملية الصعبة وانقاذ الفرس من هذه الولادة المتعسرة بينما اخذت فرح تمسد رقبة الفرس وظهرها برقة محاولة ان تخفف من المها ووجعها الظاهر...
ادمعت عينا فرح بسبب ما يحدث بينما كان الطبيب مستمر في عمله حتى استطاع ان يخرج المُهر اخيرا من جسد امه بعد عدة محاولات...

تراجع الطبيب الى الخلف واضعا كف يده على صدره غير مصدق انه انتهى من هذه المهمة الصعبة بينما هطلت الدموع لا اراديا من عيني فرح من هول الموقف و لم تشعر بنفسها الا وهي تحتضن عزيزة بقوة تهنئها على هذا الانجاز العظيم...

يتبع...

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك