أحيانًا لا يتم حل بعض المشاكل إلا بإتباع وسائل خاطئة أو غير عادلة ، وعلى الرغم من أن هذا أمر غير صحيح إلا أن النتيجة أحيانًا قد تكون مفيدة ، وهذا الأسلوب قد يكون جيدًا في ردع بعض قوى الشر ، ولكن شريطة ألا يضر بريء وألا يكون ذلك التصرف غير مبرر .قصة المثل :
يُحكى أنه كان هناك غراب يعيش مع زوجته في سعادة فوق شجرة ضخمة في الغابة ، ولم يكن هناك شيء يعكر صفو سعادتهم سوى ثعبان أخضر كبير ، جاء واستقر في تجويف بنفس الشجرة .بدأت المشكلة حينما خرج الغرابان ذات يوم لإحضار الطعام ، وتركا بيضهما خلفهما في العش على الشجرة ، فتسلل الثعبان الشرير وأكل البيض ، وحينما عاد الزوجان في المساء فوجئا بما فعل الثعبان وحزنا لذلك أشد الحزن .وذهبا إلى البومة الحكيمة التي تعيش على الشجرة المجاورة ، وطلبا منها المساعدة في حل تلك المشكلة والتخلص من الثعبان ، فنصحتهم البومة بتتبع خطتها وعدم القلق بشأن ذلك الثعبان مرة أخرى .وعلى الفور ذهب الغراب في اليوم التالي لينفذ خطة البومة ؛ فطار إلى قصر الملك ووجد بعض السيدات من العائلة المالكة تستحم في البركة الملكية ، تاركين جواهرهم وقلادتهم في ركن مجاور ، فأخذ الغراب قلادة ثمينة منهم وطار بها بعيدًا حتى وصل إلى الشجرة وألقاها بالتجويف الذي يرقد به الثعبان .فطارده الجنود الملكيون حتى وصلوا إلى الشجرة ، وحينما هموا بجلب القلادة وجدوا الثعبان فبدأ يزمجر ويصدر فحيحًا ، فخافوا منه وقتلوه على الفور ، فارتاح الغراب من شره بتلك الحيلة الماكرة التي حاكتها له البومة الحكيمة .وعاش مع زوجته بعد ذلك في السلام ، والجدير بالذكر هنا أن الثعبان لم يسرق القلادة ولم يكن هو مختطفها ، ولكن مات جزاءً للشر الذي كان بداخله وليس جزاءً للسرقة ، لذا كانت هنا الغاية تبرر الوسيلة .