قصة كثرة الطباخين تفسد الطبخة


هل جربت أن تأكل وصفة واحدة أعدها لك خمسة طهاة أو ستة ، هل تخيلت ماذا سيكون مذاقها ، كل طاهي له فكر مختلف وطريقة مميزة ، هناك من يضع البهار بكثرة وهناك من يقلله ، وهناك من يستبدله بأشياء أخرى ، وأنت لا بد أن لك مزاجًا خاصًا في طعامك يصعب أن يرتضي بذلك المزيج الغريب .إن وجود طاهي واحد يتحكم بالوصفة يجعله ملم بكل ما وضعه فيها ، على عكس إن تعدد الطهاة فقد يضع كل منهم صنف مختلف ، أو يكرر البعض نفس الصنف الذي وضعه غيره وهو لا يدري ، لأنه لا يوجد من يمسك بزمام الإدارة ويتحكم في المخرج النهائي ، فالمركب التي لها أكثر من ربان دائمًا تغرق ، لذا فإما أن تأكل الطبق على مضض أو تخسر نقودك في سبيل الحفاظ على معدتك .قصة المثل :
في مدرسة أرافيند كانت احتفالات العام السنوي الجديد على وشك القدوم ، وكان هناك اتجاه جديد لجعل الطلاب يقومون بكل التجهيزات بأنفسهم ، فطلب مدير المدرسة من المعلمين التنسيق مع الطلاب وتعيين ممثلًا لهم لكي يكون العمل على الشكل المطلوب .ولكن السيد ماثيو معلم الرياضيات لم يكن على قناعة بإمكانية الطلاب فعل شيء ، فلم يشترك معهم ولم يقم بعملية التنسيق ، ومضى الطلاب قدمًا في التجهيزات دون أن يكون ذلك وفق خطة منظمة .كانت حماسة الطلب تتركز في التركيز على الموسيقى والأزياء ، واعتقد كل جانب منهم أن الجانب الأخر ركز على باقي متطلبات الحفل كالصوت والإضاءة وغيرها ، وظل الحال كما هو حتى حانت اللحظة .فوجئ الطلاب يوم الحفل ببعض المشاكل في الميكرفونات ، والتي جعلت من الصعب تواصلهم مع الجمهور ، كما أن الستائر لم تكن تعمل بشكل صحيح وعلقت في المنتصف ، وأفسد ذلك كل الإعدادات الأخرى التي ظل الطلاب يقومون بها وقتًا طويلًا ، فقد استطاع الجمهور رؤية ما يحدث داخل الكواليس ، ودب القلق والتوتر في نفوس الطلاب وشعروا أن كل ما يحدث عبث .ولكن لحسن حظهم كان الضيف الهام الذي يقام الحفل على شرفه ، رجل متفهم ولطيف طمأنهم وأدرك أنها التجربة الأولى لهم ولا يمكن أن تمر دون أخطاء ، ولكنه نصحهم بضرورة التنسيق فيما بينهم ، وطلب منهم أن يتعلموا من ذلك الدرس جيدًا أن كثرة الطهاة يفسد الطبق ، ولابد أن يكون هناك شخص مسئول عن إدارة العمل حتى يخرج بشكل رائع .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك