قصة لا يدخل الذُباب الفم المغلق


تُستخدم الأمثال والحِكم على مر العصور والأزمنة تأكيدًا على قيم وعادات مرتبطة بأماكن إنتاجها ؛ والأغلبية العظمى من تلك الأمثال تكون إيجابية هادفة ؛ حيث تحمل رسالة معينة للأشخاص بأمر معين أو نهي عن عادة سيئة .تشتهر الأمثال وتتواجد بكثرة في كل بلاد العالم ؛ ومن بين تلك الشعوب التي وُلدت بها الأمثلة التي قد تتشابه مع معظم الشعوب الأخرى هو الشعب الإسباني الذي أخرج من بين أفكاره أفضل الأمثلة والحكم .من بين الأمثلة الهامة لكل البشر في كافة أنحاء الأرض هو المثل القائل باللغة الإسبانية
en boca cerrada no entran mosca  ، ويُترجم المثل بمعني ” لا يدخل الذُباب الفم المغلق ” ؛ وهو يُشبه كثيرا الأمثال في البلاد العربية التي تحدثت عن أهمية حفاظ اللسان عن الكلام السيء أو الثرثرة الكثيرة التي لا تأتي إلا بالمشكلة ؛ ولعل من أبرز الأمثلة المشابهة في المجتمع المصري المثال القائل “لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك” ، وأيضا المثل العربي الشهير ” خير الكلام ما قلّ ودل”.في المثال السابق إشارة واضحة لأهمية الكف عن الثرثرة دون هدف أو الحديث بما هو سيء حتى لا يُهين الإنسان نفسه ببذيء الكلام ؛ مما يجعله شخصًا غير مرغوب فيه في أي مكان يذهب .يخاطب المثل الإسباني كل شعوب العالم ؛ لأن الكلام هو عامل مشترك بين كل البشر ؛ وقد ترفع الكلمة من شأن الإنسان ؛ وقد تؤدي إلى كوارث ومصائب لا حصر لها ؛ لذا وجب التنبيه بالحرص على إغلاق الفم عن الكلام غير المرغوب به لكي لا يؤدي إلى ضرر .الكلمة قد تبني بلادًا وقد تهدم العالم أجمع ؛ من المعروف أن هناك حروب وصراعات قامت نتيجة كلمة أو بضع كلمات ؛ لذلك كان الحرص ضروريًا على توعية الناس بأهمية عدم التحدث بشكل مستمر حتى لا يتم السقوط في الخطأ ؛ الذي قد يؤدي إلى إهانة المُتحدث أو المُشار إليه في الحديث ؛ لذا قامت كل الشعوب بتقديم النُصح في هذا الأمر .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك