قصة الطائر مواه

منذ #قصص منوعة

مع انقراض العديد من الحيوانات والطيور منذ أعوام عدة ، حاول العلماء على مرور تلك السنوات أن يخوضوا تجارب استنساخ لتلك الحيوانات ومن الأزمنة الغابرة ، ولا نستطيع الجزم بأن محاولاتهم قد فشلت تمامًا ، ولكن هناك البعض منها قد نجح بشكلٍ نسبي.فهم لا يستطيعون أن ينفخوا روحًا ويعيدوا حياة مرة أخرى ، وإنما قد يتمكنوا من إعادة استنساخ للكائن الأصلي ، كما حدث من قبل مع المعزة دوللي ، ولكن هل يستطيع العلماء إعادة الطائر مواه وغيره من الحيوانات إلى الحياة مرة أخرى ؟ذهب مجموعة من المستكشفين الأثاريين إلى أحد كهوف نيوزلندا ، وتحديدًا أحد الكهوف بجبل يُدعى أوين ، هذا الجبل الذي تم اكتشافه منذ سنوات طويلة وخضع للبحث والتنقيب لفترة زمنية محددة .ولكن عند ذهاب المجموعة الاستكشافية الحديثة ، من علماء الجيولوجيا برحلتهم داخل أحد كهوف جبل أوين ، اكتشفوا أيضًا بأن الجبل نفسه عبارة عن كهوف ومغارات أشبه بالمتاهة ، وكان أغلبها غير مكتشف على مرور تلك السنوات ، بالإضافة إلى أن المكان غير مصنف بأنه أثري من الأساس .أثناء تجوال المجموعة الاستكشافية داخل الكهف ، عثروا على مجموعة من آثار الأقدام الغريبة محفورة بأحد الكهوف الجانبية ، وبعد مزيد من البحث والتدقيق عثروا على مخلب ضخم يشبه في شكله الظاهري مخالب الديناصورات المنقرضة ، بالطبع ، كان الكشف مفاجئًا للمجموعة الاستكشافية خاصة وأن المخلب المُكتشف كان يحتفظ بأجزاء من اللحم والجلد والفراء غير المتحلل ، خاصة مع البرودة العالية داخل هذا الكهف .تم إرسال القطعة المكتشفة إلى المعمل من أجل فحصها وتحديد عمرها ، وجاء التقرير ليكشف عن عمر المخلب الذي أشار لوجوده قبل 3300 عامًا ، لأحد الطيور من فصيلة النعام المنقرض ، والذي اختفى عن وجه الكرة الأرضية بشكلٍ مفاجئ قبل قرون من الزمان .بالفحص والدراسة ، تم اكتشاف أن الجزء المُكتشف يعود لطائر منقرض يُعروف باسم مواه ، كان أحد الطيور التي سكنت الأرض لحوالي 18.5 مليون عامًا قبل انقراضه ، ويبلغ الحد الأدنى لطوله حوالي ثلاثة أمتار كاملة ، يمتلك منقارًا حادًا للغاية ، وليس له أجنحة أو ذيل ، وكان موطنه الأساسي في الأماكن الباردة حول العالم ، وقد أشار المستكشفون  ربما سكن هذا الكهف تحديدًا  ، نظرًا لبرودة المكان داخل الجبل .يُذكر أن أول اكتشاف لهذا الطائر كان قبل هذه الرحلة الاستكشافية بزمن بعيد ، وذلك على يد عالم لندني يُدعى ريتشارد أوين ، والذي عمل كجامع آثار في عام 1839م ، فقاموا بتجميع بقايا هذا الكائن وصار شكله بالفعل مثل طائر النعام الذي نعرفه ، عدا أنه بلا ذيل أو أجنحة كما ذكرنا آنفًا .تعود أهمية هذا الموضوع إلى قيام أحد العلماء باليابان ويُدعى أنكوه شيروتا ، بالحصول على موافقة الجهات المعنية ، من أجل تنفيذ مشروع لإعادة إحياء الكائنات المنقرضة ، في مجموعات كاملة لسطح الأرض مرة أخرى .ذلك أن الجزء الذي تم العثور عليه للطائر من جبل أوين ، قد حفظته البرودة داخل الكهف بشكلٍ أكثر من رائع ، مما يعني توفّر المادة الخام لاستخراج عينة من الDNA ، الخاص بالطائر ، وإعادة تشكيل الطائر مرة أخرى عن طريقة عمليات الاستنساخ ، والتي حقق بها الغرب خطوات متقدمة للغاية حتى الآن ، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الحيوانات منها ، وهي مجموعة مكونة من حوالي 14 طائر وحيوان منقرض ، منها ؛ نمر تسمانيا ، والظبي الإيرلندي ، وطائر الدودو ، وحيوان الكسلان العملاق ، والماموث ، والأغرب بينهم هو إعادة استنساخ للإنسان البدائي .الأمر الذي يطرح تساؤلاً مهمًا لهذه القصة ، وهو ماذا يمكن أن يحدث للحياة والتوازن البيئي عقب إعادة استنساخ تلك الكائنات ؟ وهل هذا المشروع الذي قد تراه الأجيال القادمة عقب ثلاثون عامًا على الأقل ، سوف يكون خطوة للتقدم والتطور حقًا ؟

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك