دائمًا ما يتبادر إلى أذهاننا ، كل معاني الحنية والطيبة وحسن المعشر ، إذا ذكرنا كلمة عجوز ، والبعض يبكي بحرقة إذا ما رأى عجوزًا يبكي ، ولكن ليس كل ما نراه بأعيننا هو الحقيقة ، فقد تتشوه الصور ، ويتم التلاعب بها لنرى ما يريده الآخرون ، فقط لا غير ، وهذا هو ما فعلته دوروثي بطلة قصتنا .البداية ..
وُلدت دوروثي في ولاية كاليفورنيا ، إبان فترة الكساد الاقتصادي ، لأبوين فقيرين من الأساس ، وخلال تلتك الفترة الاقتصادية السيئة التي اجتاحت العالم ككل ، حيث خسر الكثيرون أموالهم ، ومنزالهم ، وتشردوا وأصبح أغلب سكان أمريكا تحديدًا ، من اللاجئين ، توفى والد دوروثي بمرض السل .ثم تبعته والدتها ، فتم إلحاق دوروثي في إحدى دور الأيتام ، وما أن بلغت دوروثي السادسة عشرة من عمرها ، حتى هربت من الدار ، لتتزوج بأحد الأشخاص ، عاشت معه دوروثي لعدة أعوام ثم أنجبت طفلتين ، ثم توفى زوجها ولم تحتفظ دوروثي بالطفلتين ، فأرسلت إحداهما لأقاربها ، وباعت الأخرى لأسرة ثرية بالتبني .وغادرت دوروثي الحي الذي كانت تسكن به ، لتتجه إلى مكان جديد تبدأ به حياتها ، ولكنها كانت مفلسة وتعرفت على أحد الأشخاص ، وتزوجته ثم اختفى الرجل إلى الأبد ، ولم يترك لها دولارًا واحدًا ، فقامت دوروثي بتزوير بعض النقود ، ولكن تم القبض عليها وحبسها لستة أشهر .عقب خروجها من محبسها ، قامت دوروثي بفتح منزلها للمسنين ، والعجائز ، وكانت أغراضها الخفية من هذا الأمر ، هو أن تستولي على أموالهم ، حيث ترسل إلى ذويهم بأنها مسئولة عن احتياجاتهم ، ثم تبدأ في تجميع الشيكات الاجتماعية الخاصة بهم ، وتتخلص منهم بجرعة زائدة من الدواء ، ولم يُكتشف أمرها لفترة طويلة ، حتى استطاع أحد المسنين الاتصال بالشرطة ، واتهمها بوضع السم في الطعام ، من أجل سرقة أمواله ، وبالفعل قبضت الشرطة عليها ، وتم سجنها لستة أعوام .خطط إجرامية ..
خلال فترة وجودها بالسجن ، بدأت دوروثي في مراسلة أحد أقاربها ، من المسنين هو رجل عجوز ويعيش وحيدًا ، وسرعان ما تعلق بدوروثي فلا أحد يهتم به مثلها ، وبالفعل انتظرها الرجل ، حتى خرجت من محبسها وتزوجها ، انتظرها الرجل بسيارته الفورد الحمراء أمام السجن ، وانطلق بها ليتزوجا ، وكان قد فتح حسابًا بنكيًا مشتركًا لكلاهما ، ثم اختفى الرجل بشكلٍ مفاجئ ولم يظهر أبدًا .عقب ذلك استأجرت دوروثي خادمًا ، وطلبت منه أن يقوم بعمل صندوق خشبي كبير ، من أجل أن تضع به بعض الأغراض المهمة بالنسبة لها ، بالفعل قام الرجل بتنفيذ طلبها ، وبدلاً من إعطائه مقابلاً ماديًا ، قامت دوروثي بمنحه سيارة فورد حمراء اللون !ثم طلبت منه أن ينقل معها الصندوق إلى السيارة من أجل إيصالها لأحد أقاربها ، وفي لطريق وأثناء عبورهما فوق أحد الأنهار ، قامت دوروثي بالتوقف وطلبت من الرجل ، مساعدتها في إلقاء لصندوق بالنهر فهي لم تعد بحاجة إليه ، وبالفعل قام الرجل بما طلبته.عقب عدة أيام وجد لصندوق أحد الصيادين ، ولكنه خشي فتحه فأبلغ رجال الشرطة الذين حضروا على الفور ، ليجدوا جثة متحللة بداخله ولا يمكن التعرف على هويتها بسهولة ، وفي نفس الوقت ، ظلت دوروثي تسحب المدخرات من لحساب المشترك ، بينها وبين زوجها ، وتتصل بأقاربهما لتخبرهم بأن زوجها يمر بوعكة صحية ، ولا يستطيع التحدث في الهاتف إلى أي شخص .في هذه الفترة عادت دوروثي مرة أخرى ، لاستقبال العجائز والمسنين ، ومن يحتاجون إلى رعاية بمنزلها ، وتبدأ في تجميع الشيكات التي ترد إليهم ، وتسرقها بتحويلها إلى حسابها لبنكي ، ومن بين الحالات التي كانت ترد إليها ، كان رجلاً عجوزًا وله أحد الأقارب ، الذي يعمل بالشرطة ، ذهب ليسأل عنه ، فلم تكن زيارته سوى سوى للاطمئنان على المسن الذي يخصه .ولكن دوروثي أخبرته بأن قريبه قد غادر المكان منذ فترة ولا تعلم عنه شيئًا ، انصرف الضابط دون أن يفكر بالأمر ، ولكن أثناء خروجه لمح بقعة حديثة العهد في حديقة المنزل ، فأشار إلى مساعديه بحفرها ، وهنا استخرجوا حوالي سبعة جثث لمسنين ، كانت دوروثي قد قضت عليهم ، من أجل الاستيلاء على أموالهم ، تركتها الشرطة تفر هاربة ، وذهبت إلى كاليفورنيا مسقط رأسها مرة أخرى ، وصادقت أحد مالكي الفنادق بها ، ولكن الرجل تعرف عليها من برنامج يذيع أخبارًا عن الجرائم ، فأبلغ الشرطة التي قبضت عليها على الفور .النهاية ..
ألقت الشرطة القبض على دوروثي ، وتم اتهامها في إحدى عشر قضية قتل ، وحُكم عليها بالسجن لمؤبد مرتين ، دون أن تحصل على عفو ، إلى أن توفت في عام 2011م وفاة طبيعية.