تمكن رجال الإطفاء من إخماد حريق ، شب في منتصف الليل في مخزن للأخشاب ، تعود ملكيته إلى تاجر يسمى السيد عبد المنعم ، وكان مخزن الخشب عبارة عن مبنى مستطيلي الشكل ، يبلغ طوله 100 متراً وعرضه 50 متراً ، وكان المخزن به كل أنواع الخشب ، وبداخل المخزن غرفة صغيرة ، يقيم فيها حارس المخزن .بدء التحريات :
تم الإبلاغ عن الحريق فقام الضابط أحمد المتوكل ، وعدد من مساعديه بالتوجه إلى مكان الحريق ، وأصدر أوامر بمنع دخول أي شخص لمكان الحريق ، ودخل الضابط أحمد المتوكل إلى مخزن الخشب .أجرى الضابط جولة مدققة بداخله ، وتوقف عند مكتب الحسابات ، والذي بدا له أنه المكان الأكثر تضرراً من الحريق ، وقد لاحظ أن الخزانات التي تأوي دفاتر الحسابات ، كانت تشكل كومة واحدة فوق الأخرى .أستفز المشهد فضول الضابط ، فأنحنى وبدأ يبحث أسفل تلك الدفاتر ، فوجد مدفئة كهربائية كانت في وضع التشغيل ، وموصولة بالكهرباء ثم فحص الضابط ، المدفئة الكهربائية ولم يجد بها ما يثير الشكوك .جثة الحارس:
ثم انتقل الباحثون إلى غرفة الحارس ، وقد كانت مغلقة من الداخل ، رغم علم الضابط بسفر الحارس منذ ليلة أمس ، فأدهشه أن الغرفة مغلقة من الداخل ، فأمر المساعدين بكسر باب الغرفة .وكان الامر سهلاً أذ كان الباب متفحماً ، من الحريق وما أن تم فتح الباب حتى وجد الحارس ، مصاباً بحروق بالغة وجثة هامدة على الأرض ، اتصل ضابط الشرطة بالمركز الجنائي ، لأنه لم يعد الأمر يخص حريق مخزن ، فقط بل وجود جثة أيضاً .السيد عبد المنعم يبكي على الحارس :
كان السيد عبد المنعم صاحب المخزن ، يرافق الضابط في جولته في المخزن ، وما أن رأى جثة الحارس بكي بحرقة ، لأنه كان يعمل لديه منذ عدة سنوات ، وظل يبكي حتى أصيب بالدوار ثم فقد وعيه .تم نقله للمشفى وطلب الضابط ، أحد مساعديه مراقبة السيد عبد المنعم في كل تحركاته ، وعاد المحققون لفحص مكتب الحسابات ، وكانت هناك بقعة لامعة على المكتب ، ثم أنصرف المحققون وظل المكان ، تحت حراسة أمنية مشددة ، واجتمع الضابط مع المحققون ، وطلب منهم استجواب السيد عبد المنعم ، وكان القصد هو رصد ثغرة للتعميق في التحقيق ، لمعرفة ما أذا كان الحادث ذات طابع اجرامي .ديون السيد عبد المنعم :
رجح المحققون انه حادث متعمد ، خاصة بعد العثور على أوراق متراكمة ، أعلى المدفئة والتي كانت في وضع التشغيل ، وعلمت التحريات أنه على السيد عبد المنعم ، ديناً كبيراً يقدر بحوالى المليون .وقد تعذر على السيد عبد المنعم ، تسديد هذا الدين والسبب هو كساد التجارة ، الذي عانى منه بسبب ابنه خالد ، والذي كان شاباً مسرفاً ومدمناً للمخدرات ، كما علم الضابط أن الحارس ، كان ينوى السفر ليلة وقوع الحادث .لكن قام الحارس بتأجيل السفر لليوم التالي ، لتعذره في إيجاد وسيلة للسفر في ذلك اليوم ، وعند التحدث عن الديون أخبرهم السيد عبد المنعم ، أن شيكات الحسابات وأوراق الديون ، قد التهمتها النيران .التعرف على أول خيوط الجريمة :
عاد السيد عبد المنعم لمنزله ، بعد الانتهاء من استجوابه وكان يقود سيارته ، وقد طلب الضابط أحد مساعديه بمراقبته ، وتتبع تحركاته وتوقف السيد عبد المنعم ، أمام منزله حيث خرج ولده خالد من المنزل .كان خالد يحمل بيده حقيبة سوداء ، فصاح السيد عبد المنعم في وجهه ، وقال له : لقد ورطتني في قضية خطيرة ، ثم ركض خالد وركب سيارة والده وسار بها مسرعاً ، صدرت أوامر بتتبع خالد ، وتم تتبعه حتى استقرت سيارته أمام المطار .أسرع السيد أحمد المتوكل إلى المطار ، لمعرفة سر سفر خالد المفاجئ وسر الحقيبة السوداء ، وتم التنسيق مع مصلحة الجوازات بتفتيش حقيبة خالد ، وتم العثور على شيكات وبوليصة التأمين الخاصة بمخزن الخشب ، والتي ادعى أنه أخذ حقيبة والده عن طريق الخطأ ، ولكن لم تكن إجابته مقنعة لمصلحة الجوازات .تم القبض على خالد وبتفتيش سيارته ، عثر على ملفات أخرى ، وإقرار بدين لمواطن قيمته 20 مليون ، وعثر على علبة شمع من المفترض ، أن يكون بداخلها خمسة شمعات لكن ، تم العثور على أربعة منها فقط .الاعتراف بالجريمة :
تم استدعاء السيد عبد المنعم ، والذي صرح من قبل أن تلك الشيكات تم حرقها ، فرأى خالد أن والده في موقف محرج ، ولذلك فضل الاعتراف بأنه هو من اضرم النار في مخزن الخشب .على أمل الحصول على تعويض من شركة التأمين ، ولم يكن يعلم أن الحارس سيذهب ضحية الحريق ، وتم إثبات أن خالد قد استمع شمع في اضرام الحريق ، في المخزن وأن تلك المادة اللامعة ، التي وجدت على المكتب هي انصهار الشمع .