في عام 2003 م هبطت على الأراضي المغربية ، طائرة قادمة من باريس تحمل معها أبناء الجالية المغربية في باريس ، وعدد من الأجانب الذين جاءوا لقضاء العطلة الصيفية في المغرب .تقدم الوافدون إلى شباك المطار لختم جوازات السفر الخاصة بهم ، وإنهاء إجراءات الدخول إلى الأراضي المغربية ، وكان من بينهم رجلاً فرنسياً يدعى إسماعيل سميان رايس ، وعندما تقدم لختم جواز سفره ، وجد مسئول ختم الجوازات يستعدي الشرطة .وذلك لان هذا الرجل كان مطلوباً من قبل الشرطة المغربية ، منذ أكثر من 16 عام لاتهامه بجريمة اغتصاب ، وتحول فرحته لدخوله المغرب إلى كارثة ، خاصة بعد أن عرف أن اخته سلوى رايس ، هي التي قامت بالإبلاغ عنه ليتم القبض عليه .إسماعيل يتذكر الماضي :
احس بالندم وتذكر يوم مغادرته للمغرب منذ 16 عام ، وكان سبب مغادرته للمغرب ، والتوجه إلى باريس هو خلافه مع جده وشقيقته ، وكان جده هو المسئول الأول عن تربيته هو وشقيقته سلوى .وتولي جده تربيتهما بعد أن توفى والده في حادث سير ، وقامت والدته بالزواج من آخر وترك الطفلين ، وكان يعمل كتاجر في قطع غيار السيارات ، وحاول توفير سبل السعادة لحفيده وحفيدته وتقرب منهما .تركت سلوي الدراسة عندما بلغت من العمر ستة عشر عام ، ونظرا لانشغال آخاها وجدها في العمل ، لم تجد من يوجهها ويحفزها لاستكمال دراستها .زواج سلوى من سائق القطار :
ارتبطت سلوى بشاب يدعى سعيد ، كان يعمل في المكتب الوطني للسكك الحديدية كسائق للقطار ، وجاء سعيد يطلب خطبة سلوى من جدها ، فوافق جدها على الزواج وأقام حفلة زفاف فاخرة لها .بعد حفل الزفاف انطلقت سلوى مع زوجها سعيد ، للبدء في رحلة شهر العسل ، ثم عادت إلى مسقط رأس زوجها ، وتفاجئت من المقابلة التي استقبلها بها أهل زوجها ، بل رفض أهل زوجها إيواء العروسين ، مما اضطروا للإقامة في احد الغرف الفندقية في البلدة لاستكمال جولة شهر العسل .مأساة سلوى :
وما أن انتهي شهر العسل أخبر سعيد زوجته سلوي ، عن شقة قد استأجرها لها للعيش معاً ، وما أن وصل العروسين إلى الشقة ، وجدت سلوى تلك الشقة هي عبارة عن غرفة صغيرة موجودة في أسطح أحد العمارات القديمة .وبالطبع لم يكن امراً سهلاً على سلوي ، أن تتأقلم على هذا الوضع ، بل وزادت معاناتها نظراً لمواعيد عمل زوجها سعيد ، التي كانت تجبره على الغياب من المنزل لعدة أيام .ظنت سلوى أنه بزواجها ستضع حداً للفراغ ، الذي كانت تعانى منه منذ طفولتها ، ولكنها اصطدمت بواقع آخر وحقائق لم تكن تتصورها ، فقررت سلوى أن تذهب لاستشارة طبيب أمراض نفسية .بعد أن أصبحت في حالة نفسية سيئة للغاية ، جعلتها تفقد الأمل في الحياة ، ولكن كان الطبيب يسعى أن يعيد لها النظرة الإيجابية ، عن الحياة وبدأ يتحدث معها عن الجوانب الإيجابية ، ويخبرها إنها تصبر حتى تنجب طفلاً ، سيملأ عليها حياتها وأوقات فراغها.وفى يوم من الأيام ذهب شقيقها إسماعيل ليطمئن عليها ، فوجدها غارقة في نوم شديد وبجوارها علبة المهدئات النفسية ، التي وصفها لها الطبيب فعاد إسماعيل ليخبر جده عن الحالة المأسوية ، التي أصبحت عليها شقيقته سلوى .أسرع الجد إلى منزل سلوى ، وآخذ سلوى لتعيش معه في منزله ، حيث خصص لها جناحاً هي وزوجها في منزله ، ولكن لم تكن المشكلة الوحيدة لدى سلوى هى المنزل ، بل أيضًا غياب زوجها بعيداً عن المنزل لفترات طويلة ، مما ظلت حالة سلوى في السوء يوماً بعد يوم ، كانت سلوى تتطلع إلى الانجاب ، ربما يكون الحل لحالتها ، ولكن مرت ثلاثة سنوات ، ولم تنجب فزادت حالتها النفسية سوءاً .سلوى تتهم إسماعيل باغتصابها :
في يوم من الأيام خرج سعيد للعمل ، وأخبر سلوى أنه سيتغيب عن المنزل لعدة أيام ، ولكن ما أن وصل سعيد إلى العمل ، حتى علم بتأجيل سفره لليوم التالي ، فعاد إلى منزله .وكانت زوجته قد تناولت المنومات ، ولم تشعر به فضاجعها وهي نائمة ، وغادر في الصباح فاستيقظت سلوى ، وعرفت أن شخص ضاجعها ، ولم يكن في المنزل سوى شقيقها إسماعيل ، فقدمت بلاغاً ضده واتهمته بمضاجعتها.إثبات براءة إسماعيل بعد سنوات من الاتهام :
حاول إسماعيل أن يثبت براءته لها ولكن دون جدوى ، وعلم سعيد بنهاية مستقبله فأسرع بالسفر إلى فرنسا ، وحصل هناك على الجنسية الفرنسية ، وبقى لمدة 16 عام .ثم حن إلى موطنه الأصلي ، وعندما عاد وتم القبض عليه في المطار ، للتحقيق في بلاغ مقدم ضده منذ سنوات ، وهو اغتصاب شقيقته سلوى ، والتي قد حملت بطفل بعدها حاول مرة أخرى يثبت براءته ، فطلب التحليل الجيني للطفل ، وهنا كانت المفاجأة عندما علمت سلوى بأن والد الطفل ، هو سعيد وليس آخاها إسماعيل .