بعد ثلاثة أعوام من ارتكاب الجريمة ، يجد سكان المدينة الصغيرة تارودانت في جنوب المغرب ، هياكل عظمية ، وجماجم بشرية ، ويبلغون الشرطة ، التي تتجه فورًا إلى مسرح الجريمة ، وتكشف التحقيقات أنها تعود لأطفال صغيرة ، قُتلوا خنقًا ، وتم الاعتداء عليهم ، فمن قتلهم ؟ .البداية ..
في إحدى الأماكن الهادئة جنوب دولة المغرب ، تقع مدينة تسمى تارودانت ، مدينة هادئة ولا يوجد بها عددًا كبيرًا من الشخصيات الغريبة ، خرج ذات يوم أحد الأشخاص للتنزه قرب الوادي ، لمجاور للمدينة ، ولكنه لمح أشياءً غريبة الشكل .فاقترب منها ليكتشف أنها ، مجموعة من الهياكل العظمية ، والجماجم البشرية الحقيقية ، ملقاه هكذا إلى جانب الوادي ، بالطبع فزع الرجل ، واتصل بالشرطة التي أتت إلى المكان فورًا عقب الاتصال ، فالمدينة الصغيرة لا يوجد بها مثل تلك الحوادث ، فمن أين أتت تلك الهياكل ، والجماجم !!بالفعل توجه أفراد الشرطة إلى المكان ، وتم رفع الهياكل التي عُثر عليها ، وتم جمع كافة الأدلة الموجودة بمسرح الحادث ، وتم إرسالها جميعًا إلى المعمل الجنائي ، من أجل الفحص ، وهنا كانت المفاجأة الصادمة .تعود الهياكل والجماجم إلى بشر بالفعل ، وعلى وجه التحديد ثمانية أطفال ، تتراوح أعمارهم بين ثمان أعوام إلى سبعة عشر عامًا ، وكشف تقرير الطب الشرعي أن هؤلاء الأطفال ، قد تم قتلهم شنقًا عن طريق كسر عظام الرقبة ، وأنه قد اعتديّ عليهم ، وأن تلك الجريمة كانت قد حدثت قبل ثلاثة أعوام ، وفقًا لمؤشرات توقيت الوفاة.كثفت الشرطة جهودها من أجل العثور على القاتل ، إلا أن تلك الجهود لم تكلل بالنجاح ، فلم يجد محققو النيابة سوى العودة مرة أخرى ، إلى مسرح الجريمة من أجل الفحص وإحضار المزيد من الأدلة الجنائية ، التي قد تكون قد غابت عن أبصارهم .وبالفعل ، وصل رجال التحقيقات إلى مسرح رفع الأدلة ، وظلوا يبحثون على مدار أكثر من ثلاثة أيام متصلة ، إلى أن دب اليأس في نفوسهم وظنوا أنهم لن يجدوا شيئًا بالفعل ، ولكن أثناء مغادرتهم للمكان .شاء القدر أن تقع عين أحد رجال التحقيقات على ورقة صغيرة للغاية ، ملقاة تحت الأتربة وغير واضحة المعالم ، ولكن بها اسم ملفت ، فالتقطها المحقق ليرى ما المكتوب بها ، وكانت المفاجأة التي قادتهم إلى القاتل ؛ فالورقة كانت تعود لبائع حلوى يدعى حاضي ، ومكتوب عليها كما يُكتب على عربة الحلوى خاصته Hadi .اعترافات ..
كانت الورقة الملقاه أرضًا بمثابة مفتاحًا لحل اللغز ، فقد جعلت بائع الحلوى مشتبهًا به على الأقل إن لم يكن هو القاتل ، وبالعفل ، توجه رجال الشرطة فورًا للبحث عن المدعو عبد العالي حاضي ، وكان مشهور بأنه بائع حلوى يتجول بعربته إلى جانب المترو .وتوجه إليه رجال التحقيقات فورًا إلا أنهم لم يجدوه ، فذهبوا إلى مسكنه ، الذي كان عبارة عن كوخ من الصفيح ، وبمجرد دخولهم إلى الكوخ ، إذ بحاضي يقف متوسلاً لهم قائلاً : انتظرتكم طويلاً ، انتظرت أن تخلصوني من عذابي ، لا أستطيع النوم .بهذه الكلمات وضع حاضي حل اللغز ، ثم شرح وروى ما حدث ، حيث روى حاضي أنه كان يقوم بمرافقة الأطفال المشردون في محطة المترو ، فمنهم من هرب من منزله ، ومنهم من لم يجد له عائلة من البداية .وكان حاضي يتقرب لهم بالحلوى ، التي يعطيها لهم بدون مقابل مادي ، وبمجرد أن يطمئن له الطفل ، كان يستدرجه حاضي إلى منزله الصفيح ، ويقوم بتخديره ويعتدي عليه ، وعن إخفاء الجثث ، ذكر حاضي أنه كان يقوم بحفر مكانًا تحت فراشه ويضع الطفل مقيدًا فيه ، في وضعية القرفصاء ، ثم يضع فوقه الفراش ويظل يضغط عليه بجسده إلى أن يتكسّر عنق الطفل ، ويموت .واستكمل حاضي روايته ، بأن أحد الأطفال قد أخذ منه وقتًا طويلاً في قتله ، فقد قاوم ولكن حاضي ظل متربصًا به إلى أن أجهز عليه تمامًا ، وذكر أن مالك الأرض التي يضع عليها حاضي منزله الصفيح ، قد أخبره بشأن قيامة ببيع الأرض .هنا خاف حاضي أن يفتضح أمره ، فاستخرج الجثث التي تحللت وألقى بها في الوادي الواعر ، كما يُطلق عليه ، ظنًا منه أن لا أحد سوف يراهم ، واختتم حاضي روايته ، بأن الأطفال يأتون إليه كل ليلة ، يبكون ، وفي الأيام الأخيرة كانوا يأتون إليه ويكبّلونه ثم يقومون برجمه بالحجارة ، جزاءً لما فعل بهم .حُكم على حاضي بالإعدام في عام 2010م ، وتم التعرف على جثامين الأطفال وتسليمها لذويهم من أجل الدفن ، ويُذكر أن حاضي يتعرض للإيذاء والضرب ، والإهانة من زملائه بالسجن ، بسبب بشاعة جرائمه .