في إحدى المدارس كانت هناك معلمة شابة ، تبلغ من العمر خمسة وعشرون عاماً ، وتدعى السيدة نبيلة ، وقد عثر على جثتها يتخللها طعنات آلة حادة ، محددة على مستوى الصدر والرقبة .جريمة قتل المعلمة الأولى :
قامت مصادر الشرطة القضائية بعمل التحريات اللازمة ، وتم التوصل إلى أن تلك المعلمة كانت في صباح اليوم ، واقفة مع إحدى السيدات على باب المدرسة ، وكانت تلك السيدة تتوسل إلى المعلمة ، وذكر الشهود أن تلك السيدة ، أخبرت المعلمة نبيلة أن زوجها قام بطردها من المنزل بعد أن ضربها ، وإنها وحيدة ولا عائلة لها في المدينة وهي بحاجة إلى من يؤويها ، حتى تتدبر أمرها .رقت المعلمة لحالة السيدة ، وقد عاينت آثار الضرب على أطرافها ، وفكرت في أن تؤويها بل وفكرت أن تلك المرأة ستؤنس ، وحدتها وستساعدها في أعمال المنزل ، أفادت التحريات أن تلك السيدة ، قد هاجمت المعلمة في غرفتها بعد أن نامت ، حيث وجهت إليها عدة طعنات بالسكين ، ثم استولت على كل ما في البيت ، وخرجت هاربة تركة ورائها جثة المعلمة تنزف بغزارة .تم رفع البصمات للتوصل إلى هوية القاتلة ، وبعد عدة أيام وقعت جريمة مماثلة في المدينة ، حيث تعرضت معلمة أخرى للقتل ، وكانت المعلمة تعيش وحيدة وقتلت بطعنات سكين حاد أيضاً ، وعند التحقيقات تم اكتشاف أن الجريمة ارتكبت ، بنفس سيناريو الجريمة الأولى بل وأثبتت البصمات ، أن المرأة التي قتلت المعلمة الأولى ، هي نفسها المرأة التي قتلت المعلمة الثانية .تكرار جرائم قتل المعلمات :
وخلال فترة زمنية قصيرة ومتقاربة ، قُتلت ثلاثة معلمات وأصيب ثلاثة أخريات إصابات بليغة ، مما أدى إلى اتساع حالة الرعب ، التي كانت تخيم المعلمات في تلك المنطقة ، حيث وقد أصبح واضحاً أن المعلمات ، التي تعيشن بمفردهن هن المستهدفات .وحين يتكرر الفعل الإجرامي في مدينة ما ، فأن ذلك يتيح مجالاً خصباً للإشاعات لتنمو ، وتمتزج الحقيقة بالكذب ، وتكون النتيجة هو دخول المعلمات في دائرة من الخوف والرعب لن تهدأ ، إلا بكشف المجرم أو المجرمين ووضع حداً لتحركاتهم.وفي مناخ مشحون بالرعب ، سخرت الشرطة كل طاقاتها للعثور على المجرمة ، وعلى شركائها المحتملين ، وسعت لإعادة الثقة للمواطنين وطمأنتهم ، وقد سعت الشرطة لنصب فخ تقع فيه المجرمة ومن معها ، فكان يتعين وضع شباك في جميع المدارس التي ربما تكون مستهدفة في عمليات مقبلة.خطة الشرطة :
قررت الشرطة زرع عدد من مفتشات الشرطة والضابطات ، في عدد من المدارس التي يمكن أن تكون هدفاً ، وتم مراعاة مواصفات خاصة في اختيار تلك الشرطيات ، وهي مواصفات تشبه تلك المعلمات ، التي تعرضن للاعتداءات .بحيث يكن عازبات وتعيشن وحيدات ، وذوات قامات قصيرة ونحيفات ، وتم تنبيه المعلمات في المدارس بشأن تلك الشرطيات ، التي تتقمصن دور المعلمات ، وكانت تلك الشرطيات مزودة بوسائل الاتصال ، السريع بالشرطة والأجهزة اللاسلكية .وكانت الشرطيات قد تلقت أوامر ، بعدم التسرع في اصطحاب السيدة إلى منزلهن ، بل التوجه إلى السوق بدعوة شراء أغراض العشاء ، ومر أسبوعان في تنفيذ تلك الخطة دون الوصول إلى نتيجة ، وكان التوتر يزداد حده في أوساط رجال الامن وكانت الإشاعات كالنار في الهشيم ، تضخم الإحساس بالرعب بين المعلمات .عودة قاتلة المعلمات :
وذات مساء وبينما تغادر مفتشة الشرطة إحدى المدارس ، اعترضت سبيلها سيدة كان يبدو من ثيابها المقطعة ، إنها تواجه مشكلة كبرى ، وقد استعطفت المرأة المفتشة ظنت إنها معلمة .طلبت السيدة من المعلمة أن تؤويها في منزلها ليلة واحدة ، ثم أظهرت المفتشة التردد ولكن بعد إلحاح من المرأة ، وافقت على أن تستضيفها لليلة واحدة ولم تتوجه المفتشة إلى المنزل مباشرة ، بل أصطحب المرأة إلى أقرب سوق لشراء أغراض العشاء .القبض على قاتلة المعلمات وشريكها :
تلقى فريق المراقبة الإشارة ، وكان في بيت الشرطية معدات للتصنت تتيح تتبع الحركة والحديث ، وبعد ساعات عادت المفتشة إلى منزلها مع السيدة ، وتناولا العشاء وذهبت المفتشة لغرفتها للنوم ، وأطفئت الأضواء وعم البيت الظلام .بعد لحظات شاهد المراقبون وميض مصباح يدوي ، وأن هناك وميض من الشارع من سيارة مموهة ، بها شاب في الثلاثين من عمره المقابل قد أجاب على الإشارة ، وقد تبين لدى الشرطة الآن أن المرأة لا تتحرك بمفردها .وفى غرفة النوم كانت المفتشة مستعدة للحظة الحاسمة ، وحين اقتحمت المرأة الباب وفى يدها سكيناً كبيراً ، بسرعة تصدت لها مفتشة الشرطة ، وجردتها من سلاحها وأبلغت فريق المراقبة والتدخل ، واقتحمت الشرطة الشارع ، وسيق المجرمان إلى مركز الشرطة ، واعترفا بما ارتكباه من جرائم ، وتم انتهاء حالة الرعب ، والإعلان عن القبض على قاتلة المعلمات .