كان عادل عامل نظافة يعيش في أحد الأحياء ، ويبلغ من العمر السابعة والعشرون عاماً ، وكان أكبر الأبناء الخمسة لأسرة والده ، العم عبد الصمد وكانت أسرة عبد الصمد تكد وتجد ، لتوفر لأبنائها حداً من التعليم ، يوفر لهم فرص عمل تخرجهم من دائرة الفقر.ولكن الحالة الصحية لعبد الصمد تدهورت ، ولم يعد بمقدوره العمل وتوفير ما تحتاجه أسرته ، مما اضطر الابن الأكبر عادل للتوقف عن دراسته ، في كلية الحقوق وصعب على عادل أن يجد عملاً ، يتناسب مع مؤهلاته العلمية .عادل عامل للنظافة :
وبعد أعوام من المحاولات اليائسة ، قرر عادل التنكر والعمل كعامل نظافة في البلدة ، وفي الأيام الأولى لتسلمه هذا العمل ، سعي لارتداء قبعة ونظارة شمسية كبيرة تمكنه من التنكر ، كان يخشى نظرات رفقاء الدراسة أو الجيران ، الذين قد يصادفونه وهو يجمع القمامة وينظف الشوارع ، ولكن شعوره ذلك لم يدم طويلاً ولم يهمه الأمر ، وتمكن من تلك الوظيفة أن يوفر الحد الادنى لمتطلبات أسرته ، للعيش وبدأ يساعد إخوته في استكمال دراستهم.الالتهام بالسرقة :
في صباح أحد الأيام وبينما عادل يدفع بأحدى عربات القمامة ، استوقفه رجل في منتصف العمر ، وكان أنيق الملبس وفوجئ به يطلب منه أن يرجع له حقيبته ، فأندهش عادل وسأله عن أي حقيبة يتحدث ، إجابة الرجل بأنها تلك الحقيبة ، التي سرقها من سيارته .حاول عادل أن يقنع الرجل أنه أخطأ في الرجل ، الذي يطلبه لكن الرجل استمر في الصراخ في وجهه ، واجتمع حوله الكثيرون وخشي عادل مما قد يترتب ، على ذلك الموقف من رفده من العمل .وفجأة توقف عند ذلك الجمع دراجة نارية صفراء ، تلك التي يستعملها مراقب شركة النظافة ، وسأل الرجل عن سبب نزاعه مع عامل النظافة ، فأخبره أنه سرق حقيبته من السيارة ، فأتصل مفتش النظافة بالشرطة وحضر ضابط الشرطة ، وأمسكت بعادل ومعه الرجل الأنيق إلى قسم الشرطة .طلب ضابط الشرطة تفتيش عربة القمامة ، التي كان يقودها عادل ولكن عادل رفض ، وقال أنه متهم بدون أي سند ، ولن يسمح بإفراغ عربة القمامة ، وكانت العبارات التي يقولها عادل تدهش ضابط الشرطة ، لأنها كانت تدل على مستوى عالي من التعليم ، خاصة استعماله للمصطلحات القانونية ، ولكن تم إجبار عادل على إفراغ عربة القمامة.تم إخراج كل ما كان في العربة ـ ولم تكن حقيبة الرجل الأنيق في العربة ، كما ادعي فتم اخلاء سبيل عادل ، وقدم الضابط تقريراً إلى النيابة العامة وطلب ضابط الشرطة ، من الرجل الأنيق الاعتذار لعامل النظافة ، لكنه رفض وأكد أن عامل النظافة هو من قام بسرقة حقيبته .أخبر مراقب شركة النظافة عادل بأنه موقوف من العمل ، حتى تظهر حقيبة الرجل الأنيق ووعد الرجل الأنيق عادل بمكافأة كبيرة ، أن استعاد إليه حقيبته التي تحتوى على وثائق هامة .تذكر الطفل السارق:
خرج عادل يقاوم دموعه وهو يعلم أن فقدان العمل ، يعنى الكثير من المتاعب له ولأسرته وذهب يجلس عند البحر ، ويسترجع شريط أحداث اليوم منذ خروجه للعمل ، وتذكر انه لما كان بالقرب من بناية خربة في الحي ، كان يلعب طفل صغير في المكان ، وكان ذلك الطفل يبدو وكأنه يحاول إخفاء شيء ما في ملابسه .أسرع عادل إلى مركز الشرطة وأخبرهم بقصة الطفل ، وطلب من مفتش الشرطة أن يتولى بنفسه اثبات براءته ، مما يزعمه الرجل الأنيق بسرقة حقيبته ، وعاد عادل إلى المنزل وطلب من إخوته مساعدته ، في تنفيذ خطة ستثبت براءته .وفى اليوم التالي اصطحب إخوته إلى مكان السرقة ، وانتظروا ساعتين فظهر الطفل فتوجه له عادل ، وطلب من أخويه أن يقفلا كل منافذ البناء الخرب ، وامسك عادل بالطفل وكان يمسك بيده محفظة ، وقد تبعثرت منها أوراق وحاول الطفل الافلات ، لكن لم يتمكن من ذلك.براءة عادل :
أصطحب عادل الطفل وبيده المحفظة إلى قسم الشرطة ، وتم التواصل بالرجل الأنيق وتم تسليم الحقيبة له ، وفحصها فوجد كل اوراقه وأمواله كاملة ، وكان قد خبأ الرجل الأنيق الأموال في مكان سرى بداخل الحقيبة .اعترف الطفل بأنه كان يلعب بالقرب من البناء الخرب ، وأنه لما مر بالقرب من السيارة لاحظ وجود الحقيبة ، وكانت إحدى نوافذ السيارة مفتوحة فأمسك بالحقيبة ، ولما فتشها لم يعثر إلا سوى على أوراق فتركها فى البناية الخربة ، وفى اليوم التالي ذهب ليقوم بتفتيشها مرة اخرى لعله يجد بداخلها مال ، ولكن امسك به عامل النظافة في تلك اللحظة .رد اعتبار عامل النظافة :
تدارك الرجل الأنيق الموقف ، وطلب من عادل الذهاب معه إلى إدارة شركة النظافة ، وأخبرهم ببراءة عادل ولكن ليس ليعيد له وظيفته ، لكن ليعيد له كرامته ، إما عن عمله فطلب الرجل الأنيق من عادل ، أن يكون عادل مسئول عن تدبير الموارد البشرية ، في شركته وكانت تلك طريقته ، ليرد الاعتبار إلى عامل النظافة.