من المعتاد أن نجد سفاحًا ما ، أو قاتلاً متسلسلاً ، أو حتى قاتلاً عاديًا ، قد عانى في طفولته من أمور قاسية ، جعلته يصل إلى الحال ، التي زجت به في السجن لفترة طويلة ، أو قادته إلى حتفة على كرسي الإعدام دون شفقة ، ولكن أن يكون القاتل ، إنسانًا طبيعيًا ، ولا يعاني شيئًا سوى بعض رغباته ! هذا هو الأمر الغريب في قصتنا .البداية ..
ولدت بطلتنا في أسبانيا ، وتُدعى إيستيباليز ، فتاة ذكية طموحة ، عاشت في المكسيك في سنوات عمرها الأولى ، إلى أن أتمت دراستها بالجامعة ، بتقديرات متفوقة للغاية ، جعلتها مؤهلة للاعتماد بشكلٍ جيد على نفسها .ثم قررت إيستيباليز السفر إلى ألمانيا ، وهناك تعلمت اللغة في ثلاثة أشهر فقط ، فقد كانت ذكية كفاية لتصل إلى ما تريثد بسهولة ، ولكن الأمر هنا مختلف ، فلكل منا حلم وهدف يريد تحقيقه في الحياة ، وكان هدف إيستيباليز هو أن تصير أمًا ، نعم كما قرأت ، ترغب في أن تصبح أمًا ، وهنا تبدأ رحلتها.عملت إيستيباليز كنادلة في أحد المطاعم ، وهناك قابلت زوجها الأول هولجر ، حسنًا ، يجب أن تعترف ايستيباليز بأنها لم تكن تشعر بالارتياح لهولجر ، ولكن حلم الإنجاب سيطر عليها ، ومع مرور وقت قصير جدًا ، بالفعل بدأت تظهر طباع هولجر السيئة للغاية ، من كسل ، وإهمال ، وصولا إلى الامتناع عن العلاقة الزوجية بينهما .مدعيًا أنها صارت غير جميلة ، وأنه يشعر بالملل ، هنا قررت ايستيباليز تغيير لون شعرها ، وشكل ثيابها لتلائم الموضة العصرية ، وعندما لاحظ هولجر محاولاتها المستميتة ، وعدها بأنه سوف يتغير ، ولكن عليهما الإقامة بفيينا ، بالطبع أطاعته ايستيباليز ظنًا منها أنها ستحصل على الطفل ، الذي ترغب به ، ولكن الأمور زادت سوء ، إلى أن انتهت العلاقة بينهما بالطلاق ، ولكن هولجر رفض أن يخرج من المنزل ، فصارًا غريبان يعيشان تحت سقف واحد ، ولا يكترث أي منهما للآخر .نيران تشتعل ..
في أحد الأيام ، وبينما يجلس هولجر أمام الحاسوب الآلي ، يلعب كعادته ، لمح بطرف عينه إيستيباليز وقد تأنقت ، وهمت بالخروج في موعد مع رجل ما ، هنا التفت إليها هولجر ساخرًا بأنها مهما فعلت لن تحصل على ما تريد ، هنا اشتعلت نيرانها فجأة ، وسحبت المسدس من أحد الأدراج ، وتحركت ببطء نحو هولجر ، الذي لم يلق بالاً لخطواتها خلفه ، وضعت المسدس في رأسه من الخلف ، وأطلقت الرصاص .ألقي هولجر جثة هامدة أرضًا ، غارقًا في دمائه ، وذهبت إيستيباليز وبدلت ثيابها مرة أخرى ، وخرجت في موعدها ، وعندما عادت ، كانت الجثة تنتظرها ، فقامت بإشعال النيران به ظنًا منها أنه سيتحول إلى رماد ، فلم يحدث سوى أن تشوهت الجثة ، وحضر رجال الإطفاء ، الذين أبلغتهم بأنها أحرقت بعض الأطعمة ولا خطر الآن .وهنا جاءتها فكرة للتخلص من الجثة ، فأحضرت منشارًا كهربائيًا ، وقطعت جثة هولجر إربًا ، وقامت بوضعها في ثلاجة الآيس كريم ، التي تستخدمها أسفل المنزل ، ولكن بعد عدة أيام بدأت إيستيباليز تشم رائحة هولجر النتنة ، ففكرت قليلاً ثم قررت وضعه في قوالب كبيرة ووضع الجبس فوقه للتخلص منه إلى الأبد.الضحية الثانية ..
بدأت إيستايباليز حياتها سريعًا ، فأعادت علاقة لها مع رجل يبيع أدوات الآيس كريم ، كان يبلغ من العمر أربعين عامًا ، ولكن مع مرور الوقت شعرت إيستيباليز بأنه ليس وفيًا معها ، خاصة عندما فتشت خلفه ورأت خيانته لها ، ولكنها تحاملت وانتظرت حتى تحصل على مبتغاها ، بدأت علاقة مانفريد وإيستيباليز تتوتر ، ويصيبها الكثير من الملل.وفي محاولة منها لإنقاذ العلاقة حاولت إيستيباليز التأنق في انتظار مانفريد عند عودته ، ولكنه عاد دون أن يتحدث معها وما لبث أن ذهب للفراش ، وغط في نوم عميق ، دون أن يأبه لها إطلاقًا ، بالطبع اشتعلت نيرانها ، وسحبت المسدس الذي قتل هولجر ، وأفرغت أربعة طلقات برأس مانفريد ، وكانت قد جهزت عدتها ، فقطعته إربًا ، وحملته في أوعية الآيس كريم يغطيه الأسمنت الأبيض ، وذهبت لإلقائه بجوار هولجر!السقوط ..
ما لبثت كعادتها أن تعرفت على شخص جديد ، يدعى رولاند ، أحبته وعاشت معه لفترة ، وعقب وفاى مانفريد بشهرين اكتشفت أنها أخيرًا حامل! تحقق الحلم الذي طالما راودها وقتلت في سبيله شخصين ، إلا أنه تبخر فورًا مع إلقاء الشرطة القبض عليها ، حيث رأى بعض العمال قطعًا بشرية عندما ذهبوا للمخزن بجوار ثلاجة الآيس كريم ، فأبلغوا الشرطة التي سرعان ما أمسكت بها.اعترفت إيستيباليز بجريمتيها ، وطلبت من المحكمة أن تدعها ترى ابنها ، ولكن الطبيب النفسي ، رفض ذلك مدعيًا أنها تعاني من اضطرابات نفسية شديدة الخطورة ، وحُكم عليها بالسجن المؤبد ، وهناك قامت إيستيباليز بتأليف كتبًا ، عن حياتها وتروي به تفاصيل جريمتيها ، ووضعت ريع البيع من الكتاب لابنها ، وتقضي إيستيباليز عقوبتها في السجن حتى وقتنا هذا.