قصة الأم القاتلة

منذ #قصص بوليسية

لم يعد غريبًا على مسامعنا ، أن نقرأ خبرًا بالصحف أو نشاهد حلقة تليفزيونية ما ، عن أم حاولت قتل أبنائها ، قد يكون الأمر مثيرًا للدهشة والاشمئزاز ، وكلنه أولاً وأخيرًا ليس جديدًا علينا ، ولكن إبان عام 1983م ، كان الأمر صدمة بكافة المقاييس ، فماذا فعلت ديان بأبنائها ؟ وما هي قصتها؟البداية ..
ذهبت السيدة ديان إلى المشفى بصحبة أبنائها الثلاثة ، وهم في حالة مزرية ويحتضرون جراء إطلاق النار عليهم ، وبسؤالها روت السيدة ، أنها وأثناء عودتها على الطريق من نزهة مع أبنائها ، لمحت رجلاً يقف في منتصف الطريق ويلّوح لها بأن تقف .فتوقفت بالسيارة لتعرف ما به ، فقال لها أن تترك السيارة وتعطيه المفتاح وإلا قتل أبنائها ، اختارت السيدة المجازفة وقذفت المفتاح بين الأشجار ، فاغتاظ الرجل وأطلق الرصاص عليها هي وأبنائها ، فأصاب ظهرها بطلقة .وأصاب الأطفال بشكلٍ عشوائي ، قادت بعدها لسيدة سيارتها للمشفى حتى تلحق صغارها بالعلاج المطلوب ، وأدلت بمواصفات لرجل كثيف الشعر ، وله ذقن ، ولكن لم يبلغ أحد في المدينة عن رجل بتلك المواصفات ، بعد أن قام رجال الشرطة برسمه لصورته!ملابسات غريبة ..
ذهب رجال الشرطة إلى موقع الحادث ، كما أشارت إليه السيدة ، ولكنهم لم يجدوا أي شخص بالمنطقة ، ولفت أنظارهم عدة أشياء ، فالسيارة التي كانت تقودها السيدة ، ليس بها أية آثار لإطلاق النيران على كرسي السائق ، فكيف أصابها بعدما ركبت سيارتها!بالإضافة إلى شهادة أحد شهود العيان ، الذي أدلى بمواصفات سيارة ديان ، وقال أنها قد لفتت أنظاره نظرًا لأنها كانت تقود على سرعة منخفضة للغاية ، وتلك ليست سرعة لسيدة ترغب في إنقاذ حياة صغارها ، كما أضاف رجال الشرطة بأن السيدة ديان ، كانت هادئة الأعصاب للغاية على غير المعتاد في مثل هذه الظروف! فأية أم غيرها كانت ستملأ الدنيا صراخًا وعويلاً ، وأبنائها يحتضرون بغرف العمليات ، كما أنها تلقت خبر وفاة أحد أبنائها ، بابتسامة خفيفة للغاية !ولهذا تشكك رجال الشرطة ، في قواها العقلية ، أو في روايتها بوجه عام ، وشاء القدر أن تستفيق ابتنها الكبرى ، ذات السبع سنوات من الغيبوبة عقب أسبوع من الحادث ، لتجيب عن أول سؤال للمحققين ، بإجابة صادمة ، وهي أن أمها هي من أطلقت النيران عليهم هي وإخوتها .قصتها منبع الأحداث ..
وجهت الشرطة لديان تهمة القتل والشروع في القتل ، وبدأ رجال التحقيقات في جمع الأدلة لإدانتها ، أمام المحكمة ، وهنا كانت صدمتهم ، فقد عاشت ديان طفولة غريبة بعض الشيء ، وكانت هي الابنة الوحيدة لأبوين متدينان ، وكلنهما كانا أيضًا متشددان للغاية ، حتى أن ديان كان مفروض عليها قيود صارمة ، لدرجة أنها كانت تتعرض للسخرية في المدرسة بسبب هيئتها وملابسها الغريبة ، عن المجتمع الذي تعيش به .وعقب دخولها المدرسة الثانوية ، ألحقها والدها بكلية دينية ، ولكنها كانت فرصتها لإفراغ رغباتها المكبوتة ، فأقامت العديد من العلاقات مع الشبان ، حتى تم فصلها من المدرسة ، وعادت إلى منزل أهلها مرة أخرى ، وكلنها كانت قد صارت أكثر تمردًا .وتزوجت بعد ذلك من حبيبها ستيف داونز ، بعد أن فرت من منزل أهلها وأنجبت منه طفلان ، وقد كان ستيف حبيبها منذ المدرسة ، ولكن سرعان ما دبت الخلافات بينهما ، وقد ألقت ديان على ستيف باللوم بشأن فشل زواجهما ، لكنه كشف بأن ديان كانت متعددة العلاقات ، وخانته أكثر من مرة حتى أن طفلها الأخير ، كان من رجل آخر ولكنه سامحها ، ووافق على أن يُكتب الطفل باسمه.أحداث متطورة ..
بحلول عام 1982م ، حصلت ديان على وظيفة في هيئة البريد ، وهناك قابلت روبرت ، زميلها الذي وقعت في غرامه ، وأقامت مع علاقة وتعلقت به كثيرًا ، وخلال هذا الوقت حصلت ديان على الطلاق ، واتجهت لروبرت تحثه على تطليق زوجته أيضًا ليتزوجها هي ، ولكنه رفض ذلك لأنها لديها ثلاثة أطفال  .ظلت ديان تلاحقه وهو مصر على الرفض ، فطلبت نقلها إلى مسقط رأسها ، وأخذت أبنائها الثلاثة لتعيش معهم إلى جوار والديها ، ورغم ذلك ظلت تلاحق روبرت بالرسائل الغرامية ، ولكنها أدركت أنه لا يريد أبنائها الثلاثة ، فقررت الخلاص منهم ، حتى يخلُ لها العيش مع حبيبها!وبتجميع الأدلة ، توصلت الشرطة إلى خطة ديان في التخلص من أبنائها ، وبسؤال روبرت أقر بأنه لم يكن ليتزوجها في جميع الأحوال ، حتى وإن لم يكن لديها أطفال ، وكشف رجال الشرطة عن خطة ديان ، حيث تحججت بزيارة صديقتها مع الأطفال .وسلكت طريقًا نائيًا بحجة أن يروا الطبيعة ، ثم توقفت وأطلقت عليهم النار بدم بارد ، وقادت سيارتها للمشفى ببطء شديد حتى تضمن وفاتهم جميعًا ، ولكن شاء القدر أن تستفيق ابنتها الكبرى لتروي ما حدث تفصيلاً .أغلقت القضية ، وتم حسمها تمامًا مع شهادة ابنتها الكبرى ، وتم الحكم عليها بالسجن المؤبد ، ولكنها هربت عقب عشرة أعوام ، وتم إعادتها إلى السجن مرة أخرى عقب عشرة أيام من هروبها ، وبذلك أغلقت القضية وتم حسم الجاني .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك