لا يصح النظر إلى لقاتل ، بأنه سفاح لم يغدر به من قبل ، فقد تكون دوافعه للقتل تملأ رأسه وصدره ، بالذكريات المؤلمة التي سيطرت عليه ، حتى راودته فكرة قتل من قام بتعذيبه لسنوات طويلة ، خاصة إذا ما ارتكبت تلك الجريمة ، المتعلقة بإزهاق روح بشرية ، بسيدة أو فتاة صغيرة في العمر ، كان لابد لها أن تعيش كغيرها من الفتيات سعيدة منتظرة فارس أحلامها ، ولكن تبددت أحلامها عقب أن ذاقت مرارة الانهزام والعار من قبل ، ولعل هذا ما حدث في قصصنا التالية .القاتلة ميراندا باربور :
ميراندا باربور فتاة أمريكية ، لم يتعد عمرها سوى أربعة وعشرون عامًا فقط ، وقد قتلت أكثر من ثلاثة وعشرين رجلاً خلالها حياتها القصيرة ، وروت ميراندا قصتها قائلة بأنها قد تعرضت للاغتصاب على يد أحد أعمامها وهي في الرابعة من عمرها فقط ، هذا الحادث وتلك الأفعال الشيطانية كما وصفتها ميراندا ، قد تركت في نفسها ندوبًا لن يمحوها الزمن .وعندما بلغت ميراندا السادسة عشرة من عمرها ، بدأت تتجه لمحادثات الإنترنت ، وتدخل الغرف المحظورة لأقل من ستى عشر عامًا ، لتجد نفسها بين مجموعة ممن يعبدون الشيطان ، وقد أقنعها أحدهم بأن تهرب برفقته ويتزوجا ، وعقب أن تم الزواج قاما بنشر إعلانًا على شبكة الإنترنت ، باسم ميراندا وطلبت فيه أحد الراغبين في الممارسة الجنسية ، ممن لديهم ميول بيدوفيليا ، والتي تعني رغبة الشخص في ممارسة العلاقة الحميمة مع الأطفال .بالطبع تقدم للإعلان العديد من الأشخاص ، إلا أن اختيار ميراندا وقع على أحد الأشخاص ، يدعى تروي لافيرار وهو أب لطفلين ويبلغ من العمر اثنين وأربعين عامًا ، أخبرته ميراندا أنها تبلغ من العمر ستة عشر عامًا ، وأنها سوف تقدم له المتعة الجنسية التي يرغب بها .ثم قامت ميراندا باستدراجه بالقرب من الغابة ، وقامت هي وزوجها وبعض الأصدقاء من مجموعتهم الشيطانية ، بسحب تروي واستدراجه داخل الغابة وقاموا بطعنة ، أكثر من عشرين طعنة كاحتفال بزواج ميراندا ! وكأحد الطقوس الشيطانية ، وساهم زوجها في قتله أيضًا .بالطبع عثر رجال الشرطة على الرجل ، بعدما انطلقت رائحة العفن من جثته ، ليتم التعرف سريعًا على من قتلوه وتقديمهم للمحاكمة فورًا .كيرانجيت أواليا .. المرأة التي هزمت ضعفها :
امرأة هندية بسيطة مثلها مثل غيرها من النساء ، يرتفع الزوج في نظرها إلى مرتبة مقدسة ، تتحمل منه فوق طاقتها في محبة وصمت ، فهو قدرها الذي رزقها الله به ، ولكن هل كل الألم يمكن احتماله؟كانت كيرانجيت تعيش برفقة زوجها في لندن ، وبصحبة أبنائهم ووالدة الزوج ، وكان الأخير دائمًا ما يبرحها ضربًا وإيذاءً نفسيًا وجسديًا ويقتر عليها وعلى أطفاله في المعيشة ، بينما يغدق أمواله على العاهرات واحتساء الخمور .تحملت السيدة الطيبة ما كانت تلاقيه ، من إهانة وضرب وسب وذل ، وكل هذا على مرأى ومسمع من والدته ، ولكنها لم تحرك ساكنًا بل كانت دائمًا مؤيدة له ، فيما يفعل تجاه أسرته .وما دفع كيرانجيت للصبر على كل تلك المهانة ، هو أنها كانت ربة منزل فقيرة ، لا عمل لها ولا مأوى أو دخل ، فظلت تتحمل ما تلاقيه من تعذيب على أن تبقى في كنفه وتحت جناحه ، فقد أقرت أمام رجال التحقيقات فيما بعد ، أنها كانت أحيانًا تشعر بالحب نحوه ، وترغب في أن يتغير ولكنه كان يسوء أكثر من ذي قبل .في أحد الأيام كانت كيرانجيت حاملاً بطفلها ، وتهبط الدرج فإذا بزوجها ينهرها ويعنفها كالمعتاد ، ولكن في هذه المرة دفعها لتسقط عن الدرج ، وبالطبع تفقد جنينها ، وما أن استفاقت كيرانجيت من هذا الحادث ، حتى أقدمت على الخطوة التي لم تكن كانت تحلم بها قط ، فذهبت إلى زوجها بغرفته وهو نائمًا ، وألقت عليه مادة قابلة للاشتعال ، ثم أشعلت به النيران ووقفت تنظر إليه وهو يجاهد ، ويطلب المساعدة من الاحتراق .تم إلقاء القبض على كيرانجيت التي اعترفت لجريمتها ، ودوافعها التي نفتها والدة الزوج ، الذي لقي حتفه فيما بعد بالمشفى عقب مكوثه به عدة أيام ، يعاني آلام الاحتراق .كما أقر الشرطي الذي قام بإلقاء القبض عليها ، بشهادة مزورة بحق كيرانجيت ولكن من حسن طالعها ، أن تدخلت إحدى المنظمات التي تدافع عن حقوق المرأة ، ودافعت عنها وفقًا لما روته كيرانجيت ، ليعاد فتح أوراق القضية مرة أخرى ، وتتم محاكمتها في ضوء بعض الملابسات الجديدة ، وتحصل على حكمًا مخففًا بالسجن ، بثلاث سنوات ونصف ، لتحصل بعد ذلك على وسام الشجاعة من بريطانيا ، وقد قدمته لها زوجة توني بلير ، معتبرة كيرانجيت إحدى المناضلات ضد العنف المنزلي .